29 كانون الأول 2021
فخامة الرئيس… الاستراتيجية الدفاعية واللامركزية الإدارية «ليست مُلْكاً لك»
الشرق
فخامة الرئيس… الاستراتيجية الدفاعية واللامركزية الإدارية «ليست مُلْكاً لك»
كتب عوني الكعكي:
فعلاً كنت أنتظر عندما وصل فخامة الرئيس ميشال عون الى قصر بعبدا، بعد أن هرب منه بالبيجاما الى السفارة الفرنسية في مار تقلا ومنها الى فرنسا، من دون أن ننسى أنه انتظر 26 سنة ليعود الى قصر بعبدا… ولكن هذه المرّة بمساعدة «الحزب العظيم» الذي عطّل موقع الرئاسة عامين ونصف العام من أجل الرئيس ميشال عون، الذي أبرم اتفاقاً معه على كرسي الرئاسة مقابل بندقية المقاومة. وهذا ما حصل.
فخامة الرئيس… الرئيس الذي سبقك ميشال سليمان طرح الاستراتيجية الدفاعية في جلسات الحوار التي دعا إليها كل الفرقاء، وبعد أن حصل اتفاق على الاستراتيجية الدفاعية وبشكل مفاجئ قامت حملة شعواء على الرئيس ميشال سليمان حتى وصل الأمر الى قول رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الاستاذ محمد رعد: «إنْقَعْه واشرب من مياهه»، وكانت هناك قطيعة بين فخامته وبين حليفك «الحزب العظيم».
كنا نتوقع ان يكون أول عمل يجب أن تقوم به هو إعادة البحث في الاستراتيجية الدفاعية، لأنها المدخل الوحيد لإعادة تكوين الدولة التي سرقت منذ «اتفاق القاهرة» عام 1969، حتى الاحتلال الاسرائيلي لبيروت عام 1982، الذي أخرج المقاومة الفلسطينية من لبنان، لتعود وتقع الدولة بين براثن المشروع الفارسي للتشييع تحت حجة التحرير.
كنا ننتظر من فخامتك أن تعيد طرح الاستراتيجية الدفاعية ليس حرصاً على كرامة رئيس الجمهورية السابق بل حرصاً على موقع رئاسة الجمهورية. ولكنك اخترت الكرسي بدل الدولة، وكل كلام قلته بالأمس، لا قيمة ولا وزن له، لأنك تعلم انك في آخر عهدك وفي سنتك الأخيرة لم تعد تستطيع أن تعطي أو تأخذ شيئاً… وظيفتك اليوم هي عدّ الأيام فقط لا أكثر ولا أقل.
أما بالنسبة للامركزية الادارية التي طرحها منذ عشرات السنين، رجل الفكر والعلم، المستغني عن جميع الألقاب، الزاهد بكل المناصب الاستاذ أحمد طباره في كتيّب أصدره تحت عنوان: «اللامركزية الإدارية مخرج وحل».
يقول الاستاذ طباره في مقدمة هذا الكتيّب: «إزاء أزمة لبنان المتحوّلة من حروب واقتتال، الى حروب باردة وأخرى حامية. وتحكّم بعض القوى بالقرار السيادي، والسيطرة على مفاصل الدولة الأساسيّة. ظهرت دعوات وحلول، وصل بعضها الى تبنّي الفدرالية أو الكونفدراليّة كنواظم لتكوين الدولة اللبنانية، وضمان الاستقرار ومحاصرة الانفجارات، التي يُغَذّيها بعض الداخل والخارج لأغراض متنوّعة.
غير أنّ لبنان بمساحته وموقعه وانتمائه العربي، غير مؤهل لهذه الفدرالية وأشباهها، أو لتثبيت معايير وحركات القرون الغابرة المستيقظة أو المولّدة… فهذا اللبنان الصغير بمساحته، والكبير بدوره وإنسانه، مَثّلَ تجربة فَذّة في تآلف التعدّد والتنوّع، مناقضة للعصبيات المتطرّفة… وهو مَدْعُو اليوم الى استئناف صون هذه التجربة والحفاظ عليها.
في سياق الغُلُوّ والتطرّف ومشاريع الهيمنة على لبنان، وانحلال مؤسّسات الدولة، وانفراط العقد الاجتماعي، وصراعات ملوك الطوائف، تجيء هذه المقالات حول ضرورة الأخذ باللامركزية الإدارية كحلّ لحماية التعدّد والتنوّع، ووضع تنمية الوحدات الادارية المفترضة على عاتق أهلها».
 
https://www.elsharkonline.com/%D9%81%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%AA-%D9%85%D9%8F%D9%84%D9%92%D9%83%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D9%83/2021/12/29/%D8%B1%D8%A3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/
تابع الرئيس على
© 2024 ميشال سليمان جميع الحقوق محفوظة