نصر الله والدولار والعراق
النهار
احمد عياش
نصر الله والدولار والعراق
أوردت "النهار" في عددها أمس الجمعة أن سعر صرف #الدولار الأميركي في السوق السوداء، قد بلغ مساءً سقف 22 ألفاً و900 ليرة، وذلك عقب الكلمة التي ألقاها الأمين العام لـ"#حزب الله" السيد حسن نصر الله عصر الخميس. ومن المؤكد أن الأخير لم يتمنّ أن تكون كلمته في "يوم الشهيد" أدّت إلى هذه النتيجة المخيفة التي وصلت إليها العملة الوطنية، وتالياً القدرة الشرائية للبنانيين ممن ترتبط معيشتهم بها وهم يشكلون الكثرة الساحقة من المواطنين.
تقول "النهار" أيضاً إن تدهور سعر صرف الليرة مقابل الدولار أتى بعد كلمة نصر الله التي عكست "تصعيداً مطّرداً من جانب الحزب تجاه المملكة العربية السعودية وانعدام أفق أيّ حلّ للأزمة مع الدول الخليجية".
قد لا يتفق "حزب الله" مع توصيف "النهار" هذا. ولو أن الحزب بلسان نصر الله يعترف بأن حزبه صار في مكان، واللبنانيين في مكان آخر. ففي كلمة نصر الله الأخيرة قال: "الناس في لبنان يعيشون قلق المشتقات النفطية، وقلق سعر الوقود، وقلق المازوت، وقلق البطالة، وقلق الدولار، هذا القلق الذي يعيشه الناس في لبنان. أمّا في الكيان (الإسرائيلي) فيعيشون قلق الحرب مع لبنان"، بسبب إمكانيات الحزب العسكرية.
كيف السبيل إلى معالجة قلق اللبنانيين الذي اعترف به نصر الله؟
يقول الرئيس ميشال سليمان في مداخلة ألقاها أمام ندوة "مؤتمر المسيحيين العرب" نظّمها مركز LCRS-Politica في 30 آب الماضي: "لبنان ليس بلداً محايداً. وتبعيته لمحور الممانعة جعلت الكارثة التي حلّت به تتعاظم. هناك العزلة الاقتصادية، والاستثمار عندنا أصبح مرهوناً بتعبيتنا لمحور الممانعة الذي له عداوات مع الحاضنة الطبيعية للبنان. أولادنا في السعودية والإمارات والكويت وفرنسا وأوروبا وأميركا، فيما نحن نسير مع إيران على الرغم من أنه ليس عندنا أحد يستشفي في إيران، أو يتعلم في إيران، أو يستثمر في إيران. لكننا سياسياً نحن في إيران".
عندما قال الرئيس اللبناني الأسبق ما قاله قبل أكثر من شهرين لم تكن أحوال لبنان على هذا النحو من السوء الذي وصل إليه. وهكذا انطبق علينا المثل القائل: رُبَّ يومٍ بكيْتُ منه، فلمّا صِرْتُ في غيرِه بكيْتُ عليه".
كان لافتاً في كلمة نصر الله الأخيرة أنه توعّد الولايات المتحدة الأميركية على خلفية الملفّ النفطي بين لبنان وإسرائيل. كما كان لافتاً أيضاً أنه أعاد تهديد إسرائيل بـ"أنّ المقاومة في لبنان ستدخل إلى الجليل". أمّا في كلامه المستفيض عن السعودية وحرب اليمن فقد رسم للرياض خريطة طريق هي: "هناك طريق واحد، أن تقبلوا بوقف إطلاق النار ورفع الحصار والذهاب إلى المفاوضات السياسية".
لكن ما كان لافتاً جداً، أن نصر الله لم يقل كلمة واحدة عن العراق الذي تعرّض رئيس وزرائه مصطفى الكاظمي لمحاولة اغتيال بطائرات مسيّرة! وهذه الطائرات، كما قال أحد المسؤولين الأمنيين العراقيين، "هي من نوع الطائرات المسيّرة الإيرانية الصنع، ومثلها المتفجّرات التي استُخدمت هذا العام في هجمات على القوات الأميركية في العراق" وفق ما أوردت رويترز.
ما هذه الانتقائية؟