يحي احمد الكعكي
التطورات والتداعيات الاقليمية والدولية المتتالية التي تجري من حول لبنان منذ أكثر من ٣ أعوام، والتي منها العربي، والإقليمي الجديد، والدولي، تشير يوماً بعد يوم إلى أن »لبنان - الوطن« وبسلبية مقصودة - أو غير مقصودة في بعض الأحيان - من قبل »معظم« من هم قياداته السياسية »التي جدّدت لنفسها«؛ أصبح ومع التحولات الكبرى لهذه التداعيات، وكأنه »رهين المحبسين« - دوامة الداخل، والخارج - كما كان الشاعر الأموي الشهير »أبو العلاء المعري« رهين المحبسين - البصر والدنيا السوداء من حوله -..!
وإذا كان »أبو العلاء المعري« ضريراً في محبسه«، فإن »معظم« من هم قيادات هذا »الوطن المعذّب »حبسوا أنفسهم في اطار سجونهم الخاصة تظلّهم »أعلامهم الخاصة« لا »علم الوطن الواحد« مع أنهم ينشدون في »ظاهر« القول »كلنا للوطن.. للعلى للعلم« ولكن لأي وطن؟ ولكن لأي وطن؟ ولأي علم؟
فمفهوم »العلم« في »علم السياسة المعاصر«، هو: »رمز لدولة بعينها، بأرضها وشعبها ومؤسساتها«. وأن الوطن: »هو أرض بعينها، وشعب، وسلطة سياسية«..
وما نراه على الأرض اليوم هو »كيانات مصغّرة« لها أعلامها الخاصة، وترتبط بأهواء إيديولوجية بعيداً عن »الوطن - لبنان«..!
لذلك ولأن »لبنان الكبير« - حتى الآن - (ولم يعد يفصلنا عن عيده الـ٩٦ إلاَّ حوالى ٦٢ يوماً) والمُحاصر بـ»العدو الإسرائيلي« وبـ العدو »الإرهاب المعَوْلم« الذي لا دين له ولا وطن.. والذي يُصّدر لـ»لبنان« من »سوريا« الدائرة الحرب فيها في اطار »لعبة الأمم الجديدة« - خصوصاً في هذه الفترة الزمنية التي فيها العالم بلا »توازن« بسبب أحداث الرئاسة الأميركية، و»الربيع الأوروبي«..
فعلى من هم »إسماً« قيادات هذا »الوطن المعذّب« وقبل أي ترتيب أمني جديد على الحدود »سواءً من الداخل أو دولي«، عليهم إلغاء »أعلامهم الخاصة« والارتفاع إلى »الوطنية البنّاءة«، ووحدة وطنية حقيقية جامعة وموحّدة، في اطار احترام والحفاظ على »الدستور اللبناني« و»الميثاق الوطني«..
وفي اطار الحفاظ على »خير عام الوطن« والعبور نحو »دولة المواطنة« أو »نحن اللبنانيين في ظل العلم الوطني اللبناني الواحد الموحِّد لجميع اللبنانيين ليكونوا في »الظاهر« و»الباطن« كلهم لـ»الوطن« لـ»العلا والعلم«.. وتطبيق سياسة النأي بالنفس عما يحصل حول لبنان وليس من أجل حوار »إنشقاقي« على »لبنان الكبير« وعلى »العلم اللبناني« وعلى »الدستور« و»الميثاق الوطني«، هذا الانشقاق الذي لا يخدم إلاَّ »العدو الإسرائيلي« و»ودولته الدينية«..!
والعدو الآخر »الإرهاب المعَوْلم« الذي لا دين له ولا وطن.. الذي أدانه »الأزهر الشريف« ولايزال، في أكثر من عمل مصري وعربي ودولي.. بتأكيده على »دولة المواطنة« ورفضه لما يُشاع عن الأقليات المسيحية في الوطن العربي، وتأكيده على المسيحيين والمسلمين هم مواطنون متحدون في الوطن، وان اختلفوا في الديانة، مع رفضه وتحذيره من الفكر الإرهابي المتطرف الذي تشجعه وتحركه شكليات خارجية لخدمة أغراض سياسية خاصة بها..
إن »لبنان الكبير« بحاجة إلى قيادات كبيرة تؤكد بالفعل أولاً على أن لبنان بعلمه الواحد، وجيشه البطل الواحد، وقواته الأمنية الواحدة، هو »وطن نهائي« لجميع أبنائه بعيداً عن أي أهواء سياسية خارجية، وبعيداً عن »زمرة الأعلام الخاصة«..
وإلاَّ فإن الحال في لبنان مهما اتخذ من قرارات أمنية ظرفية »إبقاء ما كان على ما كان«.. لأن أصحاب الأعلام الخاصة - أو الأهواء الإيديولوجية السياسية غير اللبنانية - يريدون من »لبنان الكبير« أن يكون صغيراً في »دولة كان يا ما كان »أي عكس ما يريدونه اللبنانيون الطيبون، وما عمل له ولايزال »الرئيس سليمان« الذي شلّ »بعض أصحاب هذه الأعلام »عمله التوحيدي منذ عام ٢٠١٣ ليدخلوا »لبنان في الفراغ« وليكون »القرار النهائي« للبنان بيدهم لا بيد سلطته الشرعية.
وفي الليلة الظلماء يُفتقد »الرئيس سليمان«.. وما دعا اليه من استراتيجية دفاعية تحمي كل لبنان من المخاطر التي تهدده: ومعهما »دولة القانون والمواطنة« التي حولها »البعض« إلى »دولة كان ياما كان« لذلك أصبحت رهينة للمحبسين »العدو الإسرائيلي«، و»العدو - الإرهاب المعَوْلم الذي لا دين له ولا وطن -..!