يبدو ان الزيارة الناجحة للرئيس ميشال سليمان إلى فرنسا ثم إلى المملكة العربية السعودية والحفاوة التي استقبل بها سواء من قبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أو من قبل جميع القادة السعوديين الذين التقاهم إضافة إلى اللقاء الودي مع الرئيس سعد الحريري ومع الجالية اللبنانية، أزعجت العماد ميشال عون كثيراً، ما دفع بإعلامه المرئي والمكتوب إلى محاولة زرع الشقاق بينه وبين المقاومة من خلال استعمال جمل مقتطعة من حديث الرئيس سليمان. فالكل يعرف موقف الرئيس سليمان الايجابي من حزب الله الذي قاتل العدو الاسرائيلي وحرصه الدائم سواء في قيادة الجيش ام في الرئاسة منذ خطاب القسم وحتى بعد خروجه، على المقاومة تجاه العدو وعلى حزب الله كمكون أساسي موجود في مجلس النواب ومجلس الوزراء وعلى طاولة الحوار والتمييز بين قتال حزب الله في سوريا الذي يعارضه الرئيس سليمان ويعتبره خرقاً فاضحاً لاعلان بعبدا الداعي إلى تحييد لبنان عن سياسة المحاور، وهذا ما يدركه حزب الله جيداً.
ويبدو ان اعلام الجنرال عون نسي أو تناسى ان الرئيس سليمان أشار في حديثه للشرق الاوسط إلى أن لبنان يمتنع عن ربط «حزب الله» بموضوع الإرهاب في بيان الجامعة العربية وهو ما جعل وزير خارجية لبنان يتخذ هذا الموقف.
وأوضح الرئيس سليمان خلال حوار مع «الشرق الأوسط»، أن لبنان يتمنى إيجاد الحل في سوريا، حيث سينعكس ذلك إيجابيًا على لبنان، معتبرا أن ارتهان الرئاسة اللبنانية كورقة ضغط على سبيل الحل السوري أصبح واضحًا، وقال: «لبنان الآن ورقة في يد بعض الأطراف للمساومة بها للحل السوري».
وقال: «كل فريق يمتلك أسلحة غير الدولة نقطة سلبية على الدولة، وانتقال هذا السلاح إلى الاستعمال في قضايا أخرى، سواء كانت داخلية أو خارجية، كما هو في سوريا، فهذا أمر سلبي على مصلحة الدولة»، وهذا ما يضر اقتصاد لبنان كثيراً.