ميشال سليمان بين الأمس واليوم….
بقلم : محمد نديم الملاح
لأن الرئيس ميشال سليمان صاحب الأخلاق النبيلة والصديق الواضح لأصدقائه، لازلت اذكر موقف حصل معي أثناء توجهي لزيارة فخامته في قصر بيت الدين المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية عشية الحوار الوطني بتاريخ 15-8-2012 حيث أثناء توجهي لزيارة فخامته تعرضت لحادث سير بسبب أعمال الحفر والتزفيت على الطرقات من قبل وزارة الأشغال، مما أعاق وصولي بالوقت المحدد عندها تم الاتصال بي من قبل القصر للإستفسار عن سبب التأخير، فأخبرتهم بما حدث، وعندما وصلت وجدت فخامته منشغل البال لما ماحصل معي، وأذكر ذلك اليوم جيداً حيث صدف عشية انطلاق الحوار الوطني، حيث شرفني فخامته بجولة داخل أرجاء القصر و تفقد قاعة الحوار التي تجمع الفرقاء السياسيين المتخاصمين وأذكر هنا مما قال فخامة الرئيس”الحوار الوطني الديمقراطي وقبول الآخر وعدم الاستقواء هو المدخل الوحيد لحل المشاكل العالقة بين الأطراف السياسية المختلفة ونقل الصراعات من الشارع الى الواجهة الصحيحة” فشرحت لفخامة الرئيس ما يجري من معانات على كافة الأصعدة وخاصة السياسية والاقتصادية والاجتماعية و الأمنية وانقطاع الكهرباء والماء والوضع الاقتصادي الضاغط على الناس لأن الرئيس الجمهورية الجامع هو من يملك الشرعية ومصدر السلطات واساس نهوض الوطن،لقد كان يعمل ليل و نهار من أجل وقف ما يحصل على الساحة الداخلية فلاحظت فيه متابعته أوضاع الناس بأدق التفاصيل، فهو من يصنع الحضور وهو من يوجه بصفته المرجع الأول في البلد، عندما يكون الرئيس صانع مجد المؤسسات لا احد يستطيع ان يسيطر على صلاحياته.وبعد انتهاء الزيارة و أثناء وداعه وبلفتة كريمة من فخامة الرئيس أبى إلا أن يتفقد ماحل بسيارتي واذا كان بإمكان العودة الى مدينتي، استودعته ورجعت ادراجي لأرى قطع الطرقات اعتراضاً على انقطاع الكهرباء وعلى الحاله الاجتماعية الذي كنا بالف نعمة عما نحن نعيشه اليوم من قهر وفقر ومعاناة و إذلال امام الأفران والصيدليات و المتاجر الغذائية و امام محطات المحروقات نحن نعيش في بلد كلف الخزينة نصف الدين العام من المليارات الدولارات على كهرباء وماء لم نجدهم … فخامة الرئيس هكذا تكون الشخصية الحقيقة والقوية لرئيس يؤتمن على حكم البلاد و العباد.بين الأمس واليوم يبقى ميشال سليمان ذلك الإنسان الأدمي والإنساني صديقي ستبقى شعلة نور لهذا الوطن الجريح…