بقلم يحي احمد الكعكي
حسم الرئيس العماد «ميشال سليمان» رمز اللبنانيين المعتدلين، وهو اللبناني المسيحي »الماروني« الذي اتسم عهده باعطاء الأولوية للقضايا المصيرية العربية، في سياسة لبنان الخارجية، مؤكداً على أن »لبنان - الرسالة« جزء لا يتجزأ من »محيطه العربي«، بل جزء فاعل لأنه من ضخ دماء »القومية العربية« في »شرايين الحياة العربية« أيام »هيمنة العثمانيين القدماء« على مقدرات »بلاد الشام« وفيها »لبنان«.
حسم الرئيس العماد »ميشال سليمان« وهو من القيادات المارونية الكبيرة والفاعلة، في مسألة »الانتخابات الرئاسية«.. وهو »كبير الكبار« أولاً لأنه كان رئيساً للبنان، وحافظ على »الشرعية الدستورية« وحماها لصالح »لبنان الكبير« دولة المؤسسات حينما كان قائداً للجيش، خصوصاً ما بين »٢٠٠٥ - ٢٠٠٨« وما أدراك ما »٢٠٠٥ - ٢٠٠٨«! ولأنه ثالثاً كبيراً برصيده الشعبي المعنوي بين المعتدلين من كل اللبنانيين عموماً، وفي »الطائفة المارونية الكريمة« خصوصاً..
حسم الرئيس العماد »سليمان الحكيم« التجاذبات من هنا وهناك حول »معركة رئاسة الجمهورية«، في حديثه أول من أمس في المقابلة الخاصة التي أجرتها معه »قناة الحرة« في بيروت، حينما »دعا فيها جميع الأطراف السياسية« إلى »١- الالتزام بأحكام الدستور«، »٢- النزول فوراً إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس«، »٣- على أن يكون هذا الانتخاب »وفق اللعبة الديموقراطية«، »٤- هذه اللعبة الديموقراطية التي »يجب أن تأخذ مجراها داخلياً وبقرارات داخلية«..
إنه »كلام الرئيس الخبير الحكيم« بالأحوال اللبنانية من »٢٠٠٥ - إلى ٢٠١٥« ٩ أعوام مشبعة بالقلق وتطورات الأحداث الجسام من حادثة اغتيال الرئيس »رفيق الحريري« وما تولّد عنها من انقسام شعبي عمودي وأفقي بين الشعب اللبناني وظهور ما يُسمى بـ»٨ و١٤ آذار«، والاعتصامات في »وسط بيروت التجاري«..
والعدوان الإسرائيلي على لبنان ٢٠٠٦ وتبعاته الكارثية..
وفتنة ٢٠٠٧ من قبل »الإرهاب المعَوْلم العابر للقارات« الذي لا دين له ولا هوية.. والذي قال عنها »الرئيس العماد« وبكل تهذيب وبعيداً عن »الأنا« والصخب والغوغائية التي يتحدث بها الآخرون اليوم - وما أكثرهم عن بيعهم للأوهام للشعب - قال »إن لدينا تجربة قاسية - أي كجيش - في نهر البارد عام ٢٠٠٧، وقد تغلبنا عليها بفعل التنسيق المشترك بين الأجهزة الأمنية«..
وأحداث بيروت المؤسفة ٢٠٠٨ التي راهن فيها البعض على »فرط« الجيش، ونشر »الفوضى الهدّامة« إلاَّ أن تماسك الجيش اللبناني، أنقذ »لبنان - الوطن« من »الفوضى الهدّامة«، وأدى دوره بكل حكمة وبقي »متماسكاً بالمقارنة مع جيوش أخرى في المنطقة انهارت بسرعة كبيرة أمام الحوادث الأمنية« وهذا وصف لـ»الرئيس القائد« أول من أمس.
نعم إنه »كلام الرئيس الخبير الحكيم« بالأحوال اللبنانية من »٢٠٠٥« الى »٢٠١٤« لذلك هو رئيس الكلام في أصعب فترة وظروف استثنائية غير مسبوقة وهو الأمر الذي يتطلب تضافر جهود جميع اللبنانيين »للالتزام بالدستور، والنزول فوراً إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس وفق اللعبة الديموقراطية التي يجب أن تأخذ مجراها داخلياً وبقرارات داخلية«..
بذلك يكون »الرئيس سليمان الحكيم« قد حسم »مسألة انتخاب رئيس جديد للبنان« مازال مغيباً من قبل »البعض الداخلي« بـ»قرارات خارجية« وليست »داخلية« بالاضافة إلى »تغيب الدستور اللبناني« و»عدم الالتزام به«، بهدف أن لا يعود لبنان »دولة بصوت ورمز«.. وهذا ما عانى منه لبنان مؤخراً في اجتماعات وزراء الخارجية العرب في المرتين..
من هنا.. من هذا »التوصيف للعملية الديموقراطية لانتخاب رئيس للجمهورية جديد.. والتي تتطلب »توافقياً داخلياً« لأن »لبنان لا يُحكم إلاّ بالتوافق« نقرأ ما قاله »سليمان الحكيم« عن »التقارب بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية« الذي بـ»جيد ومطلوب بعيداً عن المصلحة الانتخابية«..
كما اعتماداً على توصيفه لـ»اللعبة الديموقراطية« في انتخاب رئيس جديد للجمهورية التزاماً بالدستور، تأخذ مجراها داخلياً وبقرارات داخلية، نقرأ إشارته ذات المغزى التوافقي، والتي اعتبر فيها »تأييد قسم كبير من فريق الرابع عشر من آذار، والرئيس الحريري، إضافة إلى تأييد النائب وليد جنبلاط لترشيح النائب سليمان فرنجية، أعطى الاستحقاق الرئاسي دفعاً جديداً«..
حسمها »سليمان الحكيم« ووضع أسساً »٤« لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد تغيب لـ»الرئاسة الأولى، عمره الزمني اليوم »٦٠٠ يوماً« ليشير ولو من وراء السطور - أو هكذا استنتجنا - أن الشعوب تحيا بالاخلاص والعمل والتضحية وليس بالمزايدات.. »وعلى الله سبيل القصد«..