حياد لبنان واعلان بعبدا
الشرق:
يحيى احمد الكعكي
حياد لبنان واعلان بعبدا
ما طالب به البطريرك الماروني الكاردينال “مار بشارة بطرس الراعي” في عظته الأحد الماضي للداخل »رئيس الجمهورية« وللخارج ب”السلام” بمساعدة الأمم المتحدة، للعمل على مساعدة لبنان في “إعادة تثبيت استقلاله ووحدته” و”تطبيق قرارات الشرعية الدولية”، و”إعلان حياده”..
إنه “كلام كبير” بحجم “البطريركية المارونية” التي كانت تتقدم الصفوف بالمطالبة بـ”لبنان الكبير” مكان “لبنان الصغير” -أي “نظام المتصرفية” ١٨٦١- أي “نظام الوصاية الدولية”!-.
ولقد ساعدت “فرنسا” بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى اللبنانيين، وحقّقت لهم رغبتهم الوطنية في إعلان “دولة لبنان الكبير”.
وكان هذا الإعلان التاريخي من “قصر الصنوبر” -مقر السفارة الفرنسية آنذاك- في بيروت، والإحتفال به رسمياً كان في ١٩٢٠/٩/١ باحتفالية رسمية كبرى رعاها المندوب السامي الفرنسي “هنري جوزيف أوجين غورو” وإلى يمينه البطريرك الماروني “الياس بطرس الحويّك”… وإلى يساره مفتي بيروت الشيخ الجليل “مصطفى بن محيي الدين نجا”.
وفي ١٩٢٦/٥/٢٣ أقر “مجلس الممثلين” -أول مجلس نيابي لبناني- هذا “الإعلان”، والذي تأكد بأول دستور لبناني، حيث أعلنت بعد ذلك “الجمهورية اللبنانية الأولى” ١٩٢٦- ١٩٤٣، ثم “الجمهورية اللبنانية الثانية” ١٩٤٣- ١٩٩٠، و”الجمهورية اللبنانية الثالثة” ١٩٩٠- حتى الآن والتي يُفرض عليها “الحصار”..!
هذا “الحصار” الذي طالبت “البطريركية المارونية” رئيس الجمهورية بضرورة فكه، بعد استشرافها لحجم التحديات التي ربما تصل لتهديدات وجودية لـ”لبنان الكبير” وهو يتهيّأ للإحتفال بمئويته الاولى في ٢٠٢٠/٨/٣١، على وقع عدم توازن القرار السياسي النهائي لـ”الدولة اللبنانية”، والذي نتج عنه أوضاع إجتماعية واقتصادية ومالية موجعة، أدت الى وقوع الربوع اللبنانية في حفرة المجاعة التي أصبحت في كل بيت لبناني، وأعادت هذه الربوع اللبنانية ١٥ سنة الى الوراء، الى “الأيام السود النَحِسات” لـ”مجاعة ١٩١٥” و”هجرة ١٩١٥”… والتي حاكتها فيما بعد هجرة ١٩٧٥، دون أن يكون مجاعة في أحلك أيام “الحرب القذرة” على “لبنان الكبير” (1975/4/13- 1989/9/30)..!!
كما طالبت “البطريركية المارونية” في رسالة “الردع و”السلام” التي وجهتها لـ”الداخل” و”الخارج”، الى “إعلان حياد لبنان” لإعادة تثبيت استقلاله ووحدته”، والحفاظ عليه “كبيراً” كما أعلن منذ 100 عام، وهو يُسرع الخطى الى أن يصبح “صغيراً”(!) حتى أصغر مما كان عليه في “نظام المتصرفية” 1861(!!!)
و”البطريركية المارونية” التي أُعطي لها “مجد لبنان” في 1920/8/31، والتي تُعد خط الدفاع الاول والهام عن المؤسسات الشرعية في لبنان، وفي مقدمها “الرئاسة الأولى”، تلاقت -كما كانت قبلاً- مع “إعلان بعبدا” 2012/6/11، الذي كان نتاج طاولات الحوار التي عقدها الرئيس السابق “ميشال سليمان” في “قصر بعبدا” لتثبيت دعائم الاستقرار وصون السلم الاهلي بسبل سياسية لتحقيق هذا الهدف.
تلاقت -كما كانت قبلاً- مع “إعلان بعبدا” خصوصاً ما جاء في البند (12) الذي اكد على: “تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية، وتجنيبه الإنعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية، وذلك حرصاً على مصلحته العليا ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي، ما عدا ما يتعلق بواجب إلتزام قرارات الشرعية الدولية والإجماع العربي والقضية الفلسطينية المحقة، بما في ذلك حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى أرضهم وديارهم وعدم توطينهم” -ولم تكن “المأساة السورية” قد ظهرت على شاشة “أزمات المنطقة”..
فهل يسمع من وجّهت إليهم “البطريركية المارونية” رسالتها في الداخل..؟
سؤال لست في حاجة إلى الاجابة عليه…
وغداً نكمل القراءة عن “ماذا يعني الحياد” في علم السياسة بحسب “الاتفاقات الدولية”…
https://www.elsharkonline.com/قراءة-بقلم-يحي-احمد-الكعكي-حياد-لبنان-وإعلان-بعبدا/2020/07/08/مقالات/