04 نيسان 2019
إصلاحات مجهولة في عهد مظلوم..!

اللواء-نُون

إصلاحات مجهولة في عهد مظلوم..!

في خضم الأزمات التي تعصف بالبلد، يبقى الحديث عن الإصلاح مجرّد كلام، لا يمت للواقع بصلة، بل هو جعجعة بلا طحين، حتى الآن على الأقل، وما نسمعه عن ملاحقة موظف صغير هنا، أو مساعد قضائي هناك، لا يعدو مجرد ملاحقات روتينية بحق صغار «الفاسدين»، في حين تبقى الرؤوس الكبيرة بعيدة عن المنال بسبب حصاناتها، ونفوذها وحماياتها السياسية والحزبية والطائفية!

وبكلام آخر، فإن مسيرة الإصلاح ومحاربة الفساد لم تنطلق بعد، رغم مرور ثلاث سنوات من ولاية العهد الذي طرح رئيسه شعار الإصلاح والتغيير باكراً، ومنذ كان في صفوف المعارضة، ثم داخل قبة البرلمان. في حين أن خطوات إصلاحية مهمة تحققت في عهد الرئيس ميشال سليمان بهدوء، ومن دون الضجيج الذي نسمعه اليوم من دون أن نرى نتائجه!

ومن باب التذكير، وعلى سبيل المثال لا الحصر، نكتفي بالعودة إلى بعض الخطوات الإصلاحية التي تحققت في تلك السنوات، ولكن لم يتم المحافظة على مسارها لاحقاً، وخاصة في العهد الحالي:

١- تم عزل ثلاثة قضاة، وتأخير تدرج ثلاثة آخرين، بموجب قرارات المجلس التأديبي، واستناداً لنص المادة ٩٥ من قانون القضاء.

٢- تم وضع آلية مدروسة وشفافة للتوظيف، نصت على الإعلان عن الوظيفة الشاغرة وقبول الترشيحات من الشباب والمواطنين مباشرة، وتقوم لجنة وزارية إدارية بإجراء المقابلات مع طالبي التوظيف، وتختار الثلاثة الأوائل منهم، ويتم عرض الأسماء الثلاثة على مجلس الوزراء ليختار بالتصويت واحداً منهم. تم العمل بهذه الآلية في عهد الرئيس سليمان، ثم تعطلت في العهد الحالي، وكانت أولى إشارات تعطيلها رفض «التيار الوطني» نتائج الآلية التي توصل إليها وزير الإعلام السابق ملحم رياشي لتعيين مدير عام لتلفزيون لبنان، حيث ما زال المركز شاغراً حتى اليوم!

 ٣- الالتزام بقرارات هيئات الرقابة: التفتيش المركزي، ديوان المحاسبة، مجلس الخدمة، مجلس الشورى، وغيرها من المجالس التأديبية، في خطوات حاسمة لإعادة الاعتبار إلى مؤسسات الدولة، واستعادة هيبتها الإدارية!

 إنها إصلاحات تكاد تكون مجهولة في عهد مظلوم، تعرّض للطعن والإنكار من الحلفاء، كما من الخصوم!

ولو قُدّر للعهد الحالي الاستمرار في هذا المسار لكان النهج الإصلاحي قد تحوّل إلى قاعدة ذهبية على طريق مكافحة الفساد عملياً وليس كلامياً فقط !

تابع الرئيس على
© 2024 ميشال سليمان جميع الحقوق محفوظة