23 أيار 2014
مجلس الوزراء
​أسف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لعدم انتخاب رئيس جديد في موعد الاستحقاق الدستوري، مشددا على ضرورة انتخابه بسرعة، باعتبار أنه رأس الدولة ورمز وحدة الوطن وحامي الدستور.
واعتبر، من جهة اخرى، انه من ضمن موقعه وخبرته يستطيع ان يكون بتصرف الجميع للمساعدة في موضوع رئاسة الجمهورية والاتفاق على شخص لهذا الموقع، "وبقدر ما تُقبَل مساعدتي فاني مستعد للعب هذا الدور، وعلى الاقل يمكنني ان اتحرك بحرية اكثر من السلطات المعنية بالانتخاب لأنني لا انتخب وليس لدي بعد نواب ينتخبون، لذلك يمكنني التحرك ولقاء الاطراف لنصل الى حل."
من جهته، اعتبر رئيس الحكومة تمام سلام ان عهد الرئيس سليمان مليء بالاحداث والانجازات والمواقف الوطنية، اضافة الى القرارات المتزنة والمتوازنة، مؤكدا ان حكومة المصلحة الوطنية مؤتمنة دستوريا على الوطن "بالنيابة عن فخامتكم، وبالوكالة عن رئاسة الجمهورية"، آملا اكمال مسيرة الرئيس سليمان لتسليم الامانة ويكون الوطن وابنائه بخير.
مواقف الرئيسين سليمان وسلام جاءت في خلال ترؤس رئيس الجمهورية جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت عصر اليوم في قصر بعبدا. كلمة الرئيس سلام
وكان رئيس الحكومة القى في مستهل جلسة مجلس الوزراء كلمة حيّا فيها رئيس الجمهورية، وقال:
"فخامة الرئيس،
زملائي الوزراء،
نحن اليوم في لحظات مهمة ووطنية يتم من خلالها تتويج ممارسة وطنية وديموقراطية، بعد سنوات ست. وقد كانت لي الفرصة شخصيا ان اكون الى جانبكم، فخامة الرئيس، في اول حكومة لعهدكم، واليوم اتشرف ان اكون في آخر حكومة من العهد.
ان عهدكم مليء بالاحداث والانجازات والمواقف الوطنية، اضافة الى القرارات المتزنة والمتوازنة من قبلكم. لقد نعمنا نحن في حكومة المصلحة الوطنية بقمة تجربتكم. ففي الاشهر الثلاثة المنصرمة شهدنا جلسات عامرة بالانجازات الكبرى، وباهداف وفوائد وطنية.
 واننا نعترف انه في حكومة المصلحة الوطنية، التي رئستم اغلبية جلساتها، كنتم لنا جميعا القدوة والقيادة المثالية، خصوصا لما انتجناه خلال هذه الفترة."
اضاف: "احب ان اقول لكم، اننا في حكومة المصلحة الوطنية مؤتمنون دستوريا على الوطن بالنيابة عن فخامتكم، وبالوكالة عن رئاسة الجمهورية. وآمل ان نتمكن، وفق الروحية نفسها والعطاء ذاته اللذين بذلناهما برفقتكم، من ان نكمل المسيرة لنسلّم الامانة ويكون الوطن وابنائه وفخامتكم بخير." 
وختم، مقدما درعا تذكاريا للرئيس سليمان بالقول: "باسم زملائي الوزراء اتمنى ان تتقبلوا منّا هذه الهدية الرمزية التي تعبّر عن تقدير ومحبة وزراء حكومة المصلحة الوطنية لفخامتكم."
الوزير جريج
وبعد انتهاء الجلسة تحدث وزير الاعلام رمزي جريج فقال: "بناء لدعوة دولة رئيس مجلس الوزراء، عقد مجلس الوزراء جلسة عند الساعة السابعة من يوم الجمعة الواقع فيه 23 أيار الجاري، في القصر الجمهوري برئاسة فخامة رئيس الجمهورية وحضور دولة رئيس مجلس الوزراء والوزراء.
في مستهل الجلسة تكلّم دولة رئيس مجلس الوزراء مشيداً بإنجازات التي تحقّقت في عهد فخامة الرئيس خلال السنوات الست، مركّزاً على روح التعاون التي سادت عمل الحكومة الحالية التي ترأّس فخامة الرئيس غالبية اجتماعاتها.
ثم قدّم دولة الرئيس، باسم الحكومة، هديّة لفخامته تعبيراً عن تقديرها واحترامها له.
بعد ذلك تكلّم فخامة الرئيس فشكر دولة الرئيس على كلامه وأعضاء الحكومة على تمنّياتهم ولفتتهم. وأضاف إنه سيوجّه غداً رسالة وداعية سيضمّنها مواقفه على الصعيد الوطني بمناسبة انتهاء ولايته، واكتفى بالتعبير عن أسفه لعدم انتخاب رئيس جمهورية في موعد الاستحقاق الدستوري وتأكيده ضرورة انتخاب الرئيس بسرعة، باعتبار أنه رأس الدولة ورمز وحدة الوطن وحامي الدستور. ثم طلب الكلام كل من الوزراء فأجمعوا على التنويه بدور فخامة الرئيس في الإشراف على عمل الحكومة وعلى التعاون مع كل منهم، متمنّين لفخامته التوفيق والبقاء كمرجعية وطنية.
ثم انتقل مجلس الوزراء إلى البحث في البنود الواردة على جدول الأعمال وسائر المواضيع المطروحة، واتّخذ بشأنها القرارات اللازمة وأهمّها:
تشكيل خليّة وزارة لمتابعة مختلف أوجه نزوح السوريين إلى لبنان، برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء وعضوية وزراء: الخارجية والمغتربين، الداخلية والبلديات، والشؤون الاجتماعية، على أن تتّخذ اللجنة التوصيات اللازمة لمواجهة حالة تدفّق النزوح بالتنسيق مع مختلف الإدارات المعنية لا سيما لجهة:
1-  تكليف وزير الداخلية والبلديات العمل بعد المناقشة مع جميع الأطراف المعنية على تنظيم عملية النزوح وفقاً للمعايير الدولية، وبغية تأمين عودتهم الآمنة إلى بلادهم.
2-  تكليف وزير الخارجية والمغتربين السعي من أجل إقامة مخيّمات آمنة في سوريا أو في المنطقة الحدودية العازلة بين لبنان وسوريا بالتعاون بين سائر الجهات والهيئات المعنية، دولياً إقليمياً ومحلّياً.
3-  تكليف وزير الشؤون الاجتماعية تحديد وتنظيم العلاقة مع سائر المنظّمات المعنية دولياً، إقليمياً ومحلّياً، واتّخاذا الإجراءات المناسبة للحد من تدفّق أعداد النازحين، وتأمين حاجاتهم الملحّة فضلاً عن تعزيز قدرات المجتمعات المحلّية المضيفة للنازحين.
حــــوار
سئل: لماذا لم يتم البت بملف الجامعة اللبنانية خلال الجلسة؟.
أجاب: هذا الموضوع طُرح من خارج جدول الأعمال ويلزمه المزيد من البحث والدراسة ويمكن البت به في جلسات مقبلة لمجلس الوزراء.
مأدبة عشاء
وبعد الجلسة، اقام رئيس الجمهورية والسيدة الاولى وفاء سليمان مأدبة عشاء على شرف رئيس الحكومة والوزراء وعقيلاتهم، في قاعة 25 ايار في القصر الجمهوري، تحدث في مستهلها الرئيس سليمان عن انجازات هذه الحكومة، وقال:
"انني سعيد جدا ان التقي بكم في آخر مناسبة في القصر الجمهوري. لقد قمنا بعمل عظيم للغاية مع هذه الحكومة التي انجزت ما كنت شخصيا احلم به منذ نحو خمس سنوات، وقد سعيت له على الدوام بشكل متواصل.
لقد تمكنت هذه الحكومة، وبسرعة قياسية، من القيام بإنجازات كثيرة، ولا تزال هناك امور اكثر يمكنها القيام بها. ان تركيبتها المتوازنة مفيدة للغاية، وقد اثبتت فاعليتها بتسيير عجلة الدولة وشؤون المواطنين. ولا ابغي تعداد اسماء الوزراء، كل على حدة، الا انني شاكر لهم جميعا على التعاون والكلمات الجميلة واللطيفة التي تكلموا بها وجها لوجه، في هذه الجلسة وغيرها. انني ارحب بكم جميعا واحيي دولة الرئيس تمام سلام الذي كنت دوما ارى فيه الصفات الوطنية واللبنانية الصرفة والشجاعة. وقد اختبرت، مع الوقت، عصاميته وصموده وصبره، وحكمه النزيه والمتجرد. وهو ادى في هذه الحكومة خطوات جيدة، وبشكل سريع. وانني مسرور لذلك، وهذا ما كنت اريده. ولولا هذه التركيبة بكاملها، لما كان باستطاعتنا التنفيذ."
اضاف: "ان الاستقرار الامني هو في افضل حالاته منذ عشرات السنين، على رغم المصائب التي نعاني منها، وقد حصلت التعيينات بشكل عظيم وفقا للآلية التي وضعناها والتزمنا بها، وكان للوزير محمد فنيش اليد الطولى في وضعها. وقد اعطت هذه الآلية دورا اساسيا للمرأة اللبنانية، حيث تم في هذه الفترة تعيين 11 سيدة في اعلى المسؤوليات، وهو امر في غاية الاهمية. كما تم تعيين محافظين ومجلس اعلى للجمارك وغيرهم وذلك في سرعة قياسية. اذا ما بين الوضع الامني المستقر وتسيير عجلة الدولة، نحن قادرون على السير في الاتجاه الصحيح.
لقد عبّرت عن هذه التجربة في المختارة، حيث شددت على ان التعاون بين رئيسي الجمهورية والحكومة ضمن السلطة الاجرائية كان انطلاقا من مبدأ تعاون الاقوياء. وانني اذكر هنا بالخير سائر رؤساء الحكومات الذين تعاونت معهم، حيث اكتشفت انه في التعاون الجدي  والجيد بين الرئيسين يتعزز موقع رئاسة الجمهورية وليس العكس، وشعرت ان رؤساء الحكومات من الرئيس فؤاد السنيورة وسعد الحريري ونجيب ميقاتي الذي قام بدور مهم في تلك الفترة وصولا الى الرئيس سلام، كانت لديهم الرغبة بتعزيز وتقوية دور رئيس الجمهورية وفتح الصلاحيات امامه وليس العكس."
وقال: "لذلك فانني اعتبر هذه التجربة مفيدة للغاية لنا جميعا لمعرفة ان هذا التعاون امر مثمر، وهو غير مشروط بالانصياع من احد الى الآخر. بالعكس فانه مشروط بالاحتكام الى القانون والدستور والتقييد بالمعايير التي تسري على الجميع. بالتأكيد لديكم هموم اخرى، وانا من ضمن موقعي وخبرتي استطيع ان اكون بتصرف الجميع للمساعدة في موضوع رئاسة الجمهورية والاتفاق على شخص لهذا الموقع، وبقدر ما تُقبَل مساعدتي فاني مستعد للعب هذا الدور، وعلى الاقل يمكنني ان اتحرك بحرية اكثر من السلطات المعنية بالانتخاب لأنني لا انتخب وليس لدي بعد نواب ينتخبون، لذلك يمكنني التحرك ولقاء الاطراف لنصل الى حل."
اضاف: "ان العمل الوطني لا يتوقف، اما العمل السياسي الانتخابي فربما. هدفي هو العمل الوطني وليس الانتخابي. لقد اعطاني الوطن كثيرا ومن ذلك اجمل ما يحب اللبناني والماروني بصورة خاصة: قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية. وانني لم اتمكن من اعطاء الوطن بقدر ما اعطاني، وآمل ان اتمكن من العطاء واكون بتصرفكم، متمنيا لكم الف خير."
وتوجه الى عقيلات الحاضرين بالقول: "انتن السيدات لديكن دورا كبيرا، مثل دور وفاء الى جانبي. انا اعرف المؤسسات وكنت اعرف ان كل ضابط هو متطلب للراحة والامان والوظيفة المريحة... ووراء كل ذلك هناك زوجة. بقدر ما انتن تساعدن ازواجكن وتحببن مهنته كما يجب ان تحب، بالتجرد والوطنية والاخلاص والشفافية بقدر ما ينجحون في اداء مهماتهم. انا اتمنى ان تشجعونهم على الشفافية."
وختم: "اهلا وسهلا بكم وان شاء الله تكون الايام القادمة حلوة على عائلاتكم ولبنان."     
لقاء الرئيسين سليمان وسلام
وسبق الجلسة لقاء بين رئيسي الجمهورية ومجلس الوزراء جرى في خلاله عرض الاوضاع العامة.
تابع الرئيس على
© 2024 ميشال سليمان جميع الحقوق محفوظة