07 تموز 2020
رسالة ردع وسلام من البطريركية المارونية
الشرق:

يحيى احمد الكعكي

رسالة ردع وسلام من البطريركية المارونية


بينما “لبنان” يتألم ويتوجع ويئن وهو “رهين المحبسين”: “محبس العمى السياسي”، و”محبس الحصار”، جاءت صرخة البطريركية المارونية -التي أول من أُعطيت “مجد لبنان”-، والتي وضعت النقاط على الحروف، وهي تقف على “أرض صلبة”، وكانت “صرخة” قوية وهامة جداً لـ”الجميع”- في الداخل والخارج-.

ومن يسمعها بهدوء واتزان نفسي، يجدها كانت محسومة من حيث المكان والزمان، ومُصانة على حقائق وموازين كل القوى المتنازعة على “أرض لبنان” في الوقت الذي يشهد فيه الإقليم الجغرافي الذي يعيش فيه “لبنان”، إضطراباً شديداً على وقع التشابكات والتوازنات في المصالح الإقليمية والدولية، والتي تجعل من الصعوبة على كل القيادات السياسية والدينية اللبنانية التي لا تزال “حرّة” أن تنعزل داخل “المحبسين” -أو في قعر الفنجان- تنتظر ما تسوقه إليها هذه الظروف المحيطة بها..


من هنا نقرأ صرخة “البطريركية المارونية”، أو بالأحرى “رسالة” البطريركية المارونية” والتي سمّت الأشياء بأسمائها، واضعة النقاط على الحروف، عبر طلبها من رئيس الجمهورية فك الحصار عن الشرعية، والقرار الوطني اللبناني، والطلب من الأمم المتحدة العمل على إعادة تثبيت استقلال لبنان ووحدته، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وإعلان حياده”..

وهذه “الرسالة” تُعد من أقوى رسائل “البطريركية المارونية”، وهي “رسالة ردع”، و”سلام”، وتضمنت معانٍ كبير بمضمونها، لا تحتمل التأويل من أحد، لأنها شديدة الوضوح لا تحتاج الى أي تفسير.

و”البطريركية المارونية” بـ”رسالة الردع والسلام” هذه، عبّرت عن استشرافها لحجم التحديات التي يواجهها “لبنان” منذ أكثر من سبعة أشهر، التي ربما تصل لتهديدات لـ”وجود لبنان الكبير” وهو يتهيّأ للإحتفال بمئويته الأولى في ٢٠٢٠/٨/٣١، على وقع عدم توازن القرار السياسي النهائي لـ”الدولة اللبنانية”، والذي نتج عنه أوضاع إجتماعية واقتصادية ومالية موجعة، أدت الى وقوع الربوع اللبنانية في حفرة “المجاعة” التي أصبحت في كل بيت لبناني، وأعادت هذه الربوع اللبنانية ١١٥ سنة الى الوراء، الى الأيام السود لـ”مجاعة ١٩١٥”و “هجرة ١٩١٥”… و التي حاكتها فيما بعد هجرة”١٩٧٥”..!

وهذا ما تطلب من كل القيادات اللبنانية المؤمنة بـ”لبنان” -الوطن والدولة- في نطاق قراره السيادي الوطني الحر، الى اتخاذ مواقف “رادعة” قوية، والتصدّي للتهديدات الوجودية لـ”لبنان الكبير”، بكل حزم وعلى نحو يحفظ لـ”لبنان الكبير” وشعبه الطيّب، الأمن والأمان والاستقرار.

في إطار المؤسسات الشرعية لـ”الدولة اللبنانية” التي شدّد عليها “دستور ١٩٩٠” من مقدمته المزيّنة بـ”المسلمات العشر الوطنية” الى ما أكد عليه في مواده على “التوازن السياسي”، و “الميثاقية الوطنية”، في الوطن النهائي لجميع أبنائه..


وقد جاء هذا التحرّك الوطني لـ”البطريركية المارونية” ليقول لـ”الأمم المتحدة”، ولـ”المجتمع الدولي” الذين نبّهوا الى ضرورة حفاظ لبنان على تعهداته الدولية، خصوصاً تلك التي صدرت عن اجتماع “مجلس الأمن الدولي” التشاوري حول الوضع في لبنان في ٢٠٢٠/٥/٢٣، حيث أكد أعضاؤه بعد الاجتماع دعمهم القوي لوحدة أراضي لبنان واستقلاله السياسي وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بدءًا بـ ٤٢٥ و٤٢٦ لعام ١٩٨٧، والقرار ٥٢٠ لعام ١٩٨٢، والقرار ١٥٥٣ لعام ٢٠٠٤، والقرار ١٥٥٩ لعام ٢٠٠٤، والقرار ١٧٠١، والطلب من المسؤولين اللبنانيين بالرجوع الى “إعلان بعبدا” خصوصاً تطبيق ما جاء فيه بـ”نأي النفس عن الصراعات الدائرة في المنطقة من حوله” أي “تحييده” كما طالبت “البطريركية المارونية” بـ”رسالة الردع والسلام” لـ”المسؤولين اللبنانيين”، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بلبنان.

ثم توالت المواقف الدولية والتي طلبت من الحكومة اللبنانية الإسراع في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، والتي كان أقواها الموقف الفرنسي في 2020/7/1، والذي أكد على أنّ “الأوضاع أصبحت مزعجة وتنذر بالعنف”، وقوة هذا الموقف أنه صادر عن “فرنسا” التي دعمت وأيّدت ولادة “لبنان الكبير” في 1920/8/31..و لا تزال تمثل “الوزن السياسي الدولي الهام” الداعم ل”لبنان الكبير” في “المجتمع الدولي”..

وفي هذا السياق أشير الى “البيان” الصادر أمس عن “لقاء الجمهورية”، والذي جاء متمماً لمواقف الرئيس السابق “العماد ميشال سليمان” في الحفاظ على “لبنان الوطن” بقوة مؤسساته الشرعية، ورسمه لمعالم طريق “خلاص لبنان” من مأساته الحالية عبر الرجوع الى تطبيق ما جاء في “إعلان بعبدا”، وتنفيذ “لبنان” لتعهداته الدولية.

هذا البيان الذي اعتبر ان صوت البطريركية المارونية هو صوت الشعب الموجوع بفعل السياسات الخاطئة وتنكّر الدولة لتعهداتها والتزاماتها، والتخلي عن سيادتها على سياستها الخارجية وعلى قدراتها القومية الاقتصادية والعسكرية”.


أشير أيضًا إلى “نقطة هامة” جدًا ورد في البيان، أكد على ضرورة تشكيل “جبهة سياسية” سعيًا إلى إنقاذ لبنان الوطن المحاصر، من جراء زجه في صراعات المحاور، رغمًا عن الإدارة الوطنية الجامعة، و استعماله ورقة تفاوض بين الدول المتنازعة…

وغداً لقاء آخر حول “حياد لبنان” و”إعلان بعبدا”..
تابع الرئيس على
© 2024 ميشال سليمان جميع الحقوق محفوظة