بشارة خيرالله لـ”صوت بيروت انترناشونال”: لا يمكن المقارنة بين رئيس انتخب بالتوافق وآخر شكل طرفاً مع “حزب الله
لم تغب حصة رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء عن عملية التجاذب خلال عملية التأليف طيلة عهد الرئيس ميشال عون و وباتت “احجية”، ولا يمكن التكهن بما يجري في كواليس غرفة ولادتها حيث تطرح الاقسام وتجمع وتقسم واللبناني مازال يرزح تحت العبء المعيشي.
الكاتب والباحث السياسي بشارة خيرالله اعتبر في حديث لـ “صوت بيروت انترناشونال” ان العودة الى قصة حصة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الوزارية لزوم ما لا يزلم لان جميع الوزراء في الجكومة هم وزراء الرئيس وكذلك الامر بالنسبة للمجلس النيابي من منطلق ان رئيس الجمهورية هو رئيس السلطات الدستورية كافة، وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة وهو القاضي الأول، فكيف اذا كان “مسمى حاله بي الكل”.. انطلاقاً من كل ما تم ذكره لا حاجة “لتصغيره” بحصة وزارية.
وشدد خيرالله على ان رئيس الجمهورية يتشارك مع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة وبتسمية الوزراء، وعندما يطرح تسمية عدد من الوزراء كحصة لرئيس الجمهورية فهذا الامر يعتبر رغبة ضمنية من الرئيس المكلف للتعاون مع رئيس الجمهورية لانجاح حكومته لانهما شريكين اساسيين في موضوع التأليف واي خلاف بينهما سيؤثر سلبا على عمل مجلس الوزراء.
اما فيما يتعلق بحصة الرئيس ميشال سليمان عندما تولى رئاسة الجمهورية لفت خيرالله الى ان الرئيس سليمان استطاع على مدى السنوات الست إبقاء البلاد على بر الأمان كما عمل على التوازن الحكومي من خلال الوزراء الوسطيين لتسهيل الاستحقاقات والقرارات التي تطرح امامه وعلى طاولة الحكومة وشكل العامل المسهل في العديد من المحطات لاسيما عندما كان يحتدم الصراع بين فريقي 8 و14 عند كل عملية تصويت وعملوا على تهدئة الاحتدام لتجنب الاشتباك بين الفريقين المذكورين سابقاً.
ويسرد خيرالله على سبيل المثال عندما كان لبنان عضوا في مجلس الامن وطرحت العقوبات الاميركية على ايران وبالطبع كان هناك فريقا ضدها وآخر معها وبات لبنان في موقف لا يحسد عليه فان صوت معها سيحصل الاشتباك بين اعضاء الحكومة مع “حزب الله” التابع لايران وان رفض يسقط القرار، حينها بفضل وزراء الرئيس وتصويتهم تحقق التعادل في مجلس الوزراء بصدور القرار الشهير “النأي بالنفس” وبلغ الى مندوب لبنان بالامم المتحدة السفير نواف سلام الذي نقله بدوره الى مجلس الامن ومر القرار دون ان ترتد انعكاساته السلبية على الداخل اللبناني، فكانت النتائج إيجابية من خلال تحييد لبنان عن خضة كبيرة تتعلق بالصراع الاميركي الايراني.
واضاف خيرالله، لم يلعب وزراء الرئيس اي دور تعطيلي ولا يمكن التشبيه بين رئيس كان قائداً للجيش انتخب كرئيس توافقي ب 118 صوت برئيس شكل طرفاً مع “حزب الله” ويعمل على جر البلاد عكس السير والدولة وهو على خلاف مع كل الدول في حين ان الرئيس سليمان مرر ولايته بمحاولة ترميم العلاقات مع الدول العربية والاجنبية من خلال الرحلات الخارجية التي كان يقوم بها رغم الانتقاد الذي وجه له والتي كان هدفها ايضا تحسين صورة لبنان وعلاقته في المجتمعين العربي والدولي لان دور الرئيس ووزرائه محاولة ابقاء البلد منسجما مع المجتمعين العربي والدولي .
وتابع خيرالله على الرئيس ان تكون سياسته الخارجية حكيمة وقادرة على التواصل مع الشرق والغرب وهذا ما فعله الرئيس سليمان الذي زار السعودية اكثر من مرة وكذلك الولايات المتحدة وزيارة الدولة إلى فرنسا والتي وصفت بالتاريخية وحتى عندما زار ايران والصين وروسيا وأرمينيا والكويت وقطر والإمارات والدول الأفريقية والكثير من البلدان الصديقة.
ورفض خيرالله المقارنة بين رئيس كتلة نيابية يعتبر طرفاً او رئيس حزب انتخب رئيساً للجمهورية ويسير البلد وفق اهداف حزبه وبين رئيس جمهورية كان قائداً للجيش استطاع المحافظة على المؤسسات رغم صعوبة تلك الست سنوات ومررها على خير في أصعب مرحلة وأكثرها خطراً بعد اندلاع الحرب السورية وانعكاساتها على الداخل اللبناني.