«فرنسا - لبنان الكبير» وثلاثية «البطريركية المارونية والرئاسة الاولى والتوازن الوفاقي»
يحيى احمد الكعكي
لقد أراد «الرئيس العماد ميشال سليمان» من 2008/8/25 الى 2014/8/25 من خلال الحرص على كل لبنان، وعلى مصالح كل لبنان كأولوية لا تبارى، دحض اي محاولات للنيل من استقلاله وسيادته، أو المساس بوحدته واستقراره.. وهو الذي قدّس جندياً وقائداً للجيش، ورئيساً للجمهورية «ثلاثية خالدة» ترسخت معانيها في وجدانه هي: «العَلم»، «النشيد الوطني»، «الدستور»...
هذه كلها صاغها من حافظ على هذه «الثلاثية الخالدة» والتي هي «الشرعية الدستورية» في «إعلان بعبدا» 2012، ليحافظ من ثم من خلال هذا «الإعلان الميثاق» على «الميثاق الوطني 1943» الذي كرّس دستورياً في «الإعلان الدستوري» الصادر في 1990/9/21.
وهذا ما اغتاله «البعض» من «ساسة لبنان» عن سابق تصوّر وتصميم في «انقلابهم السياسي» الذي قادوه في 2013/2/18 ليس فقط ضد «مانديلا لبنان» بل ضد «منصب الرئاسة الاولى» ليبقى لبنان مغيباً في الساحات العربية والدولية ورهينة عندهم، ولأجندتهم السياسية المرتبطة بالتداعيات الدولية الإقليمية الجديدة.. وغب الطلب لخدمة هذه التداعيات الإقليمية تحديداً ليس من 575 يوماً بل منذ 2013/2/18 حينما «طيّروا» الانتخابات النيابية أولاً ثم الانتخابات الرئاسية، ثم إبقاء لبنان دولة فاشلة بلا رمز وصوت حتى الآن يتكابرون..!
وهذا كله عاد وحرّك «فرنسا التاريخ» التي رأت نفسها خارج المعادلة الدولية - الإقليمية الجديدة، وهذا ما دفعها الى رد اعتبارها في دائرة «لبنان الكبير» التي كانت مسؤولة عن ولادته في 1920/8/31 مع البطريركية المارونية، عبر إعلانها عن عودتها إليه لمساعدة البطريركية المارونية في إنقاذه، وأن يعد هذا الردح من الزمان..! وعبر المشاركة في الطلعات الجوية فوق سوريا كـ«إثبات وجود» في الصراع الدولي الدائر حالياً في إطار «الحرب الباردة» حول مستقبل «لبنان وسوريا».
كل هذا قبل فوات الأوان الذي أصبح على الأبواب..!!! ومن عاصمتها «باريس» انطلقت مبادرة ترشيح «سليمان فرنجية» كرئيس منقذ لـ«لبنان الكبير» مِنْ أن يصبح «لبنانان» أو عدة لبنانات!!
وعليه، فإن خلاص لبنان -ولو مرحلياً- هو في دعم الثلاثية -أي «لبنان الكبير» بكل ما يعنيه سياسياً وفي القانون الدولي، والبطريركية المارونية و«الرئاسة الاولى»، والتوازن الوفاقي- لأنها مرتكز «الميثاقية الوطنية» وهي الضرورة الوطنية الوحيدة القادرة على الحفاظ على القوة الفعلية لـ«السلطة الحاكمة» صاحبة القرار السياسي النهائي لـ«الدولة اللبنانية»، ومن دون مزاحمة الدولة على قوتها الفعلية -أو شرعيتها الدستورية لإظهارها بمظهر الفاقد لهذه القوة، التي تصر «بعض» الفئات الداخلية على احتكارها الآن، وهي القوة التي تفرض وجودها بـ«السمع والطاعة»!! الفاقدة لـ«الشرعية الدستورية»!! بعدما غيّبت «الرئاسة الاولى» ومن ثم غيّبت هذه «الثلاثية»!
في حين أثبتت تجارب لبنان السابقة، خصوصاً القريب منها وهي أدوار الحرب القذرة 1975- 1989، أنه «لا يمكن لأي طرف لبناني أن يلغي طرفاً آخر أياً كان هذا الآخر»!! «لأن لبنان لم يكن يوماً ذا لون سياسي، أو حزبي، أو طائفي، أو مذهبي واحد.. ولن يكون» هذا ما نؤكد عليه في هذه الأيام القاتمة ونستعيره من رئيس الحكومة السابق «نجيب ميقاتي» الذي قاله منذ عام تحديداً في مثل هذه الأيام 2014..
وعليه، فإن طريق الخلاص الوطني لـ«لبنان الكبير 1920»، وهو في تحوّل ميزان القوة باتجاه المعتدلين من اللبنانيين في كل الطوائف.. لأن هذا التحوّل هو الذي سيوفر للبنانيين من ذاتهم (ولذاتهم) الاستقرار في أجواء هذه التجاذبات «الاقليمية - الدولية» الحالية والمنتظرة..
لأنه ليس هناك أي فريق في لبنان سيستفيد من هذه التجاذبات الحالية والمنتظرة لـ«تفصيل» لبنان على قياسه إلاّ الاطراف التي غيّبت الدولة بتغييب «الرئاسة الاولى» وتغييب هذه «الثلاثية» ولا يزال، هو في ربط المسألة اللبنانية بنتائج التحولات الكبرى المنتظرة!! أو «التدويل» لـ«المسألة الشرقية» ككل في هذا «الشرق» حتى ظهور «الخيط الاميركي» من «الخيط الروسي» في «سوريا»..!
واستناداً الى هذا كله أو بعض ذلك كله نقول: كم هو «لبنان» -الوطن النهائي لجميع أبنائه من دون أي أهواء ايديولوجية، بحاجة الى «وطنية» و«حكمة» و«قوة» و«عروبة» الرئيس «ميشال سليمان» في «معركة الوجود» التي يخوضها «لبنان - الرسالة الحضارية» ضد المتقوقعين الداخليين، وضد «الارهاب الأسود المعَوْلم العابر للقارات» الذي لا دين له ولا هوية.. و«الأيدي الخفية» -لـ«البعض الإقليمي» ولـ«البعض العالمي»...
وكم «لبنان دولة التوافق» الذي أعطى مجده ل«بكركي» بحاجة الى حكمة البطريرك «الراعي» الذي قال في 2015/5/18 لوفد تكتل التغيير والإصلاح الذي كان قد زاره: «إنّ بكركي ترحّب بكل ما من شأنه تسهيل انتخابات الرئاسة»..