مقاطعة وطنية.. وقنبلة سليمان!
اللواء:
نُون
مقاطعة وطنية.. وقنبلة سليمان!
واقعتان كشفتا هزالة لقاء بعبدا: الأولى مقاطعة أكثر من نصف اللبنانيين، التي جسّدت موقفاً وطنياً موحداً للقوى السياسية الوازنة، رغم التباينات وانعدام التنسيق فيما بين أطرافها في الفترة الأخيرة.
الواقعة الثانية كان بطلها الرئيس ميشال سليمان بكلمته الوطنية العالية النبرة، والصريحة في مخاطبة اللبنانيين، كل اللبنانيين، وليس فقط المشاركين في اللقاء، وتحديد الجذور الأساسية لدوامة الأزمات التي تعصف بالبلد، والتي بدأت منذ الانقلاب على إعلان بعبدا، وإسقاط مبدأ النأي بالنفس، وإفشال محاولات إبعاد لبنان عن النيران المشتعلة في الإقليم، ولا سيما سوريا، وذلك بسبب خروج حزب الله للمشاركة في الحرب السورية دعماً للنظام.
لولا حضور الرئيس سليمان لكان اللقاء اقتصر على أهل البيت فقط، ولكن الرسالة - القنبلة التي حملها إلى بعبدا كسرت نمطية الكلام بين أطراف الفريق الواحد، وعادت بالذاكرة إلى جلسات الحوار التي أنتجت إعلان بعبدا، ومهّدت الطريق لتحييد لبنان عن صراع المحاور، والوصول إلى وضع سياسة دفاعية، تُعيد سيادة قرار الحرب والسلم إلى المؤسسات الشرعية.
أما البيان الصادر عن اللقاء، فيوحي وكأن الاجتماع حصل في بلد آخر، بل في كوكب آخر، لا علاقة له ببلد مهدد بالانهيار، ولا بشعب يُنازع من الاختناق، ولا باقتصاد متسارع في الانحدار.
اللبنانيون، شيباً وشباباً، رجالا ونساءً، طلاباً وعمالاً، تجاراً وحرفيين، يتظاهرون في الشارع، يعتصمون في الساحات، يقطعون الطرقات، غضباً واستنكاراً لفساد السلطة، وتخبّط الحكومة، وعجزها عن التصدي لأخطر الأزمات الاقتصادية والمالية في تاريخ البلاد، وبيان لقاء بعبدا يتكلم عن «تعديل وتطوير النظام»، وكأن ارتفاع الدولار وانهيار الليرة المريع، سببه النظام السياسي الديموقراطي، أو نظام الاقتصاد الحر، الذي كان على مرّ عقود من الزمن بمثابة الرئة التي تتنفس منها دول المنطقة.
لقاء بعبدا كشف أن الحوار بين السلطة والشعب المنتفض في الشارع هو من نوع حوار الطرشان!