29 حزيران 2019
حقوق المسيحيين: كلمة حق في زمن الباطل..!

اللواء:

نُون

حقوق المسيحيين: كلمة حق في زمن الباطل..!

قرأت مقال الرئيس ميشال سليمان المنشور أمس في «اللواء»، وتساءلت بكثير من المرارة: أين هذه الحكمة والروح الوطنية المتجلية في هذا الكلام الموزون عند أهل السلطة اليوم؟



لقد دحض الرئيس سليمان بأسلوبه الهادئ والمُقنع، كل طروحات الخطاب التحريضي المقيت الذي يردده المحسوبون على الحكم الحالي، تحت شعار استعادة حقوق المسيحيين تارة، وحفاظاً على الحقوق المسيحية تارات أخرى!



«حقوق المسيحيين من حقوق اللبنانيين»، بهذه الكلمات الموجزة والبليغة في معناها وأبعادها الوطنية، كشف ضحالة الأساليب الشعبوية الرخيصة التي يلجأ إليها البعض، سعياً وراء سراب زعامة وهمية، لا يمكن أن تتحقق على حساب وحدة اللبنانيين وصيغة عيشهم المشترك، وعبر التحريض الطائفي والمذهبي الآثم للإيقاع بين أبناء الوطن الواحد والبلدة الواحدة والحي الواحد.



لقد وضع صاحب «إعلان بعبدا» يده على الجرح مباشرة، واعتبر أن «حقوق المسيحيين تُستعاد باستعادة الدولة القوية... وباستعادة ثقة المجتمع الدولي والناس بمنظومة الحكم... وبتطبيق الدستور وإجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها... وبحصر امتلاك السلاح بيد الدولة... وبقانون انتخاب يعتمد النسبية مع دوائر كبرى، وبعيد كل البعد عن النموذج الأرثوذكسي وعن أحادية الصوت التفضيلي...».



ويتابع الرئيس سليمان تعداده لعناصر تعزيز حقوق المسيحيين، وصولاً إلى الإنماء المتوازن، والديبلوماسية المتوازنة، وإبقاء لبنان ملاذاً للمضطهدين بالحوار والروح السمحة، والحرص على حقوق المسلمين وحقوق كل اللبنانيين، واستكمال تطبيق الدستور وإقامة دولة المواطنة.



أهمية هذا الكلام الوطني بامتياز أن صاحبه عانى من تجارب مريرة خلال وجوده في قيادة الجيش، ثم في قصر بعبدا، من أساليب المزايدات الوقحة، وسياسات التعطيل المتعمّدة، ومن شتى محاولات العرقلة لعهده، ولكنه استطاع بحكمته وبُعد نظره، التغلب عليها بالدعوة لطاولات الحوار التي جمعت كل الأطياف السياسية في مرحلة الانقسامات الصعبة، وجعلت خصوم الأمس، «حلفاء اليوم»، يجلسون وجهاً إلى وجه لحماية البلد من تداعيات الصراعات المستدامة بينهم. وتُوّجت جولات الحوار المتعددة بالتوصل إلى «إعلان بعبدا»، الذي أضحى وثيقة دولية في الأمم المتحدة وإقليمية في جامعة الدول العربية ومنظمة الدول الإسلامية، رغم تنكر بعض موقعيه لمضمونه وتنصلهم من الالتزام ببنوده!



«حقوق المسيحيين من حقوق اللبنانيين» كلمة حق في زمن يسوده الباطل من أمامه ومن خلفه!

http://aliwaa.com.lb/أخبار-لبنان/نقطة-سطر/حقوق-المسيحيين-كلمة-حق-في-زمن-الباطل/

 

تابع الرئيس على
© 2024 ميشال سليمان جميع الحقوق محفوظة