يقول العارفون ان الرئيس ميشال سليمان دخل إلى قصر بعبدا حاملاً طباعه العسكرية بعد عقود أربعة من الخدمة أوصلته إلى أعلى درجات القيادة، وخرج منه «الديمقراطي الأول»، وهذه مفارقة في زمن التحولات والصراعات والعصفوريّات.
غير ان الرئيس سليمان، ومع خروجه من القصر، مارس صلاحياته من دون وصاية والتزم المدة الدستورية ولم ينجرّ إلى لوثة توزير الاقرباء ودافع عن فكرة «تحييد لبنان» حتى المواجهة، فهو لا يزال «تحت الضوء» كما كان في بعبدا، وربما أكثر، يلتقي الملوك والرؤساء ولا تخلو يوميّات الصحف من مواقفه «اللبنانية» ونشاطه اللافت ومن بعض الحملات التي تدخل أحياناً إلى خصوصيات العائلة.
موقع «ليبانون ديبايت» استوضح مستشار الرئيس ميشال سليمان بشارة خيرالله حول أبرز ما يكتب أو يقال للنيل من الرئيس سليمان، ثم يصبح حديث الناس من دون تأكيد أو نفي.
1- هل صحيح ان الرئيس سليمان يملك قصراً في اليرزة وآخر في عمشيت وغيره في لحفد كذلك في خارج لبنان؟
في اليرزة يسكن الرئيس سليمان ويستقبل الزوار في شقة «دوبلكس» في بناية كيروز، ولديه في عمشيت منزلاً تراثياً جميلاً تعود ملكيته لعائلة سليمان منذ أكثر من 200 سنة، وكذلك في لحفد، حيث ورثت زوجته السيدة (الأولى) وفاء سليمان المنزل عن المرحوم عمّها.. كما أجزم انه لا يملك أي قصر ولا حتى أي منزل في الخارج.
2- ما حقيقة جوازات السفر المزورة والطائرة الخاصة ومعرض السيارات الذي يملكه الرئيس سليمان؟
بالتأكيد هناك طائرة «هليكوبتر متطورة جداً»، تلقاها الرئيس سليمان كهدية شخصية عند انتخابه وقبل خروجه من القصر أهداها إلى قيادة الجيش، مثلها مثل السيارة التي تلقاها كهدية شخصية من امير قطر ثم قدمها للقصر الجمهوري لتكون بتصرف الرئيس العتيد، أما عدد السيارات الذي تم الحديث عنه فهو مغلوط وبعض هذه السيارات ليس له.
أما قضية الجوازات، فالواقع انه تم استلامها بصورة شرعية ولكن تبيّن انه تم تحريف معلومة بداخلها بشكلٍ يناقض المستندات القانونية المرفوعة والمصدّقة. هذه الجوازات لم تستعمل من قبل العائلة إطلاقاً، وقد تم التبليغ بشأنها وألقي القبض على عصابة التزوير وتمت محاكمتها.
3- هل صحيح ان الرئيس سليمان سيفتح محطة تلفزيونية كما أوردت بعض الوسائل الاعلامية؟
«يا ريت الخبر صحيح كنا بألف خير»، هذا الخبر عارٍ من الصحة.
4- ما مدى دقة الخبر الذي يتحدث عن نيّة الرئيس سليمان شراء مصرف؟
«تلفزيون وبنك ومستشفى (مستشفى الرئيس سليمان الحكومي في ميفوق) ونادي واوتوستراد وكسّارة ومرملة».. بعد ناقصنا الاوتيل تا تكمل».. أيضاً «يا ريت، كنّا أوجدنا فرص عمل للشباب اللبناني».. ويضيف: لا أساس لهذا الخبر.. مجرد شائعة للايحاء ربما ان لديه ثروة كبيرة.
5- ما هي قضية مرسوم التجنيس؟
لا بد من لفت النظر ان مرسوم التجنيس يقترحه وزير الداخلية ويرفعه إلى رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية اخر من يوقع عليه.. والأسماء الــ500 التي أعطيت الجنسية اللبنانية في عهد الرئيس ميشال سليمان هي أسماء مستحقة ومستوفية الشروط، واقترحتها جميع القوى بمن فيهم المجلس الماروني للانتشار والرهبانيات والوزراء كافة من 8 و14 آذار، وكانت غالبيتهم من المسيحيين.
6- وماذا عن تهمة بيع الاراضي في محيط القصر الجمهوري؟
الأراضي في محيط القصر الجمهوري هي بغالبيتها أملاك خاصة، وبيع أو شراء أي قطعة أرض يعني صاحب العقار حصراً، أما أملاك القصر الجمهوري، فهي تتبع إدارياً للمديرية العامة لرئاسة الجمهورية وليس لرئيس الجمهورية.
7- هل صحيح ان الرئيس سليمان يحمي هشام ضو (قاتل المقدم ربيع كحيل) وأهداه مسدساً؟
من المعيب مجرد التلميح إلى إسم الرئيس ميشال سليمان ومحاولة زجّه في قضية كهذه بهدف اللعب على وتر رفاق السلاح.. الرئيس سليمان لا يعرف هشام ضو لكنه يعرف رفيق سلاحه المقدم البطل ربيع كحيل، وفي كل الاحوال وحده المجرم من يغطي هكذا جريمة.. وإذا كان القاتل كما قيل انه في سوريا بحماية ماهر الأسد، فكيف يمكن ان يكون على علاقة بالرئيس سليمان؟ خبرية حماية هشام ضو من قبل ميشال سليمان «الخيالية» تشبه خبرية تهريب شاكر العبسي من نهر البارد حيث كانت نخبة ضباط الجيش اللبناني تقاتل داخل المخيم وهرب العبسي كالفأر تحت جنح الظلام ثم قتل لاحقاً، في حين كان قائد الجيش وقتذاك العماد ميشال سليمان في مركز القيادة في اليرزة..
8- ما حقيقة وضع نقطة أمنية بطلب من الرئيس سليمان لحماية قصر هشام ضو؟
ما أعرفه انه تم توسيع نطاق دائرة المناطق التابعة للحرس الجمهوري منذ ما قبل الجريمة، والحرس الجمهوري في ظل الفراغ الرئاسي يتبع مباشرةً إلى قيادة الجيش، والقيادة معنية حصراً بتوضيح هذه المسألة، وهي أوضحتها.
9- من برأيك يحرّض على الرئيس سليمان؟
إذا راجعت أصل الانتقادات الموجهة إلى الرئيس سليمان بالتواريخ، تجد انها تتزامن مع توقيف ميشال سماحة الآتي من خارج الحدود اللبنانية، وعادت وتجددت مع دس أخبار ان الرئيس سليمان يعمل على منع إخلاء سبيل سماحة.. من تقصد؟ الضرب بالميت حرام.
10- سؤال اخير: لماذا هذه الحملات ولماذا لا يلجأ الرئيس سليمان إلى الرد؟
من لا يُهاجم هو فقط من لا يعمل، والرئيس سليمان لم يعتد الدخول في السجالات اليومية بخاصةً في ما يتعلق بالشائعات الهادفة إلى إسكاته أو «اغتياله سياسياً» كما سبق له ان قال. وهو يتعامل مع هذا النوع من الاخبار بشكلٍ قانوني بعيداً عن الضجيج الاعلامي، وفي هذا المجال، يربح الدعوى تلوَ الاخرى.. الرئيس كميل شمعون كان يستغرب مرور بعضة أيام لا يتعرض فيها لبعض التهم أو الانتقادات.
وبالمناسبة، ولمن لا يعلم، يختم خيرالله ممازحاً: الرئيس سليمان هو المسؤول عن «فخت طبقة الأوزون».