حراك سليمان مزدوج الهدف: حل جذري للنزوح وتداعياته وتحصيـن الطائف لتطويق محاولات تغيير النظام والفدرلـة
المركزية- تتوقف مصادر سياسية مطلعة عند الحراك اللافت الذي يقوده الرئيس ميشال سليمان على أكثر من محور ولاسيما في ملفي الازمة السورية وتداعياتها بشقي النزوح الى لبنان والتقسيم الجاري رسم خرائطه في اروقة المقار الدولية، ومحاولات فدرلة لبنان تارة عبر نغمة الميثاقية، وأخرى من خلال طرح المؤتمر التأسيسي، وثالثة بالحديث عن المثالثة. وقد برز شقّ من حراكه الذي بقي حتى الامس القريب خلف الكواليس، الى العلن مع جولة زيارات قام بها في اتجاه مسؤولين سياسيين وروحيين فزار الرئيس امين الجميل ورئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، طارحاً جملة أفكار ومشاريع محورها تحصين اتفاق الطائف في مواجهة مساعي الدفع نحوالفدرالية.
وفي حين شارف ملف النزوح على خواتيمه وانجزت مسودة الافكار المطروحة للمعالجة والمواجهة والحل الجذري، متضمنة المخاطر والمحاذير من امكان تشظي لبنان من تقسيم سوريا، وكان الرئيس سليمان اوجزها في مؤتمر صحافي عقده منذ اشهر، تقول المصادر لـ"المركزية" ان بداية المواجهة تكمن في مزيد من الانفتاح على قوى الاعتدال في الطوائف كافة لتطويق الفدرلة التي بدأت تطل برأسها من نافذة شعارات طنانة كالميثاقية وتخفي خلفها اهدافا لا علاقة لها لا بالميثاق ولا بتحصيل حقوق الطوائف، سائلة اين مفهوم الميثاقية لدى المنادين بها لتحصيل بعض الوظائف في مؤسسات الدولة فيما رأس الدولة مقطوع بقرار من هؤلاء خدمة لمصالح لا علاقة لها لا بالدولة ولا بلبنان الوطن. واين الميثاقية في مشاركة حزب الله في الحرب السورية وجر الويلات اراديا للبنان وشعبه؟ ثم اين كانت الميثاقية حينما كان الفريق نفسه يتولى مقاليد الحكم وارتكب "المعصيات" من حل المجلس النيابي الى تطيير الحكومة الى التعيينات التي لم تراع ادنى معايير الميثاق؟
ازاء كل ذلك، تضيف المصادر، لم يعد جائزا السكوت، ولو ان لا قرار بخوض حرب كلامية مع اصحاب هذه النظريات، لكن تبيان الحقيقة واجب وطني لا يمكن تجاهله او القفز فوقه خصوصا ان هؤلاء بالذات يعطلون مسار قيام الدولة بعدم انتخاب رئيس جمهورية.
وفي السياق، تكشف المصادر ان ورشة عمل ستعقد بعد نحو اسبوعين على مدى يومين يشارك فيها خبراء دستوريون وقانونيون وشخصيات مخضرمة في هذا المجال، محورها البحث عن كيفية سد الثغرات الدستورية وتحديد مفهوم الميثاقية بعيدا من الصخب الاعلامي وحرب المنابر الكلامية، منطلقة مما اظهرته الممارسة السياسية في لبنان خلال السنوات العشر الاخيرة والنقاط الواجبة معالجتها في اتفاق الطائف، سلاح المواجهة الوحيد لمشاريع ضرب النظام المشبوهة، خصوصا تلك التي سمحت بابقاء الشغور في سدة الرئاسة قائما من دون محاسبة من يتسبب به الى جانب تصحيحات طفيفة لمواد تبين ان المشرّعين لم يلحظوها وهي لا تمس مطلقا بالصلاحيات بل تحصّن الطائف ليتواءم بالحد الاقصى مع مقتضيات تسيير شؤون الدولة من دون عرقلة.
وتختم المصادر بالتأكيد ان الميثاقية حالة وطنية بين المسيحيين والمسلميين لها مفهومها الوطني ومعناها ولا يجوز استخدامها لمصالح خاصة كما يجري اليوم، موضحة ان الرئيس سليمان يبذل قصارى جهده من اجل تحصين الطائف والوطن على قاعدة " اللهم اشهد انني حاولت"، على ان تبقى العبرة في التطبيق.