الحريري في اليرزة في ذكرى 14 آذار: دعم مُطلق للجيش لترسيخ الأمن وحماية السيادة
عمر البردان
للجيش دور أساسي لعبه في حماية ما يقارب مليون ونصف المليون لبناني احتشدوا في «14 آذار» 2005، معلنين انطلاقة «انتفاضة الاستقلال» التي جاءت رداً على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005، حيث رفض الرئيس العماد ميشال سليمان عندما كان قائداً للجيش حينها، التصدي لإرادة الشعب ومنع هذه الجماهير من التعبير عن توقها للحرية والاستقلال والتحرر من الهيمنة، فكان أداء المؤسسة العسكرية مشرفاً في التعامل مع مئات آلاف اللبنانيين الذين نزلوا إلى ساحة الحرية في وسط بيروت، استحق تقدير وثناء السواد الأعظم من اللبنانيين. ومن هذا المنطلق وتقديراً لمواقف الجيش وقيادته، أراد رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري في الذكرى الـ«11» لإعلان «ثورة الأرز»، أن يزور قائد الجيش العماد قهوجي بحضور نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل، ليؤكد دعمه ودعم «تيار المستقبل» وقوى «14 آذار» للدور الوطني الريادي الذي قامت وتقوم به المؤسسة العسكرية، بالرغم من كل الظروف الضاغطة والصعبة التي تواجهها، حيث كانت الزيارة مناسبة للإشادة بالتضحيات التي يبذلها الجيش دفاعاً عن وحدة وسيادة وأمن لبنان في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي والتكفيري، وللتأكيد لقيادة الجيش على دعمها المطلق في الحرب التي تخوضها على الحدود ضد العدو و«داعش» و«النصرة» وغيرها من المجموعات الإرهابية التي تريد زعزعة الاستقرار في لبنان وتشريع أبوابه أمام الفتنة الطائفية والمذهبية.
وبحسب المعلومات المتوافرة لـ«اللواء»، فإن الرئيس الحريري أكد للعماد قهوجي، أن هناك احتراماً وتقديراً كبيرين للإنجازات والتضحيات التي يقوم بها الجيش على الصعيد العربي والدولي، بالتوازي مع الاحتضان الشعبي والسياسي في لبنان لكل ما تقوم به المؤسسة العسكرية، وأنه لن يألوَ جهداً في سبيل تأمين كل الدعم المطلوب للجيش ليتمكن من مواجهة التحديات الخطرة التي تنتظر لبنان على أكثر من صعيد، مشيداً بما حققه على مدى سنوات طويلة، قياساً على الإمكانات المتوافرة، وهذا مدعاة للاعتزاز بما تتحلى به المؤسسة العسكرية، قيادةً وأفراداً من حكمة وكفاءة واقتدار في التعامل مع التطورات التي تفرض نفسها في الكثير من الاستحقاقات.
كذلك فإن رئيس «المستقبل» أراد أن يؤكد من خلال زيارته لوزارة الدفاع، أن الجيش وحده القادر على حماية الشعب اللبناني وتوفير الأمان والأمن له، وإن أحداً لا يستطيع غير الجيش، كسب ثقة اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم، خاصة في ظل الظروف السياسية الصعبة التي يواجهها لبنان، على وقع تزايد الانقسامات الداخلية وارتفاع وتيرة الاحتقان الطائفي والمذهبي.
ويشير عضو «كتلة المستقبل» عمار الحوري لـ«اللواء»، إلى أن زيارة الرئيس الحريري لوزارة الدفاع، تأكيد على دعم الجيش وقيادته في هذه الأوضاع الدقيقة التي يمر بها لبنان، لافتاً إلى أن التباينات في وجهات النظر بين قيادات «14 آذار» أدت إلى إلغاء الاحتفالات في «14 آذار»، لكن في الأساسيات، هناك تلاق دائم، ومشدداً على أن «14 آذار» ملك اللبنانيين وهي قبل الأحزاب ولن تموت، وبالتالي فإن التباينات القائمة مرحلية وستزول.
ويلفت حوري إلى أن الأزمة الداخلية لا يمكن إيجاد حل لها، إلا من بوابة إجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت، لكي يُصار إلى انتخاب رئيس للجمهورية، يأخذ على عاتقه إعادة تفعيل عمل المؤسسات وتنشيطها ومد الجسور بين اللبنانيين، لطي هذه الصفحة وفتح صفحة جديدة، عنوانها الحوار والتلاقي والانفتاح، مشيراً في هذا السياق، إلى أن الرئيس الحريري يسعى جاهداً لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أقرب وقت، حرصاً منه على مصلحة البلد وضمان عمل المؤسسات التي لا يمكن أن تستقيم، إلا في ظل وجود رأس للدولة.