3 أعوام على "لقاء الجمهورية": ماذا تحقق؟ سليمان لـ"النهار": سنبقى صوتاً صارخاً ضد الاعوجاج
النهار- منال شعيا
3 أعوام على "لقاء الجمهورية": ماذا تحقق؟ سليمان لـ"النهار": سنبقى صوتاً صارخاً ضد الاعوجاج
قبل ثلاثة اعوام، تأسس "لقاء الجمهورية" تحت عنوان عريض: "تعزيز أسس الجمهورية اللبنانية عن طريق تحصين وثيقة الوفاق الوطني واستكمال تطبيق الدستور".
قبل ثلاثة اعوام أيضاً، والفراغ السياسي يتمدّد الى المؤسسات، منه الرئاسي، ومنه الحكومي، واحيانا كثيرة فراغ في الحياة السياسية.
اليوم، ماذا بقي من "لقاء الجمهورية"، أو ماذا حقق هذا اللقاء، وسط الجمود اللبناني العام الذي ينعكس شللاً على اكثر من مرفق وسلطة ومؤسسة؟ وبطبيعة الحال، أي نظرة مستقبلية يمتلكها اللقاء؟
بالتأكيد، حين أسس رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان اللقاء، لم يكن ليحدّد عناوين كبيرة او صعبة المنال. هو الذي اختبر الحياة السياسية من اعلى مناصبها، يعي جيداً التركيبة السياسية في لبنان.
يسارع سليمان الى القول: "ولدت فكرة تأسيس اللقاء غداة انتهاء ولايتي الرئاسية، لانني اعتبر ان الاعوام الـ6 التي امضيتها في سدة الحكم، كانت بمثابة واجب قمت به بعدما اكرمني وطني بأعلى المناصب، من قيادة الجيش الى رئاسة الجمهورية".
ويخبر "النهار": "فكرتُ في الطريقة التي ينبغي من خلالها ان أكون وفياً للبنان الذي اعطاني ما يتمناه كل مواطن، عبر استمراري في خدمة وطني من موقعي كمواطن مسؤول، فكانت فكرة تأسيس لقاء الجمهورية".
اهداف وعمل
هكذا، دأب اللقاء على الاجتماع دورياً واصدار بيانات اسبوعية تحاكي الواقع السياسي والاقتصادي والمعيشي، وتواكب الشق الدستوري الذي نال نصيبه من الاجتهادات واحياناً "الانتهاكات"، خلال فترات كثيرة.
كانت اهداف "لقاء الجمهورية" واضحة عند سليمان والمؤسسين، ويمكن تلخيصها بعنوان بارز هو "الانطلاق من تحصين وثيقة الوفاق الوطني لجهة تطبيق اعلان بعبدا، تعديل الاتفاقات مع سوريا بما يتناسب مع وثيقة الطائف، تدعيم اسس الدولة المدنية، اقرار قانون اللامركزية، اعادة صلاحية تفسير الدستور الى المجلس الدستوري نفسه وايجاد حلول للثغرات الدستورية على قاعدة توازن السلطات، اصلاح الادارة وتعيين "وسيط الجمهورية"، انشاء مجلس وطني للاغتراب وغيرها الكثير".
هذا الهدف الرئيسي يلاقيه عنوان آخر اساسي هو "استكمال تطبيق الدستور" الذي يتم عبر "تحقيق استقلالية القضاء، تشكيل هيئة الغاء الطائفية السياسية والضغط لاعادة اللاجئين وتفعيل دور المجلس الاقتصادي – الاجتماعي".
كلها اهداف حددها "لقاء الجمهورية". يعلّق سليمان: "سعيت، بالتعاون مع نخبة من المثقفين والاختصاصيين من كل المناطق والطوائف، الى ان نكون صوتاً وطنياً صارخاً غير مذهبي يصوّب الامور ويضيء على الاعوجاج. هذا واجبي".
كانت "الوثيقة الوطنية" للقاء اشبه بخريطة طريق للعمل، تلك الخريطة يحددها سليمان بقوله: "القاعدة هي كيفية التزام احترام سيادة لبنان، لا بل استعادة تلك السيادة. وهنا مسار العمل واضح: اولاً، العودة الى اعلان بعبدا لضمان تحييد لبنان عن صراعات المحاور، ثم مناقشة الاستراتيجية الدفاعية واقرارها، لاسيما ان هناك تصوراً سبق لي ان رفعته الى هيئة الحوار الوطني، مع ضرورة التزام "حزب الله" قرارات لبنان الرسمي وإمرة الجيش اللبناني لفترة مرحلية ريثما ينحصر السلاح بيد الدولة. هذان العاملان يشكلان رأس مال بناء لبنان وتطويره، لأنهما يؤديان الى توفير النمو الاقتصادي والامان الاجتماعي والامن السياسي. تلك حلقة مترابطة، ومقدمة إجبارية لتطبيق الدستور كاملاً والانتقال بهدوء الى الدولة المدنية".
نظرة مستقبلية
منذ تأسيسه، خطَّ "لقاء الجمهورية" لنفسه أسلوب عمل عبر "التواصل مع المجتمع المدني واتخاذ الخطوات للمشاركة والتأثير في القرار السياسي وتشكيل فرق عمل وتنظيم ورش لاقتراح مشاريع قوانين".
وأي نظرة مستقبلية للقاء؟ يجيب سليمان: "حيث يجب ان نكون سنكون. حالياً لسنا في البرلمان او في السلطة التنفيذية ولكن لدينا أصدقاء. نحن بمثابة لقاء سياسي يحمل الشعلة السيادية ويواكب التطورات ويضيء على الشوائب ويصوّب الامور ويقيم ورش عمل كمثل كتاب إصلاح الثغرات الدستورية الناتج من ورشة عمل نظّمها لقاء الجمهورية".