قمة الديمان تبنَّت بجرعة مسيحية دعوة الراعي: حياد لبنان هو مشروع سلام لا مشروع حرب
النهار:
طوني فرنجية
قمة الديمان تبنَّت بجرعة مسيحية دعوة الراعي: حياد لبنان هو مشروع سلام لا مشروع حرب
اكدت القمة الروحية المسيحية بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، "انَّ طرح مشروع نظام الحياد بعيدٌ كليًّا من أيِّ تفكيرٍ طائفيٍّ أو سياسيٍّ أو فئويٍّ، بل هو طرحٌ وطنيٌّ جامعٌ ولمصلحةِ كلِّ اللُّبنانيّين من جهةِ، ولمحيطِ لبنان المشرقيِّ ـــ العربيِّ من جهة أخرى"، مشددة على "أن حياد لبنان هو مشروعُ سلامٍ لا مشروعُ حرب، وهو مشروعُ اتفاق لا مشروعُ صراع. فلبنانَ غيرُ قادرٍ على البقاء رهينةَ التجاذبات والمشاريع الخارجية".
حضر القمة في الديمان: بطريرك الروم الكاثوليك يوسف العبسي، بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي يوسف الثالث يونان، بطريرك كيليكيا للارمن الكاثوليك كريكور بيدروس العشرين، المطرانان شاهيه بانوسيان ومكاريوس اشقريان ممثلان عن كاثوليكوس بيت كيليكيا للارمن الأرثوذكس آرام الاول كشيشيان، إضافة الى المطارنة سمير مظلوم، بولس صياح وجوزف نفاع.
البيان
وركز البيان الصادر عنها على "ضرورة تلبية حاجات قطاعات الشبيبة من خلال المشاريع التنموية التي توفّر فرص العمل لهم، وتحدّ من هجرتيهم الداخلية والخارجية.
وفي هذا السياق، يتطلع الآباء الى دور حكومي اكثر فعالية لجهة الاصلاحات والتدابير الكفيلة برفع حدة الازمة، ويناشدون جميع القيادات اللبنانية الترفع عن الحسابات السياسية وتجاوز الخلافات الفئوية، والتضامن قولاً وعملاً مع المؤسسات الدستورية في ورشة الانقاذ الوطنية.
واستمع الآباء الى العرض الذي قدّمه الكاردينال البطريرك الراعي عن "نظام الحياد"، وردّات الفعل عليه، وهو نظام ينبع من رسالة لبنان الحضارية، وقد تلازَمَ مع نشوء الكيان اللُّبنانيّ كمطلبٍ ملائم "لموقع جبل لبنان وطبيعة أهاليه الموالفة للحريّة والاستقلاليّة منذ القدم ممّا استلزم استقلاله وحياده السِّياسيّ"، كما جاء في مذكّرة مجلس إدارة متصرّفية جبل لبنان في 10 تموز 1920".
وأضاف: "اعتمد لبنان منذ إقرار ميثاق 1943، سياسة الحياد وعدم الانحياز على قاعدة أن "لا وصاية، ولا حماية، ولا امتياز، ولا مركز ممتازاً لأي دولة من الدول الشرقيَّة والغربيَّة، بل يكون وطنًا سيّدًا حرًّا باستقلالٍ ناجز". هذه كانت سياسة دولة لبنان الخارجيَّة المتكرّرة في البيانات الوزاريَّة منذ الحكومة الأولى برئاسة رياض الصلح سنة 1943 حتى الحكومة الـ53 برئاسة شفيق الوزَّان سنة 1980. وظلَّت الحكومات المتتالية تؤكِّد نهجَ الحياد وعدم الانحياز على أساس أنَّ لبنان جزءٌ لا يتجزَّأ من العالم العربيّ، يُقاسِم إخوانَه العرب سرَّاءهم وضرَّاءهم، ويعمل دائمًا على شدّ أواصر الأخوّة وتوثيق عرى المحبَّة بينه وبينهم. وعادت الدَّولة اللُّبنانيَّة لتؤكِّد في "إعلان بعبدا" بتاريخ 11 حزيران 2012: "تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصِّراعات الإقليميَّة والدَّوليَّة (...) باستثناء ما يتعلَّق بواجب التزام قرارات الشَّرعيَّة الدَّوليَّة، وبخاصة المتصل منها بالاراضي اللبنانية التي لا تزال تحت الاحتلال الاسرائيلي، والإجماع العربيّ والقضيَّة الفلسطينيَّة المح