“حزب الله” يعدّ عدة مواجهة “الاستراتيجية الدفاعية” بعد 6 أيار… وبقاء بري في “الرئاسة” أولوية
في خلاصة واضحة للمواقف التي اطلقت خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية في مناسبات انتخابية او سياسية، يتبين بما لا يرقى اليه شك، ان جميع القوى السياسية التي انضوت في مرحلة معينة تحت لواء فريق 14 اذار، ما زالت على مواقفها ازاء مشروع بناء الدولة في وجه الدويلة، التي ولئن تحالف بعض هؤلاء مع رموزها، الا ان الحلف لم يمنع من استعادة الخطاب السيادي والاضاءة على نقاط خلافية في هذا الشأن، وفق ما تبين من مواقف وزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يقر بوجود خلاف مع حزب الله ويعتبر “أن الحزب يأخذ خيارات لا تخدم مصالح الدولة اللبنانية في الموضوع الداخلي، وان كل لبنان يدفع الثمن…ويؤكد ان “في وثيقة التفاهم هناك بند أساسي يتعلق ببناء الدولة ولكن ولسوء الحظ هذه النقطة لم تطبق بحجة الاعتبارات الاستراتيجية”.
مجمل هذه المواقف معطوف على كلام واضح لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمام المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان برنيل داهلر كارديل اوضح فيه ان الاستراتيجية الدفاعية ستكون موضع بحث بين القيادات اللبنانية بعد الإنتخابات النيابية في شهر أيار المقبل، والتي ستنبثق منها حكومة جديدة”، كان اكد عون وباسيل انها هي حكومة العهد الاولى الفعلية،، يضيء بوضوح على وجود قرار داخلي كبير بدفع خارجي بالمضي قدما في اتجاه مشروع بناء الدولة الذي تواجهه عثرات ومطبات لا يستهان بها في مقدمها سلاح حزب الله والفساد المستشري في ادارات الدولة الذي تطرق اليه باسيل في اطلالته مساء امس متحدثا عن “معركة أصبحت اصعب لتحرير مؤسسات الدولة من الميليشيات الحديثة” قائلا: في الحرب كنا بمواجهة دولة الميليشيات العسكرية، ونحن اليوم بمواجهة بدلة مدنية مع “كرافات”، عنى بها حكما حركة امل.
وفي السياق، ينقل زوار الرئيس عون لـ”المركزية” اصراره على بحث الاستراتيجية الدفاعية مباشرة بعد الانتهاء من استحقاق 6 ايار، ويشيرون الى ان عناوين البحث هي نفسها التي تم تناولها سابقا في الاجتماعات التي عقدت في عهد الرئيس ميشال سليمان، مضافا اليها بعض المقتضيات التي تمليها الظروف المحلية والاقليمية، في ضوء الواقع الامني المحيط بلبنان.
هذاالوضع المستجد، ليس غائبا من حسابات حزب الله المدرك تماما لما ستحمله الايام من تطورات لن تصب حكما في مصلحته. واستباقا، يعمد الى رفع سقف مواقفه الى الحد الاقصى لتحصين وضعه السياسي في الداخل، وليست الدعوات التي يطلقها قياديون في الحزب للتجييش الانتخابي، سوى الدليل الى الاستعداد لمرحلة محاصرته واعداد العدة للمواجهة، حيث ذهب هؤلاء الى اعتبار من لا يصوت للمقاومة ونهجها خائنا وعميلا. من هنا ايضا، تؤكد مصادر سياسية مطلعة، يمكن فهم ” استماتة الحزب” في سبيل ابقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري في موقعه بعد الانتخابات، فهو يشتمّ رائحة معركة سيقودها حليفه المسيحي لاحداث تغيير في رئاسة المجلس بعدما بلغ السيل الزبى بين التيار والحركة ولم تعد حال الجفاء والنقمة خافية على احد. وتعتبر ان وقوف حزب الله في الكباش القوي بين حليفيه الى جانب بري لا يقتصر فقط على طبيعة الحلف الاستراتيجي مع رئيس المجلس ولا على البعد الطائفي، بل على الضمانة والحصانة اللتين قد لا يؤمنهما للحزب في مرحلة محاصرته ومع اعادة فتح ملف الاستراتيجية الدفاعية، الا الرئيس بري نفسه.
وتشير المصادر الى ان مرحلة ما قبل الانتخابات لن تشبه ما بعدها، اذ ان العهد القوي الذي يُمنّي النفس بحفر اسم الرئيس عون بحبر من ذهب في سجل تاريخ لبنان على انه باني الدولة القوية، لن يوفر جهدا في هذا السبيل وسيعمد الى اتخاذ اي اجراء او خطوة يمكن ان تحقق الهدف ومن ضمنها تغليب مصلحة الدولة على الدويلة التي اقرّ زعيمها منذ يومين ان مكانة ولاية الفقيه فوق الدستور اللبناني وتنفيذ اوامرها واجب.