05 آب 2013
مقال عمر حبنجر في صحيفة الانوار: طرح التمديد... خطأ في التوقيت
​الرئيس ميشال سليمان في طهران، وغداً، أو بعده، في الرياض، انه التوازن اللبناني المطلوب بإلحاح، بعيداً عن سياسة المحاور والتبعية المدمّرة للشخصية الوطنية.
ومع ان وجود سليمان في طهران يجب أن يثلج بعض الصدور المختنقة بخطابه في عيد الجيش، فان العكس حصل، من تجاهل للزيارة الى التلويح بسابقات تُذكر ولا تعاد، في حال قرر الرئيس تطبيق خريطة طريق خطابه في عيد الجيش، والتي هي في الأساس نسخة مفصّلة من خطاب القسم الرئاسي.
ومنطلق التهويل عودة الحديث عن حكومة أمر واقع، علماً انه لا الرئيس سليمان ولا الرئيس المكلف تمام سلام تحدثا عن حكومة أمر واقع. مصادر الرئيس سليمان تحدثت عن ثلاثة مستويات يتعامل بها مع الاستحقاق الحكومي: أولا، عدم السماح بالوصول الى الاستحقاق الرئاسي دون وجود حكومة عاملة تجنبا للفراغ، وثانيا، تشكيل حكومة سياسية تضمّ الجميع وفي حال التعذر اللجوء الى المستوى الثالث وهو تشكيل حكومة حيادية.
ويصرّ سليمان على وجود حزب الله في أي حكومة بما في ذلك الحكومة الحيادية التي يشارك بها ممثلون غير مباشرين للقوى السياسية، أو بحسب الصيغة التي اقترحها الرئيس سعد الحريري، أي حكومة حيادية بلا ٨ و١٤ آذار، وبالتالي بدونهما...
فهل المشروع الأخير، هو ما يعتبرونه بمثابة حكومة أمر واقع؟
ربما كان المقصود، رفض سليمان لحكومة الثلث المعطّل وهو هنا متآلف مع الرئيس المكلف تمام سلام الذي يتمنّى لو يشكّل حكومة وحدة وطنية، شرط ان لا تتحوّل الى حكومة مناكفة وطنية... أو المقصود إسدال سليمان الستار على شعار الشعب والجيش والمقاومة من خلال الحديث عن تعديل وظيفة المقاومة حين تخطّت حدود مقاومة الاحتلال الى التورّط في أحداث سوريا؟...
على أي حال واضح ومؤكد ان قوى الثامن من آذار وعلى رأسها حزب الله، تبدو في اتجاه قطع الجسور مع الرئيس سليمان، وما اطلاق الصواريخ باتجاه بعبدا إلاّ شاهد ونذير، وهذا التحوّل بدأ منذ تصنيف الرئيس في خانة قوى ١٤ آذار، وما هو في الحقيقة كذلك. فهذه القوى رغم تمسّكها بالثوابت الوطنية من السيادة الى الوحدة والاستقلال، لم تستطع كبح جماح اندفاعة الثامن من آذار باتجاه الهيمنة على الدولة ومؤسساتها، وهذا الواقع انعكس عملياً على طبيعة العلاقة بين هذه القوى وبين القوى الخارجية المراهنة عليها. من هنا فإن ما يصح قوله هو أن قوى ١٤ آذار هي التي تسبح في بحيرة الرئيس سليمان، بعد سلسلة مواقفه الجسورة وآخرها خطاب عيد الجيش، وليس العكس كما يتوجه البعض أبداً...
وفريق الثامن من آذار يعرف مصدر وجعه، وانطلاقاً من هذه المعرفة، خرج الوزير السابق وئام وهاب بمقولة ان الرئيس ميشال سليمان فاتح المعاون السياسي للرئيس نبيه بري بموضوع التمديد له بعد نحو عشرة اشهر... وان من فاتحه بالأمر اجابه لاحقاً بأن الجهات التي يمثل لا ترى ذلك وارداً في حسابها...
وواضح ان توقيت تسريب هذه الخبرية يهدف الى اصابة اكثر من عصفور بحجر واحد، من تشويه مبدئية رفض الرئيس سليمان للتمديد على أي مستوى، الى فتح باب الاستحقاق الرئاسي منذ اليوم، الى تفريغ الامجاد الوطنية التي راكمها الرئيس سليمان، منذ مواجهته الصريحة والقاطعة لخروج حزب الله من دائرة النأي بالنفس واعلان بعبدا، بانخراطه العلني والمباشر في الحرب الى جانب النظام السوري، ومن دون أن يشفع للرئيس موقفه الرافض للقرار الاوروبي بادراج الجناح العسكري لحزب الله على لائحة الارهاب.
وواضح ايضا ان طرح موضوع التمديد للرئيس سليمان، ولو بالشكل الذي تناوله وئام وهاب، ورغم نفيه رسمياً من قبل وزير البيئة ناظم خوري، لم يكن موفقاً في هذا التوقيت على الاقل، فالرئيس سليمان يحظى اليوم بإجماع وطني سياسي وشعبي قل نظيره. ومن قال ان ادعاء حديثه عن التمديد لنفسه قد يخيّب أمل الناس به، الواقع ان من لم يقبل بهذا الخيار، فإن الناس ستطالبه به، وكما يقال: إن غداً لناظره قريب...  
تابع الرئيس على
© 2024 ميشال سليمان جميع الحقوق محفوظة