خيط اتصال بيننا وبين "حزب الله" ولحلّ وسطي للرئاسة
اسف الرئيس امين الجميل للتطورات الأخيرة في العلاقات بين لبنان والسعودية"، مبديا اعتقاده بأن "الأزمة التي نشهدها لا تعود فقط لعدم التزام وزير الخارجية اللبناني الإجماع العربي في التضامن مع السعودية، بل ان هذا التصويت كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، فقيادات "حزب الله" ومؤيدوه لا يوفرون مناسبة إلا ويستخدمون المنابر للتشهير بالسعودية متجاوزين اللياقات والأصول والأخلاق إلى ابعد الحدود".
واستغرب في تصريح "عدم تحرك النيابة العامة في لبنان لإيقاف كل الأصوات النشاز تنفيذا لقانون في لبنان يعاقب كل من يدلي بمواقف معادية للرؤساء والأشقاء العرب"، لافتا الى ان "الفريق السيادي في لبنان متضرر من هذا الواقع قبل السعودية والخليج، وذلك منذ ان امسك "حزب الله" بزمام الأمور في لبنان، والمنتمون إلى الفريق السيادي هم ضحايا قبل الآخرين".
واسف "لوجود دول تستعمل افرقاء في لبنان لتصفية حساباتها مع افرقاء آخرين خارج لبنان، فبات اللبنانيون اداة ولبنان ساحة"، وقال "على الأطراف الخارجيين الذين يؤثرون على افرقاء في لبنان ان "يحلوا عنا"، وليترك هؤلاء اللبنانيون يعالجون امورهم بأنفسهم بدل إقحامهم وتجييشهم على بعضهم البعض وتسليحهم وتمويلهم".
ورفض الرئيس الجميل تعليق "الحوارات القائمة في لبنان، حتى ولو بدت عقيمة، فهي تبقى ضرورية، والدليل ان الحوار في عهد الرئيس ميشال سليمان حقق، ورغم التشكيك بجدواه، "إعلان بعبدا" الذي اكد النأي بالنفس، وهو وثيقة مهمة موجودة في الأمم المتحدة والجامعة العربية ومرجع لكل الدول التي تساعد لبنان. وليس من خيار إلا العودة إلى "إعلان بعبدا"، خصوصا ان السلام والاستقرار اللبنانيين مشروطان بهذا الإعلان وهو ليس ورقة هامشية بل يُعبّر عن عمق المصلحة اللبنانية".
وشدد على ان الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية قاتل، والخطير جداً ان الكيان اللبناني سيصبح على المحك، خصوصا إذا تطورت الأوضاع سلبا في المنطقة وسادت الشرذمة وحصل تقسيم للدول. عندئذ يكون الخوف كبيراً على لبنان الذي يقف على حافة هاوية"، مشيراً الى ان "استمرار الوضع على هذا المنوال سيؤدي إلى فراغ في المؤسسات، والدستور لا يعود فعّالا، ومؤسسات الدولة كذلك".
واعتر ان "ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، اشبه بضرب عصي بالماء ولم يكن له اي تأثير، والموضوع اكبر بكثير، والإشكالات على العماد عون كبيرة"، مجدداً قوله ان "ترشيح جعجع لعون كان ردّة فعل، في حين ان قضية رئاسة الجمهورية لا تبت بردة فعل، خصوصا في هذه المراحل الصعبة"، ولافتا الى ان "هذا لا ينقذ الوطن بل يُعقّد الأمور ويعيق في شكل قوي الانتخابات".
واوضح الجميل ان "رئاسة الجمهورية اساسية في لبنان، وثمة خيط اتصال بيننا وبين "حزب الله"، ونود إقناع الحزب بأن مصلحته في حال فرط العقد اللبناني، تتأثر سلباً. لذا من مصلحة الجميع ان نصل إلى حل وسط بانتخاب رئيس للجمهورية وتطوير المؤسسات وإنجاز قانون انتخاب عادل، ينعكس تطويراً لنظامنا اللبناني".
وإذ اعتبر اننا "نعيش وضعا شاذاً في كل العالم العربي وليس من قضية في المنطقة منفصلة عن الأخرى"، شدد على ان "لبنان معني بالمساعي التوفيقية في المنطقة، ولا سيما بالحوار الروسي الأميركي الذي انتج الاتفاق حول وقف النار في سوريا. فما يحصل في سوريا، ينعكس على لبنان الذي هو ضحية لهذا الصراع الدائر خارج الحدود اللبنانية، في ضوء إقحام "حزب الله" نفسه في الأزمة السورية، فضلا عن تفاقم اوضاع النازحين السوريين على ارض لبنان وانعكاسات ذلك داخليا على الصعد كافة سياسيا وامنيا واقتصاديا"، آملا في ان "يحقق الحوار الروسي الأميركي نجاحا وتطوراً ليتم حينئذ التفاهم على فتح ملف المنطقة بالكامل، ووضع قضاياها على سكّة الحل بما في ذلك الوضع في لبنان ورئاسة الجمهورية اللبنانية".