27 تموز 2020
لبنان الكبير هل فات الاوان؟
الشرق:
يحيى احمد الكعكي
لبنان الكبير هل فات الاوان؟


يمكن تلخيص “الرسالة الفرنسية” التي وجهها وزير الخارجية الفرنسي “جان إيڤ لودريان” -الدريان بدقائق الأمور التي تعصف بلبنان منذ ٢٠١٩/١٠/١٧- الى المسؤولين اللبنانيين بصورة مباشرة في زيارة “العلامة الفارقة” الى “لبنان الذي لا يزال كبيراً” حتى لحظة كتابة هذه القراءة، لأنّ لبنان ومنذ ٢٠٢٠/١/٢١ بات يعيش اللحظة وليس الساعة أو اليوم..

بالنقاط الثلاث التالية:

١- “لبنان بات على حافة الهاوية”.. وهي تعني الكثير سياسياً واقتصادياً.

٢- “ساعدونا لنساعدكم”.. وتعني أن يأخذ “لبنان الحالي” قراره السياسي الوطني بـ”الاصلاح الاقتصادي” الذي وعد باتخاذه منذ مارس/ آذار ٢٠٢٠ حين تخلف “لبنان” الحكومة الحالية عن سداد ديونه لأول مرة في تاريخه، وعاصمته كانت تُعرف بـ”عاصمة المال العربي”(!).

حيث تعهدت الحكومة بتطبيق اصلاحات اقتصادية عاجلة، وإطلاق محادثات مع “صندوق النقد الدولي” للحصول على قرض بعدة مليارات من الدولارات ولكن هذه “شروطنا” ولا نقبل بغيرها، وعينها على الحصول على دعم خارجي “غربي – عربي” بأكثر من ٢٠ مليار دولار، بينها ١١ ملياراً أقرها مؤتمر “سيدر” في باريس ٢٠١٨، شرط تنفيذ إصلاحات إقتصادية، والحكومة تريد الحصول على كل هذه المليارات من دون إصلاحات حقيقية، أو بتهديد “الغرب والعرب” بالتوجه “شرقاً” فعزلت بذلك نفسها عن دورها التاريخي كجسر بين الشرق والغرب على المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي التجاري..

٣- ما أكد عليه “لودريان” ان: “هذه مطالب فرنسا، وأعتقد انها سُمعت”.. لأنه بلغهم تفاصيلها السياسية… وذلك بعدما “طفح كيل” المجتمع الدولي وفيه فرنسا من تكرار المطالبة بإجراء هذه الاصلاحات منذ ٢٠١٩/١١/١٧، واتصال “لودريان” برئيس الحكومة الحالية في ٢٠٢٠/٤/٢٨ ومؤكداً على مساعدة لبنان حال تنفيذه ما وعد به من إصلاحات، ثم اكد محذراً في ٢٠٢٠/٧/١ حين أشار الى زيارته الى لبنان التي تمت الخميس والجمعة الماضيين، على “ان الاوضاع في لبنان باتت مزعجة وتنذر بالعنف”..!!

هذا وكان “مجلس الأمن الدولي” في جلسته التشاورية المغلقة حول الوضع في لبنان -نيابة عن المجتمع الدولي- في ٢٠٢٠/٥/١٣ قد اكد في البيان الصحافي الذي صدر عن الاجتماع بعدما استمع الى إحاطة وكيلة الامين العام للشؤون السياسية وبناء السلام “روز ماري ديكارلو” على دعم المجلس القوي لـ”وحدة أراضي لبنان، واستقلاله السياسي” وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بدءًا بـ٤٢٥ و٤٢٦ لعام ١٩٧٨، والقرار ٥٢٠ لعام ١٩٨٢، والقرار ١٥٥٣ لعام ٢٠٠٤، والقرار ١٥٥٩ لعام ٢٠٠٤، والقرار ١٧٠١ الصادر في ٢٠٠٦/٨/١١.

كما طالب المجتمعون بضرورة الإسراع في تنفيذ لبنان لتعهداته الدولية، والحفاظ على استقرار لبنان لأنّ استقراره ضروري للاستقرار والامن الإقليميين..

وشدد على الطلب من المسؤولين اللبنانيين بالرجوع الى “إعلان بعبدا” خصوصاً تطبيق ما جاء فيه بـ”نأي النفس عن الصراعات الدائرة في المنطقة من حوله”، وضرورة “نأي لبنان بنفسه عن هذه الصراعات الدائرة من حوله” هو ما طالب “لودريان” به المسؤولين اللبنانيين”، وما كان قد طالب به قائد المنطقة المركزية الوسطى في الجيش الاميركي “الجنرال كينيث ماكنزي” في زيارته ليوم واحد للبنان في ٢٠٢٠/٧/٨، ومجدداً على أهمية الحفاظ على أمن واستقرار لبنان وسيادته.

و”نأي لبنان بنفسه عن الصراعات الدائرة من حوله في المنطقة، أي “حياد لبنان” الذي يطالب به غبطة البطريرك الماروني “الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي” من ٢٠٢٠/٧/٥، والذي شرحه غبطته من القصر الجمهوري في ٢٠٢٠/٧/١٥، والذي اكد عليه امس في قداس الاحد في الصرح البطريركي الصيفي بالديمان.

وما يطرح دولياً وداخلياً عن “حياد لبنان” والرجوع الى “إعلان بعبدا” المقصود به ما ورد في المادة “١٢” من “إعلان بعبدا” الصادر في ٢٠١٢/٦/١١ وهو نتيجة طاولات الحوار الوطني التي تمت برعاية رئيس الجمهورية السابق “العماد ميشال سليمان”.

وكل الأمل ان لا يكون “قد فات أوان الإنقاذ” بعد زيارة “لودريان” الى “لبنان الذي لا يزال كبيراً” والذي كان قد أبصر النور بدعم ومساندة “فرنسا” لرغبات الأطياف اللبنانية وفي مقدمها “البطريركية المارونية”..

ويمكن أن نلخص هذه الرسائل كلها الى المسؤولين اللبنانيين (التي قد يطيح بها تسخين الجبهة الجنوبية)، بهذين البيتين من “الشعر العربي القديم”:

لقد أسمعت لو ناديت حياً/ ولكن لا حياة لمن تنادي

ولو نار نفخت بها أضاءت/ ولكن أنت تنفخ في رماد..

https://www.elsharkonline.com/قراءة-بقلم-يحي-احمد-الكعكي-لبنان-الكبير-هل-فات-الأوان؟/2020/07/27/مقالات/
تابع الرئيس على
© 2024 ميشال سليمان جميع الحقوق محفوظة