وثيقة «لقاء الجمهورية» تُعلَن الأحد تحصين الطائف منعاً للمؤتمر التأسيسي
يُطلق «لقاء الجمهورية» وثيقته السياسية الأحد المقبل، في قصر المؤتمرات في ضبيه، التي تشكّل خميرة لقاءات ونقاشات أجراها الرئيس السابق ميشال سليمان منذ قرابة السنة مع مجموعة كبيرة من السياسيين والأكاديميين، تشكّلت منهم في ما بعد الجمعية العمومية التي تتألف من 115 عضواً.
وتهدف الوثيقة التي سيتم عرضها بطريقة حضارية ومتقدّمة جداً، وبشكل تقني، إلى تحصين اتفاق الطائف التي ارتكز عليها الميثاق الوطني لكي لا نصل إلى مؤتمر تأسيسي، كما تهدف إلى سدّ الثغرات في ممارسة الطائف، حيث لم يُمارس أي رئيس جمهورية هذا الاتفاق من دون وصاية إلا الرئيس سليمان.
وأكد المستشار الاعلامي للرئيس ميشال سليمان بشارة خيرالله ان «لقاء الجمهورية» هو كناية عن مجموعة سياسيين واكاديميين ستعمل على تثبيت مبدأ تحييد لبنان عن صراعات المحاور وتجنيبه الانعكاسات السلبية على امنه السياسي والمجتمعي والاقتصادي.. وهذا ما اكد عليه «إعلان بعبدا» الذي اصبح وثيقة معترف بها لبنانياً وعربياً ودولياً.
وكشف خيرالله ان وثيقة «لقاء الجمهورية» تحاكي مختلف شرائح المجتمع اللبناني ومذاهبه، وبخاصةً الشباب اللبناني المتمسك بالبقاء في أرضه.
واعتبر خيرالله ان تجربة الرئيس سليمان الرئاسية جديرة ان تواكب للبناء عليها والاستفادة منها واستخلاص العبر من الازمات التي واجهتها.. سيّما وان الرئيس سليمان هو اول رئيس لبناني من بعد الطائف حكم بمفرده بما يمليه عليه الدستور ومن دون وصاية خارجية.
وقال خيرالله ان وثيقة «لقاء الجمهورية» التي ستُعلن يوم الاحد هي نتاج مشاركة حوالى الـ100 شخصية من اهل الاختصاص.. واقعية وغير معقدة ابداً وتحاكي تطلعات مختلف الشرائح في لبنان سيما الشباب وقادرة ان تكون الحل لكل المشكلات العالقة.
ورداً على سؤال عن امكانية تحول «لقاء الجمهورية» إلى حزب سياسي يخوض المعترك ويشارك في الانتخابات، قال: عند كل محطة أو تطور سيكون لنا موقف، وفي السياسة حيث يحتم علينا الظرف وحيث يجب ان نكون سنكون.
وأوضح خيرالله في حديث مع «اللواء» أن لا علاقة للمناخات السياسية التي طرأت على مسألة إعلان الوثيقة ولقاء الجمهورية، وقال: «إن موعد إعلان الوثيقة كان قد تحدد منذ ثلاثة أشهر، وجاء هذا الموعد مصادفة مع الحراك الحاصل حول ملء الشغور الرئاسي».
وأوضح رداً على سؤال أن الرئيس ميشال سليمان المتحدث الوحيد، وأن بنود الوثيقة ستعالج أزمات عالقة في البلد ومنها الفراغ الرئاسي، وبعض الخلل الدستوري الذي يؤدي إلى شلّ الانتظام العام، مشيراً إلى أن طريقة عرض الوثيقة ستكون متحضّرة ومتقدّمة جداً، وستُعرض بشكل تقني هو الأول من نوعه في لبنان، حيث أن النّاس ستتحدث عن همومها والإجابة على الأسئلة ستأتي من مكان ما، حيث أن لكل سؤال سيكون جواب من خلال الوثيقة.
وحول مسألة تمويل الوثيقة أكد خيرالله أن «اللقاء» لم يؤمّن تمويلاً من أي جهة لا لبنانياً ولا غير لبناني، بل أن عملية التمويل تتم من خلال إشتراكات الأعضاء، مشيراً إلى أن الجمعية العمومية هي كناية عن 115 عضواً.
وأكد أن من الأهداف الأساسية للوثيقة هي تحصين اتفاق الطائف، وتحصين الأسس التي ارتكز عليها الميثاق الوطني لكي لا نصل إلى مؤتمر تأسيسي، فهدفنا سدّ الثغرات في ممارسة الطائف، حيث لم يمارس أي رئيس جمهورية إتفاق الطائف من دون وصاية إلا الرئيس ميشال سليمان الذي عمل وفق الدستور فقط.
من جهة ثانية، رحب الرئيس سليمان بالاجواء الايجابيّة لناحية إقرار جميع القوى اللبنانية والخارجية بخطر الفراغ الرئاسي وتداعياته المدمِّرة على جميع الاصعدة، ما يعني تفعيل القدرات كافة حتى بلوغ الهدف الاساس الذي يعيد للمؤسسات الدستورية انتظامها العام.
وشدد خلال الاجتماع الاخير للّجان التحضيرية لـ«لقاء الجمهورية» عشيّة إطلاقها من قصر المؤتمرات، على ضرورة تسيير الملفات المهمة العالقة بالتوازي، ما يعني ضرورة إيجاد الحلّ النهائي لملف النفايات الذي بات يشكل «فضيحة لبنانية موصوفة» تتهدد سمعة لبنان وصحة جميع اللبنانيين دون استثناء.