“كان يعلم”.. ولكن الحق على الطليان!
الشرق
يحي احمد الكعكي – “كان يعلم”.. ولكن الحق على الطليان!
من ضمن كلام فخامته المرسل أمس الأول في “جردة الحساب” للخمس سنوات التي قضاها في الحكم “مرّبط اليدين” كما علّل ذلك بقوله ” لأن صلاحياتي كتير محدودة” < وهي إشارة مقصودة إلى “إتفاق الطائف” ١٩٨٩/١٠/٢٢، الذي لايزال رافضًا ل”شرعيته” منذ ١٩٨٩/١١/٦، حين إنتخب مجلس النواب اللبناني في ١٩٨٩/١١/٥ نائب زغرتا المحامي الأستاذ “رينيه معوض” الذي أغتيل في١٩٨٩/١١/٢٢، وقال آنذاك في تصريح صحافي : “فليذهب إلى الجحيم كل من وافق عليه”>، والجدير ذكره في هذا السياق أن أول رئيس ل”الجمهورية اللبنانية الثالثة” أغتيل بعدها ب ستة عشر يومًا في الذكرى ال ٤٦ للاستقلال في ١٩٨٩/١١/٢٢.
قال فخامته : “من موقعي كمؤتمن على الدستور[ يعني دستور ١٩٩٢ المغدّل بموجب “إتفاق الطائف” في القرار الدستوري رقم ١٨ الصادر في ١٩٩٠/٩/٢١]، أدعو إلى حوار وطني عاجل من أجل التفاهم على ثلاث مسائل، والعمل على إقرارها لاحقًا ضمن المؤسسات، وهي: اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة- الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان- خطة التعافي المالي والاقتصادي”.
وهو كان قد دعا في كلمته في الذكرى السابعة والسبعون لعيد “الاستقلال اللبناني” السنة الماضية، إلى “حوار وطني” قائلًا:” يجب إطلاق حوار وطني لبحث ما تفرضه التحوّلات في المنطقة والعالم من تغيرات في جميع القطاعات السياسية والأمنية والدفاعية، لنستطيع مواكبة هذه المرحلة، فتوضع كل الخلافات جانبًا وتلتقي الإرادات للخروج معًا بموقف موحّد يحصّن لبنان ولا يسمح بأن يكون أضحية التفاهمات الكبرى وكبش محرقتها”.. ويومها انعقد لقاء وطني في القصر الجمهوري، و انتهى كما انعقد.
أعادتني دعوة فخامته أول من أمس إلى عقد مؤتمر وطني عاجل تسع سنوات إلى الوراء، وتحديدًا إلى يوم الإثنين ٢٠١٢/٦/١١ حينما أقرّت الأطراف السياسية الحاكمة الآن “وثيقة الحوار الوطني” أو “إعلان بعبدا” الصادر عن “هيئة الحوار الوطني” الذي تضمّن ١٧ مادة، تلاها على المجتمعين في “القصر الجمهوري” رئيس المجلس النيابي الأستاذ “نبيه بري” وصادقت عليها الأطراف السياسية المشاركة في طاولة “الحوار الوطني”، والتي لاتزال هي هي في المشهد السياسي اليوم.
و كانت هذه الوثيقة نتيجة العديد من طاولات “الحوار الوطني” التي عُقدت في مقر رئاسة الجمهورية اللبنانية في “بعبدا، والتي كان قد شكلها الرئيس السابق “العماد ميشال سليمان”، منذ انتخابه الرئيس الرابع ل” الجمهورية اللبنانية الثالثة” في ٢٠٠٨،وأشارت المادة الـ١٧ في هذا البيان إلى “اعتبار هذا البيان بمثابة -إعلان بعبدا- يلتزمه جميع الأطراف، وتبلًغ نسخة عنه إلى جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة”.. كما عُلّقت نسخة منه في قاعة “٢٢ تشرين الثاني” في القصر الجمهوري، قيل انها احترقت بعد ٢٠١٦/١٠/٣١ ب”ماس كهربائي”..!! فلماذا الدعوة إلى “إطلاق حوار وطني جديد”، و”إعلان بعبدا” لم يُطبّق حتى الآن؟.
إن الدعوة إلى عقد حوار وطني عاجل هدفه الرئيسي سيكون دفن “إتفاق الطائف”، ومن ثم ” دستور ١٩٩٠”( الذي أكّد فخامته على أنه “مؤتمن عليه”)، وصياغة دستور جديد ل ” لبنان الذي يحلم فيه فخامته منذ كان تلميذًا في الكلية الحربية”، – (وفي هذا السياق أتذكر الراحل نائب قضاء بعبدا ” إدوار حنين” الذي يُقال كان الواسطة عند ” اللولء فؤاد شهاب” لدخوله الكلية الحربية) – ، وهو الذي لم يستطع بنائه خلال هذه السنوات الخمس لأن صلاحياته محدودة كتير، مع أنه “كان يعلم” ( بالإنجليزيةhe knew، بالفرنسيةil savait ) بكل ما يجري من كوارث “في ما تبقى من لبنان”، ولكن الحق على “الطليان”!! والطليان هنا هو “إتفاق الطائف” الذي كان يحلم ولايزال بدفنه منذ ١٩٨٩/١١/٦ ..
https://www.michelsleiman.org/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D9%8A%D8%AD%D9%8A-%D8%A7%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B9%D9%83%D9%8A-%D9%83%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%B9%D9%84%D9%85-%D9%88%D9%84%D9%83%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D9%86/2021/12/29/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/