سليمان يتواصل مع قيادات المملكة والهبة المالية مجمدة ولم تلغَ، خيرالله لـ«الشرق الأوسط»: لبنان يدفع ثمن فقدان سيادته على السياسة الخارجية
أكد مستشار الرئيس ميشال سليمان بشارة خيرالله، أن الرئيس سليمان على تواصل دائم مع قيادات المملكة، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مشددا على أن سليمان لن يألو جهدًا في سبيل تحسين العلاقات مع المملكة وتطويرها وفي سبيل حماية اللبنانيين في دول الخليج، تمامًا كما كانت طيلة فترة ولايته الرئاسية.
وقال خيرالله في حديث لـ«الشرق الأوسط»: أنا بتقديري الهبة السعودية معلقة وهي غير ملغاة، لأنه لا يمكن للمملكة العربية السعودية أن تترك الجيش اللبناني يحارب الإرهاب من دون مساعدة، وهي التي حرصت في نهاية عهد الرئيس ميشال سليمان على تقديم أوفر هبة لتسليحه إيمانًا منها بقدرته القتالية وخبرته في مواجهة الإرهاب، وسبق لها أن دعمته في حربه ضد الإرهابيين في نهر البارد ولطالما رأت في الجيش صورة مشرقة عن صيغة لبنان المتنوعة. وأضاف: «إن غالبية ما يحصل على الساحة اللبنانية من تداعيات سلبية كان آخرها حرمان الجيش اللبناني وباقي المؤسسات الأمنية من الفرصة الأكبر للتسلح في عز المعركة مع الإرهاب، جاء نتيجة حتمية لتعطيل الموقع الأول في الجمهورية اللبنانية والتمنع عن الاحتكام إلى الديمقراطية بوجهها الإيجابي، ما جعل البلاد منذ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان في 25 مايو (أيار) 2014 غارقة في وحول التجاذبات في الداخل وفاقدة لناظم السياسات الخارجية العليا، وهنا مكمن الداء.
وقال خيرالله إن ما ورد في البند «ب» من مقدمة الدستور اللبناني صريح وواضح «لبنان عربي الهوية والانتماء وهو عضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم مواثيقها، كما هو عضو مؤسس وعامل في منظمة الأمم المتحدة وملتزم مواثيقها والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتجسد الدولة هذه المبادئ في جميع الحقوق والمجالات دون استثناء»، مؤكدًا أن لبنان دفع أثمانًا باهظة لتغيير أحرف بسيطة في مقدمة الدستور التي ذكرت سابقًا أنه «ذو وجه عربي».
ورأى خيرالله أنه لا يجب على لبنان الرسمي أن يخرج عن الإجماع العربي في أي قرار باستثناء بعض القرارات المتعلقة بالداخل اللبناني حصرًا وتحدث انقسامات، وهذا ما تتفهمه جميع الدول وفي مقدمتهم المملكة.
ورأى خيرالله أن عدم تحييد لبنان عن صراعات المحاور كما جاء في «إعلان بعبدا»، إضافة إلى التراكمات في المواقف المناهضة ومنها الشاتمة، ساهمتا في الوصول إلى ما وصلنا إليه مع ما يعنيه الفراغ في الموقع الرئاسي من سلبية، لأن وجود رئيس الجمهورية كفيل في تصويب أي موقف.
ولم ينفِ خيرالله أن رد الفعل السعودية أتى قاسيا على الجيش اللبناني، داعيًا إلى ضرورة البحث عن حلول سريعة لأن الأهداف اللبنانية - السعودية مشتركة في محاربة الإرهاب وإقرار استراتيجية دفاعية تعزز مكانة الجيش اللبناني وموقعه، كذلك العلاقات التاريخية بين البلدين، غير المرتبطة أصلاً بهبة، أتت بالأمس وتم تعليقها اليوم ومن المرجَّح أن تعود غدًا.