لا رغبة في صدام مع الحزب ولكن...
النهار:
روزانا بو منصف
لا رغبة في صدام مع الحزب ولكن...
اطمأن "حزب الله" طويلا الى ان احدا في الداخل لم يعد يطالبه بشيء او يريد منه اي شيء. استهان بواقع ان احدا لم يطالبه في الاعوام السابقة ولا راهنا بالعودة من سوريا ولم يطالب احد لا بالاستراتيجية الدفاعية التي وعد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بوضعها على طاولة الحوار ثم تجاهلها كما لم يطالب احد الحزب بتسليم سلاحه او بالتزام قرار لبنان وحماية علاقاته الخارجية ايا تكن الاعتبارات التي منعت ذلك. والدعوات التي انطلقت كانت يتيمة واستسهل الحزب وضع اليد تباعا على رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة فيما رئاسة مجلس النواب في عهدته اصلا. بدأ لبنان منذ سنوات دفع ثمن هذه السياسة في علاقاته الخارجية وفقدان الحد الادنى من الاستثمارات الخارجية من ابنائه او من سواه فيه وصولا الى انهيار اقتصادي. وفيما لا يزال هناك اصدقاء للبنان يمدون له حبل نجاة محتملة، يتمسك بمقارباته على نحو اكثر تشددا على نحو يكاد ينهي لبنان ككل.
لكن رغم هذا الواقع لا يظهر اي فريق سياسي رغبة في الذهاب الى صدام مع الحزب. لكن مشهد الزيارات الى الديمان وبكركي يربك الحزب لا سيما في ظل حج متواصل من الافرقاء السياسيين حتى من حلفائه اليها لعدم رغبتهم على الارجح في استعادة مشهد اوتجربة قرنة شهوان التي اشعلت الارض تحت اقدام القوات العسكرية السورية في لبنان، بحيث تكون بكركي مجددا راعية لتحرك وطني واسع في ظل ظروف اقتصادية صعبة ومخاوف حقيقية التقى حولها افرقاء من كل الطوائف. يدرك الجميع وفق المعطيات المتوافرة حساسية الوضع ودقته وهناك اتهامات معروفة ومعلنة لجهات عدة حول مسؤولية الحزب في ما آل اليه الوضع، انهم في وارد حشر الحزب والضغط عليه لكن ثمة اقتناعا بان لا نية لاحد بالصدام معه اولا لعدم الرغبة في تحويل البلد مجددا الى ساحة تتداخل فيها الصراعات الاقليمية وتحول لبنان الى ميدان دموي كما خلال الحرب الاهلية. وثانيا لعدم وجود مصلحة لاحد بذهاب الامور الى ما قد يشغل البلد عن الاهتمام بايجاد خطة انقاذ اقتصادية توفر على البلد اثمانا باهظة في الانهيار المحتوم. وثالثا لادراك الجميع ان الحزب يملك ما قد يمكنه من السيطرة العسكرية وان بكلفة مخيفة فيما لا يملك اخرون هذه القدرة. الاستحقاق الذي يواجهه الحزب بداية من اقتراح الحياد الايجابي الذي اطلقه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي انه لا يمكنه فحسب محو هذا الاقتراح او الموقف بالحملة على البطريرك او تخويف الافرقاء السياسيين بذلك. فالمسألة باتت تكمن في نقاش يجب ان يقود الى صيغة مقبولة تسمح بتلمس لبنان طريقه الى استعادة علاقات بالحد المقبول مع الخارج من اجل انقاذ نفسه. وهذه الصيغة من الحياد الذي وللمناسبة اكد البطريرك انه لا يمس بعداء لبنان التاريخي لاسرائيل يفترض ان تجد توافقا داخليا وتنفيذا واقعيا الى جانب الموافقة الخارجية كما حصل بالنسبة الى النأي بالنفس الذي ورد في اعلان بعبدا وتبنته الامم المتحدة وكل الهيئات الدولية الداعمة ولم يطبق. لا يمكن الحزب ان يشيح النظر عن ذلك لا سيما وان من يسلم معه بان هناك حصارا على البلد، علما ان هناك من لا يسلم بذلك ما لم يختصر البلد به وحده، لا يتجاهل ان الحزب هو السبب في هذا الحصار لاخذه لبنان رهينة واستخدامه لطموحات اقليمية وتحميله ما لا يمكن احتماله خدمة لهذه الطموحات. فحين تتعرض ايران لمجموعة من التفجيرات التي تصيب مواقع حساسة للصناعة النووية او سواها او تتعرض مواقع ايرانية في سوريا لاعتداءات اسرائيلية ولا ترد على اي من هذين التطورين الخطيرين، لا يمكن الحزب ان يشد الخناق على اللبنانيين بذريعة الرد على الحصار ومواجهته لان ايران مستهدفة. فمن الواضح ان ايران تدرك مصلحتها في عدم الرد لعجزها واقعيا عن الدخول في حرب او مواجهة مع اسرائيل او مع الولايات المتحدة فيما هي لن تقفل الابواب امام امكان تحاورها مع الادارة الاميركية، لكن الافرقاء اللبنانيين وان كانوا يتوقعون اشهرا صعبة جدا تبعا لتبعات هذا الصراع، فان الحزب امام تحدي ابقاء لبنان حيا كورقة للمساومة لا القضاء عليه.
لكن رغم هذا الواقع لا يظهر اي فريق سياسي رغبة في الذهاب الى صدام مع الحزب. لكن مشهد الزيارات الى الديمان وبكركي يربك الحزب لا سيما في ظل حج متواصل من الافرقاء السياسيين حتى من حلفائه اليها لعدم رغبتهم على الارجح في استعادة مشهد اوتجربة قرنة شهوان التي اشعلت الارض تحت اقدام القوات العسكرية السورية في لبنان، بحيث تكون بكركي مجددا راعية لتحرك وطني واسع في ظل ظروف اقتصادية صعبة ومخاوف حقيقية التقى حولها افرقاء من كل الطوائف. يدرك الجميع وفق المعطيات المتوافرة حساسية الوضع ودقته وهناك اتهامات معروفة ومعلنة لجهات عدة حول مسؤولية الحزب في ما آل اليه الوضع، انهم في وارد حشر الحزب والضغط عليه لكن ثمة اقتناعا بان لا نية لاحد بالصدام معه اولا لعدم الرغبة في تحويل البلد مجددا الى ساحة تتداخل فيها الصراعات الاقليمية وتحول لبنان الى ميدان دموي كما خلال الحرب الاهلية. وثانيا لعدم وجود مصلحة لاحد بذهاب الامور الى ما قد يشغل البلد عن الاهتمام بايجاد خطة انقاذ اقتصادية توفر على البلد اثمانا باهظة في الانهيار المحتوم. وثالثا لادراك الجميع ان الحزب يملك ما قد يمكنه من السيطرة العسكرية وان بكلفة مخيفة فيما لا يملك اخرون هذه القدرة. الاستحقاق الذي يواجهه الحزب بداية من اقتراح الحياد الايجابي الذي اطلقه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي انه لا يمكنه فحسب محو هذا الاقتراح او الموقف بالحملة على البطريرك او تخويف الافرقاء السياسيين بذلك. فالمسألة باتت تكمن في نقاش يجب ان يقود الى صيغة مقبولة تسمح بتلمس لبنان طريقه الى استعادة علاقات بالحد المقبول مع الخارج من اجل انقاذ نفسه. وهذه الصيغة من الحياد الذي وللمناسبة اكد البطريرك انه لا يمس بعداء لبنان التاريخي لاسرائيل يفترض ان تجد توافقا داخليا وتنفيذا واقعيا الى جانب الموافقة الخارجية كما حصل بالنسبة الى النأي بالنفس الذي ورد في اعلان بعبدا وتبنته الامم المتحدة وكل الهيئات الدولية الداعمة ولم يطبق. لا يمكن الحزب ان يشيح النظر عن ذلك لا سيما وان من يسلم معه بان هناك حصارا على البلد، علما ان هناك من لا يسلم بذلك ما لم يختصر البلد به وحده، لا يتجاهل ان الحزب هو السبب في هذا الحصار لاخذه لبنان رهينة واستخدامه لطموحات اقليمية وتحميله ما لا يمكن احتماله خدمة لهذه الطموحات. فحين تتعرض ايران لمجموعة من التفجيرات التي تصيب مواقع حساسة للصناعة النووية او سواها او تتعرض مواقع ايرانية في سوريا لاعتداءات اسرائيلية ولا ترد على اي من هذين التطورين الخطيرين، لا يمكن الحزب ان يشد الخناق على اللبنانيين بذريعة الرد على الحصار ومواجهته لان ايران مستهدفة. فمن الواضح ان ايران تدرك مصلحتها في عدم الرد لعجزها واقعيا عن الدخول في حرب او مواجهة مع اسرائيل او مع الولايات المتحدة فيما هي لن تقفل الابواب امام امكان تحاورها مع الادارة الاميركية، لكن الافرقاء اللبنانيين وان كانوا يتوقعون اشهرا صعبة جدا تبعا لتبعات هذا الصراع، فان الحزب امام تحدي ابقاء لبنان حيا كورقة للمساومة لا القضاء عليه.
ومع ان الحذر واضح في توجيه الرسائل اللازمة للحزب من الداخل، فان اوراق قوة بات يملكها البطريرك الراعي للتحدث وطنيا كما الى امكان السعي الى ديبلوماسية ناشطة مع دول خارجية للتأكيد ان لبنان لا يختصره الحزب ولا سياسته. فالديبلوماسية الرسمية للدولة اللبنانية عاجزة بفعل عدم تزخيمها باوراق تمكنها من بيع اي موقف للخارج اكان ما يتعلق بالاصلاح واتخاذ الاجراءات اللازمة له او ما يتعلق بالسياسة المعتمدة لتصحيح الموقف اللبناني وتحصينه. ولذلك ثمة من بات يعتبر ان الوضع الراهن مرحليا افضل من السابق لان هناك رفضا يتم التعبير عنه وطنيا وانطلق للمفارقة من "اللقاء الوطني" الذي دعا اليه قصر بعبدا من اجل ان يؤمن موافقة القوى السياسية في البلد على سياسته وسياسة الحكومة من خلال الموقف الذي اطلقه الرئيس السابق ميشال سليمان المتعلق بضرورة اعادة احياء "اعلان بعبدا"، فانقلبت الامور رأسا على عقب في غير مصلحة اصحاب الدعوة الى اللقاء. والسؤال المهم راهنا هو اذا كانت رئاسة الجمهورية يمكن ان تستفيد باي شكل من الاشكال من الاجماع الوطني حول موقف البطريرك من اجل تسييله في موقف رسمي او في اتجاه اخرى يضغط على الحزب لكي يتراجع قليلا ويخفف من تبعات سياسته على البلد، سيما وان هذه السياسة تكاد تطيح بالحليف المسيحي للحزب وتفككه بعدما تجاوزته كليا القوى المسيحية كما قوى اخرى متعددة بالالتفاف حول دعوة الراعي ودعمه.