حذر لقاء الجمهورية خلال اجتماعه الدوري برئاسة الرئيس ميشال سليمان من التمادي في ابتداع روايات لا تمت للواقعية بصلة، سعياً إلى حرف الانظار عن الجريمة الميثاقية - الدستورية - الديمقراطية الكبرى، تعطيل الرئاسة الأولى، والهروب إلى الأمام لمرامكة الأخطاء على الخطايا، مؤكداً ان الميثاقية لا يختصرها شخص، والمسؤولية الوطنية تقتضي احترام الأصول الدستورية بعيداً من أي عملية فرض تبيَّن بعد مرور حوالي نصف عهد رئاسي انها غير مقبولة ومسدودة الأفق، سائلاً "بأي حق نضرب رأس الميثاقية ونتباكى عليها".
واعتبر "اللقاء" ان منطق السلة المترابطة كشرط مسبق لتنفيذ الاستحقاق الرئاسي يكبل الرئيس العتيد ويناقض الدستور نصاً وروحاً ويؤدي الى تعطيل مباشر للمواد 74، 75، 53، 95 منه، مثنياً على كل تحرك شعبي يطالب النواب القيام بواجبهم الدستوري وانتخاب رئيس الجمهورية.
واستهجن المجتمعون الخطاب السياسي التكفيري الذي ساد في الفترة الأخيرة مع ما رافقه من ممارسات منافية للديمقراطية والاخلاق طاولت وزيرة شؤون المهجرين القاضية أليس شبطيني رداً على خطابها الراقي والمنطقي. كما ناشدوا التيارات السياسية والأحزاب ايلاء الاهتمام الكاف للتربية الوطنية والاخلاقية لمحازبيهم على قاعدة "انما الامم الاخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا".
ونوه "اللقاء" بالدور الطليعي للمؤسسات الأمنية اللبنانية في ظل عودة شبح التخريب الأمني، محذراً من الهفوات السياسية التي تخدم مصالح العابثين بالأمن الوطني وتسهل أعمالهم، داعياً إلى الوقوف خلف الجيش بالفعل لا بالدعاية فقط.
وجدد "لقاء الجمهورية" دعوته جميع القوى إلى الوقوف في جانب الحكومة، لضمان تسيير الحد الادنى من الشؤون الحياتية للبنانيين، والدفع باتجاه إيجاد الحلول، سيما في ما يتعلق بالنفايات، وعدم الاعتماد على الطمر الكامل والخروج باسرع وقت ممكن من هذه التقنية، وفي حال لم تتوفر امكانيات تطبيق الخطة الحكومية بالمعايير المطلوبة والشفافية المطلقة دعا المجتمعون إلى العودة السريعة إلى تطبيق اللامركزية التي سبق للرئيس سليمان ان طرحها على قاعدة تطبيق "لامركزية الضرر"، إضافة إلى ضرورة إيجاد حلول سريعة تلافياً لتراجع ساعات التغذية الكهربائية في المناطق كافة.
وأكد "اللقاء" ان دولة لبنان الكبير ومصالحها العليا، كانت ولا تزال وستبقى أهم من الأشخاص، وأقوى من الأفكار التقسيمية الهدامة، وأبقى من الفدراليات العاتية، بدليل صمود لبنان المذهل، على الرغم من الحروب المشتعلة في محيطه، والتجاذبات التعطيلية للروح الديمقراطية في داخله، وهذا ما يُبشِّر بالخير ، وبتخطي الصعوبات والمعوقات، ولو بعد حين.