سليمان يحضر الحوار للتذكير بـ"إعلان بعبدا"
من غير الواضح ما اذا كان اللقاء الحواري اليوم في بعبدا سيتيح للمشاركين التعبير عن افكارهم وهواجسهم ورؤاهم الى مستقبل البلد، وآلية الخروج من المعضلات، سواء السياسية او الاقتصادية المالية، وصولا الى الامنية، وما اذا كان البيان الختامي سيعكس هذا التعدد، او يبقى لقاء فولكلوريا لرفع العتب، فيندم عليه بعض الذين قرروا المشاركة. لكن الاكيد ان زخم اللقاء لن يكون كما اريد له، بعد اعلان "القوات اللبنانية" مقاطعته، لينضم الحزب المسيحي الواسع الانتشار الى الكتائب و"المردة" ما يشكل اكثرية مسيحية مقاطعة، اضافة الى التمثيل السني المنقوص في شكل فاضح بفعل غياب رؤساء الحكومة السابقين، و"تيار المستقبل". وقد طرح موضوع المشاركة والميثاقية جدلا في الاوساط السياسية، رغم اعلان دوائر قصر بعبدا انه لا يخضع للميثاقية التي تفرض حضور كل الطوائف والمذاهب. لكن صدور الكلام ونقيضه يدفعان الى تأكيد الارباك الذي يحكم اللقاء. فالقول ان الرئيس حسان دياب يمثل الطائفة السنية، يفترض ان التمثيل مذهبي، وهو ما يقتضي دعوة بقية المذاهب.
من جهة أخرى، اثار حضور الرئيس ميشال سليمان الكثير من التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونقلت مصادر قريبة منه الى "النهار" دوافع قراره، معتبرة ان سليمان في خطاب القسم الذي تلاه اكد اهمية الحوار، وهو، اثناء ولايته، نظَّم طاولة الحوار، ولم يقاطعها اي من الاطراف، وخلالها صدر "اعلان بعبدا" الذي يثبت اهمية الحوار وسيلة لحل المشكلات العالقة في ما بين اللبنانيين. وانطلاقا من هذا الايمان بالحوار، والتزاما لخطاب القسم الذي لا يزول بفعل الزمن كمسؤولية وطنية، فانه يشارك حاملا معه التذكير بـ"اعلان بعبدا" الذي يدعو الى حياد لبنان والذي لا يزال صالحا لانه الحل الافضل لما يعانيه البلد. اضف الى ذلك، انه انطلاقا من موقعه كرئيس سابق، فانه يفضل التعامل باللياقة المطلوبة مع موقع الرئاسة.