مناسبة هذا الكلام
#قمة بغداد لدول الجوار،
وهي لم تقتصر على دول جوار العراق، بل توسعت اكثر، ولم يُحرم حضورها إلا
النظام السوري، ومعه لبنان الذي كان حاضراً في مناقشاتها ولو الجانبية. هذا
الحضور المؤسف والضحل، يجعل لبنان مادة للنقاش ليس اكثر. ليس حاضراً بين
الدول، وليس مشاركاً في القرار.
برز
لبنان في قمة بغداد، كأن لا وجود ولا دور له. بل الخوف ان يكون قد صار
محسوباً على النظام السوري والمحور الايراني، فيعاقَب مع السوري، ويُحتسب
ضمن السلة الايرانية الخاضعة للتفاوض والاتفاق من دون مشورة المعنيين في
لبنان. والسؤال الاخطر عن هؤلاء المعنيين؟ مَن هم؟ ومَن يملك القرار في
لبنان؟ ومَن هو صاحب الحل والربط؟ وهل من رئيس مؤثّر؟ وهل من سلطة
تنفيذية؟
ما
عملت بغداد على تحقيقه، ولو شكلاً، هو تحوّلها مكان لقاء وحوار، أو لنقل
تقريب وجهات النظر بين المؤثرين في القرار، ومحاولة رسم صورة حيادية لها،
همزة وصل، وهو الدور الذي كان الاجدى بلبنان ان يلعبه على الدوام، وان
يلتزم حياداً مقبولاً، وان يبعد نفسه وناسه وأرضه عن النزاعات، وبالتالي
البقاء ضمن منظومة تحفظ له دوره وكيانه. اليوم لم يعد لبنان، ولو شكلاً،
بين الدول المؤثرة والفاعلة والحاضرة والمحاورة. فقدَ كل هذه الميزات، فهل
يعود ورقة على طاولة الآخرين، وربما ساحة لهم للتفاوض حيناً، ولتصفية
الحسابات أحياناً؟