25 تموز 2020
حياد بسمنة وحياد بزيت"...
المركزية:
حياد بسمنة وحياد بزيت"...

المركزية-  "لا سيادة من دون حياد". كلمات خمس اختصرت الرسالة الأبرز التي أراد وزير الخارجية الفرنسية جان-ايف لودريان ايصالها إلى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من زيارته إلى الديمان أمس. ولا يخفى على أحد أن كلام رئيس الديبلوماسية الفرنسية يعد جرعة دعم جديدة للبطريرك الماضي بلا هوادة في الضغط في سبيل اعتماد الحياد سياسة عامة للبنان تخلصه من أزمات المنطقة وتداعياتها السلبية، في انتظار أن تدق ساعة الحلول الاقليمية.

غير أن الأهم يكمن، بحسب ما أشارت إليه مصادر سياسية مراقبة عبر "المركزية" في أن موقف لودريان هذا يشكل سهما قاسيا جديدا في اتجاه المعسكر الرافض لاعتماد الحياد، والذي سارع إلى رفع بطاقة حمراء في وجه هذا الطرح، تحت ذريعة أنه يحتاج توافقا وطنيا لا يزال تأمينه بعيد المنال. بدليل أن حملة شعواء شنت من جانب أنصار الثنائي الشيعي على مواقع التواصل الاجتماعي على سيد بكركي إلى حد اتهامه بالعمالة، وهي،  بحسب قول المصادر، التهمة الجاهزة التي يخرجها المتضررون من أي طرح كلما دعت الحاجة.

ولكن، في وقت قفز البطريرك الراعي بعيدا فوق هذه الحملة، ورفض الرد على كلام رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، مكتفيا بتجديد التأكيد على أن مفهوم الحياد المطروح لا ينطبق على الصراع العربي الاسرائيلي ومناصرة القضية الفلسطينية المحقة، فإن المصادر تعتبر أن كل ما سجلته الأحداث في الأيام والأسابيع الماضية يثبت أن فريق 8 آذار بشكل عام لا يريد للبنان أن يجد حلا لأزمته الأخطر مفضلا المضي في تصفية الحسابات الاقليمية على حساب لبنان. بدليل أن حجة التوافق الوطني لم تستخدم عندما قرر حزب الله تجاوز توقيعه على إعلان بعبدا للإنخراط في الحرب السورية إلى جانب النظام السوري خدمة لمصالح روسيا وايران في لحظة اقليمية معينة.

من هذه الصورة، تستنج المصادر أننا أمام حياد بسمنة وحياد بزيت. ذلك أن بعض رافضي الحياد لم يجدوا ضيرا في التذرع بالوفاق الوطني لعرقلة المسار الهادف إلى وضع البلاد على سكة الحلول السياسية، تماما كما سبق أن وضعوا العصي في دواليب الانفراج الاقتصادي، فكان أن غرقت الحكومة في سبات إصلاحي عميق ينتظر المجتمع الدولي أن تستفيق منه في القريب العاجل وقبل فوات الأوان. في المقابل، سارع هؤلاء الأفرقاء إلى إغراق لبنان في وحول الأزمات الاقليمية مع أن قرارا كهذا لا يقل شأنا عن ملف بأهمية الحياد... فلم يلعب التوافق دورا في هذا المجال دون سواه؟ سؤال تبدو الاجابات عنه معروفة سلفا..   
تابع الرئيس على
© 2024 ميشال سليمان جميع الحقوق محفوظة