مبادئ ١٤ آذار باقية ... باقية
اللواء - نون
لا ينفع السؤال ماذا بقي من ١٤ آذار
لأن الجواب سيزيد جمهور هذه الحركة السيادية إحباطاً وتيئيساً، على خلفية الخلافات المستحكمة حالياً بين حلفاء الأمس، أعداء اليوم، فضلاًعن التنصل والتخلي المعيب عن مبادئ وأهداف ١٤ آذار.
ليس جديداً القول أن الهوة تكبر يوماً بعد يوم، بين القيادات والقاعدة الشعبية، والتي جسدت طموحات وإرادات مئات الألوف من الشباب، في تعزيز مشروع الدولة و المؤسسات الدستورية، وإصلاح النظام السياسي، بما يحفظ الحريات العامة، ويصون الممارسة الديموقراطية، ويعتمد الحوكمة والشفافية في الإدارات العامة.
غلطة قيادات ١٤ آذار أنها أكتفت بترديد شعارات السيادة والإستقلال، ولكنها فشلت في ترجمة هذه الشعارات الى إنجازات عملية على أرض الواقع، حيث بقيت الإستراتيجية الدفاعية مجرد بند في طاولات الحوار، ولم تعطِ إعلان بعبدا ما يستحق من إهتمام ومتابعة، لتنفيذ بنوده السيادية، رغم إعتماده كوثيقة دولية وعربية في الأمم المتحدة، وفي جامعة الدول العربية.
تلاشي تيار ١٤ آذار، وتفرق القيادات الحزبية، وتضارب مواقف الأطراف الرئيسية، خاصة بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية، لا يعني سقوط المبادئ الوطنية لهذه الحركة الوطنية العابرة للطوائف والمناطق، بل لعل العكس هو الحاصل حيث تبقى مبادئ ١٤ آذار بمثابة المعين الذي لا ينضب، لحركات الشباب وللعديد من اللوائح الإنتخابية، التي تتمسك بمنطلقات وأهداف ثورة الأرز، سبيلاً اساسياً لقيام الدولة القوية والعادلة، والقادرة على ضمان الأمن والإستقرار والإزدهار للبنانيين.
القيادات السياسية والحزبية التقليدية فشلت في الحفاظ على روح ومضمون ثورة الأرز، فهل تنجح القيادات الشابة القادمة الى مجلس النواب العتيد في إعادة الحياة الى محاولات التغيير المنشود ؟