اللواء: سليمان تفقّد متحف ومكتبة الرئيس فؤاد شهاب : ليست لدينا دولة والحياد وحده يُنقِذ لبنان
تفقّد رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان أمس، متحف ومكتبة الرئيس فؤاد شهاب الكائن في جونيه، بحضور عدد من الوزراء السابقين والشخصيات وأصدقاء «مؤسّسة فؤاد شهاب».
استهلت الزيارة بفيلم وثائقي عرض أبرز مراحل حياة الرئيس شهاب، كما تطرّق إلى أهم إنجازاته في مختلف المجالات.
بداية، ألقى رئيس المؤسّسة الدكتور شارل رزق كلمة ترحيبية بالرئيس سليمان، ثم استعرض أبرز صفات الرئيس شهاب، فلفت إلى أنه جمع بشخصه التواضع والإباء، الوداعة والكبرياء، وأعطى اللبنانيين جميعا أمثولة كيف يجب أن يكون رجل السياسة.
وأشار رزق إلى أن «الشهابية» التي نحن مسؤولون عنها تختصر بـ 3 نقاط أهمها: معرفة موقع لبنان في محيطه الإقليمي والعالمي.. معرفة أن فؤاد شهاب هو الرئيس الأول الذي استطاع أن يوفّق بين احترام التعدّدية اللبنانية بمختلف طوائف لبنان، والذي جعل من لبنان بلدا برلمانيا بامتياز.. وإقامة الثنائية السياسية التي استطاعت أن تحافظ على احترام التعددية الطائفية.
وختم رزق مؤكدا أنّ هذه الإنجازات الثلاثة تاريخية الطابع، شاكرا للرئيس سليمان زيارته .
بعد ذلك، توجّه الرئيس سليمان بالشكر إلى مؤسّسة فؤاد شهاب، والمدرسة المركزية والأب وديع السقيم على الجهد الذي بذل في سبيل إنشاء هذا المتحف.
ثم تحدّث عن الرئيس فؤاد شهاب، فقال: «نشأنا في بيت سياسته شهابية، لكن المرحوم الوالد كان يحب العميد ريمون إده وأنا أفتخر بأنّ هذين الشخصين كانا في منزلنا، لكن بالتأكيد في الانتخابات كنّا مع الشهابيين، وكان هناك تقدير خاص للعميد ريمون إده، طبعا هذا الأمر جعلني أتحمّس للدخول إلى الجيش.. الأمر الثاني الذي يربطني بالرئيس شهاب هو أنّني عندما كنت ضابطا في الجيش كلفت مرة من قيادة الجيش بزيارة هذا البيت، يومها كانت السيدة شهاب موجودة، والمهمة كانت تقتضي الإطلاع ما إذا كانت تحتاج شيئا. طبعا تعرّفت على هذه السيدة، وأذكر أنني يومها كنت مضطربا بعض الشيء، فوجدتها سيدة لطيفة جدا تعبر عن أنها هي أيضا كانت وراء هذا الرجل العظيم».
وأضاف: «الأمر الثالث عندما أصبحتُ قائدا للجيش، حيث أرسل لي تمنياً من قِبل ضبّاط بأنّ أطلق إسم المجمع الرياضي الذي أنشأناه قرب الدكوانة بإسم الرئيس إميل لحود كونه رئيسا يومها وهو من أتى بالهبة من الإمارات، وهكذا كان، لكنني يومها فكرت بالرئيس فؤاد شهاب، أين تكريسه؟ الملعب البلدي فقط!! أين نحن من الجيش؟ حينها وجدت أن في ساحة وزارة الدفاع ـ ساحة العلم هناك لافتة مكتوب عليها ساحة فؤاد شهاب، فتساءلت هل هكذا نكرم الرئيس شهاب؟. يومها وضعت دراسة وأنشأت كلية قيادة وأركان حديثة من أحدث الكليات وأطلقت عليها إسم كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان لأنني أعتبر أن صفات فؤاد شهاب هي صفات قيادية برهنها في الجيش، بالإضافة إلى المؤسسات التي أنشأها من مجلس الشورى إلى ديوان المحاسبة إلى مصرف لبنان.. كلها مؤسّسات بناها فؤاد شهاب وأسسها، ويا ليتنا نعرف كيف نحافظ على هذا الإرث».
وتابع: «كان هناك جزء من الاحترام أكثر من اليوم في التعاطي، هناك أساليب إنتخابية كانت تجوز أن تحصل لكن بما تبقى التعاطي كان أفضل.. فؤاد شهاب كان قريبا من الرئيس جمال عبد الناصر وأتهم بذلك، وقد اجتمعا في الخيمة.. اليوم التاريخ يُعيد نفسه فليس لدينا أي مجال بإعادة بناء الدولة وكما يقول أحد الصحفيين الكبار هذه ليست دولة بل سلطة كبيرة، هناك فرق ما بين السلطة والدولة.. الدولة «ميكانيزم» الدولة مبادىء، أما السلطة فمتى مات المتسلّط تذهب، بينما الدولة هي الثوابت الأساسية. نحن في الحقيقة ليست لدينا دولة، ودعونا نذهب إلى التحييد الذي وضعناه في إعلان بعبدا، وقد وضعناه بكل اعتزاز وفخر وقد تمّت الموافقة عليه، تحييد لبنان عن صراعات المحاور، وهذا ما تجنبه فؤاد شهاب في خطاباته».
الرئيس سليمان أكد أنّه يحاول تقديم ضغوطات خفية كي يساهم في نشر وتطبيق كلمة التحييد والحياد في لبنان لأنهما تمثّلان الإنقاذ الوحيد لنا، وإلا سوف نتنقل من الجيش الفلسطيني إلى جيش حزب الله وغدا لانعلم من سيأتينا؟ نحن سنبقى كذلك، دائما هناك دولة تضاهي الشبه دولة، على الأقل لا يعود هناك من أصوات تتحدث عن الفيدرالية، لذلك الحل هو تحييد لبنان وتطبيق اللامركزية. العبرة في فؤاد شهاب أنه ترك مؤسسات وأنشأ سياسة الإعتدال في لبنان واستطاع أن يحافظ على موقع لبنان في الخارج واحترام لبنان من قبل الدول الصديقة، وهذا الأمر يكمّل سياسة الإعتدال في لبنان».
ثم جال الحضور في أرجاء المتحف، حيث استمعوا إلى شرح من نائب رئيس مجلس بلدية بيروت السابق المحامي توفيق أنيس كفوري.