15 تشرين الثاني 2015
خيرالله لموقع "14 آذار": ما قبل الضاحية وباريس لن يكون كما بعدهما
بعد الضاحية الجنوبية لبيروت، كانت العاصمة الفرنسية باريس على موعد جديد مع الإرهاب عبر سلسلة متزامنة من الهجمات استهدفت مناطق عدة في العاصمة وبصورة متزامنة منها مسرح "باتاكلان" واستاد فرنسا الدولي. الهجمات شهدت حضور الأحزمة الناسفة وأدى تفجيرها بعد اطلاق النار عشوائياً على المدنيين الى مقتل ما لا يقل عن 120 شخصاً وإصابة اكثر من 200 بجروح.
 
هذا التطور الدراماتيكي الخطير في العمليات الإرهابية، إستدعى رداً سريعاً من العالم أجمع، خصوصا أنها توازي حجم أحداث "11 أيلول" في أميركا. وبعد ساعات من هجمات باريس، سارع تنظيم الدولة الاسلامية إلى تبني العملية.
 
في هذا السياق، يؤكد المستشار الاعلامي للرئيس ميشال سليمان الباحث السياسي بشارة خيرالله، في حديث خاص لموقع "14 آذار"، أن "الاعتداء الارهابي الذي طال فرنسا بالأمس كان متوقعاً، كون هذا الارهاب لا يعترف بجغرافيا ولا تحدّه حدود، وهو لا يترك مناسبة إلّا ويتوعد فيها الجميع، تارةً يشرِّق كما حصل في الضاحية الجنوبية، وتارة أخرى يغرِّب كما حصل في باريس"، جازماً أن "القراءة الموضوعية الدقيقة لكلّ ما يحصل، تشير إلى تصاعد الاعمال الارهابية تدريجاً، وما من مكان آمن على هذه اليابسة إن لم يحسم هذا الامر بشكلٍ جدي وفعّال، وهذا ما يحتاج إلى تعزيز جميع القوى وتضافر كل الجهود، والعمل بشكلٍ صارم وخلق شبكات آمنة لتبادل الخبرات والمعلومات الاستخبارية بين الدول لاحباط اكبر عدد ممكن من العمليّات وشلّ عمل هذه المجموعات الارهابية من خلال تجفيف منابعها، والعمل الدؤوب على توعية أكبر عدد ممكن من الرأي العام المسلم على كيفيّة التنبه وعدم الانجرار خلف البروباغاندا الارهابية لتضليل بعض العقول وأدلجتها بشكلٍ خاطىء وخطير".
ويعتبر خيرالله أن "قوة الاعتدال هي الكفيلة بمحاربة هذا الفكر التكفيري، معولاً على الدور الاساسي لرجال الدين قبل السياسيين ومعهم، في نشر الوعي الديني وعدم السماح لهذا الفكر ان يأخد بعض العقول المضللة إلى حيث يريد، لا إلى حيث يجب ان تكون، حيث الرحمة والتسامح وحب الآخر المختلف، لا تكفيره وقتله"، مشيرا الى أن "ما قبل جريمة الضاحية ثم باريس، لن يكون كما بعدهما، فكما في لبنان، كذلك في فرنسا، شهدنا أوسع تضامن مع أهالي الشهداء بعيداً عن اي اعتبارات سياسية أو دينية أو مذهبية، وهذا التضامن الواسع الاطر في مواجهة ذاك الخطر الكبير، يبنى عليه في الآتي من الأيام، للحد من تمادي الارهاب الذي يعوِّل بدوره على بعض الانقسامات التي قد يستفيد منها في بعض الاحيان".

  المقابلة على موقع 14 آذار
 
خالد موسى - 15 تشرين الثاني 2015
تابع الرئيس على
© 2024 ميشال سليمان جميع الحقوق محفوظة