- وطنية - زار الرئيس العماد ميشال سليمان قبل ظهر اليوم، دار نقابة محرري الصحافة اللبنانية في الحازمية، على رأس وفد من "لقاء الجمهورية"، لتهنئة المجلس الجديد.
واستهل النقيب جوزف القصيفي اللقاء بكلمة شكر فيها رئيس الجمهورية السابق على مبادرته وزيارة النقابة، وقال: "فخامة الرئيس أهلا وسهلا بكم وبصحبكم. ونشكر لكم هذه الزيارة الغالية وهذه البادرة اللطيفة بزيارتكم نقابة المحررين لتهنئة مجلس النقابة ونحن نحفظ لكم كل الود والإحترام، ونتمنى لكم حياة هانئة مليئة بالصحة والنشاط في خدمة لبنان وقضاياه. أنتم تقاعدتم عن المسؤولية الرسمية ولم تتقاعدوا عن المسؤولية الوطنية. وإنكم في معمعة هذه الأحداث تقفون موقف المرشد والهادي، نظرا للخبرة الطويلة التي تمرستم بها على رأس قيادة الجيش وفي سدة رئاسة الجمهورية. ونحن إذ نكرر شكرنا لكم نتمنى أن تكون بينكم والزملاء جلسة مصارحة حول المواضيع العامة في البلاد، علنا نستفيد ونستزيد من خبرتكم.
أضاف: "نحن بصدد عقد مؤتمر وطني عام في شهر أيار المقبل حول مستقبل الصحافة والتحديات التي تواجهها والسبل الآيلة لإنقاذها. ونطلب دعمكم لأننا نعتبر أن الدولة لا تستطيع الإستقالة من مهمتها في دعم الصحافة اللبنانية من خلال حماية الصحف والمؤسسات وحماية الصحافيين من خلال تحصينهم بضمانات إجتماعية وحوافز مادية. نعمل جاهدين لتأمين أبسط الحقوق للزملاء. مهمتنا صعبة في ظل وضع إقتصادي غير سليم في لبنان، والتطور التقني التكنولوجي الذي يجب أن يكون مساعدا للصحافي وليس مكمن خطر على مستقبله".
سليمان
بدوره، قال سليمان: "زيارتي اليوم لتهنئة مجلس النقابة الجديد لا سيما وانه تربطني علاقة جيدة مع نقابة المحررين وبالنقيب جوزف وبمعظم اعضاء مجلس النقابة خصوصا وان البلد يمر بظروف دقيقة ولا سيما في امور الصحافة والتحرير، وطبعا على الانسان ان يتكيف مع البدائل المتوفرة لا سيما وان التطور والتقدم التكنولوجي شمل كل القطاعات وعلينا مواجهة المشاكل التي تواجهنا قبل ان يسبقنا الذكاء الاصطناعي. كنا نسمع في ما قبل بالسيارات الذاتية القيادة والآن اصبحنا نسمع بالمطابع الثلاثية الابعاد، وهذا حصل منذ تسعة اشهر عندما استقالت الحكومة بحيث اضعنا وقتا كبيرا في لبنان وهذا ثمنه كبير جدا على الصعيد العالمي، اذ يظهر كل يوم شيء جديد على الصعيد التكنولوجي. وعلى سبيل المثال ان تعديل الجينات هو امر مخيف ومفيد للبشرية وخطر جدا في نفس الوقت وكل ذلك يتطلب مواكبة، وان وجود الانسان ودوره اصبح ضروريا بشكل كبير واكثر من الماضي لكي يتصرف بدقة حيال ما يتلقاه وان تكون لديه شجاعة التغيير، وعلى الجميع ان يتحرك من الوضع الحالي ويخطط للمستقبل وهذا امر معروف".
أضاف: "أود ان اهنئكم مجددا، وان يكون صوت المحرر اللبناني صوتا شجاعا وصادقا، اذ ليس عليه ان يصفق للامور الخاطئة بل علينا ان نرى النقاط المضيئة في البلد خصوصا وان لدينا زوايا مضيئة في لبنان ويجب ان نتكلم عنها، وبالشجاعة ذاتها التي ننتقد بها. يعني اذا لم يكن السياسي على هواك او على هوى صحيفتك، فعليك ان تمتدحه اذا فعل جيدا كما عليك ان تقول له عندما يخطىء".
وتابع: "القيادة الحقيقية غير موجودة والقادة الكبار غير موجودين وقد يكونون انتهوا منذ ايام يوحنا بولس الثاني، ولكن الانسان هنا دوره توجيهي ومرشد ليكون في مواجهة التطور اذ لم يكن احد يتوقع ان هذه الثورة الرقمية او الثورة الرابعة ستصبح ابداعية الى هذا الحد ولم نكن نتوقعها حتى منذ السنتين الماضيتين".
حوار
وردا على سؤال، قال الرئيس سليمان: "لبنان منذ انسحاب الجيش السوري منه، اثبت انه وطن نهائي صحيح لان هذه النقطة كانت محط تشكيك من البعض، ولكن البلد اثبت انه كيان نهائي كما يقول الدستور في الفقرة "أ" والان اقول ان هذه المرحلة اثبتت نهائية الكيان اللبناني، ومن الطبيعي ان تتغير السياسة في الداخل ولكن لم يعد هناك فريق ينتظر الفرصة للانقضاض على الفريق الثاني بل هناك صيغة مقبولة من كل الناس وهي سياسة العقد الاجتماعي الذي نجح بين اللبنانيين ويمكن ان يكون هناك ادارة سيئة للسياسة، ونأمل ان تصحح مع الوقت ولها شروط".
أضاف: "يجب ان نكمل بالطائف ونذهب الى تحييد لبنان، أن يكون هناك استراتيجية دفاعية، وعلينا ان نشكل هيئة الغاء الطائفية السياسية وان ننظر بكل الامور التي لم نفعلها مثل اللامركزية الادارية واستقلالية السلطة القضائية التي يشكو منها الجميع. هناك نوعان من الفساد في لبنان: الفساد الاكبر وهو تعطيل الدولة، فالنائب والوزير وغيرهما يبيحون لانفسهم ان يعطلوا الدولة وألا ينتخبوا رئيسا وان يمددوا لمجلس النواب وان يعطلوا حكومة لعدة اشهر، هذا هو الفساد الاكبر. اما الفساد الاصغر فهو الموظف الذي يرتشي، وهذا يجب ان يحاسب ويلاحق، فعندما يرى ان لا احد سيحاسبه يقول انه خالف القانون ولكن المسؤول هو الذي خالف الدستور. وهنا السلطة القضائية المستقلة هي التي يمكنها ان تضبط هذا الامر بشكل اكيد".
وتابع: "كما يجب الغاء الطائفية السياسية بعد ان نطمئن ان لبنان لن يذهب الى السعودية ولا الى ايران، لبنان لن يذهب الى فرنسا ولا الى ايطاليا، لبنان سيبقى لبنان مهما كان، وبعد التأكد من ذلك يجب ان يكون هناك مجلس شيوخ ويثبت انه يمكنه ان يحمي مصالح الجميع. واعتقد انه يجب الغاء الطائفية السياسية وتطبيق الطائف حتى نصل للمداورة بين الرؤساء".
وردا على سؤال، قال: "أنا غير متشائم، والكلام الذي قلته الان قلته سابقا في هيئة الحوار، وهناك محاضر، ولكن المحاور الخارجية تخلق توترات تنعكس على الداخل، ولهذا فإنني اقول بتحييد لبنان".
وقال ردا على سؤال: "اول زياراتي للخارج عندما كنت رئيسا للجمهورية كانت لإيران، وأعدوا لي زيارة الى معرض الدفاع الايراني اي الاسلحة المنتجة من إيران، وطبعا هذا امر جيد. وكان يرافقني وزير الدفاع الإيراني وقد قلت له نحن بحاجة الى سلاح ولكن ليس لدينا اعتمادات في الميزانية للتسلح وهذه حقيقة معروفة، وانا كنت من الاوائل الذين وضعوا اعتمادا لتسليح الجيش بمليار و600 مليون ووضع قانون برنامج لمدة خمس سنوات، وطلبت حينها ان يعطونا اسلحة لمجابهة إسرائيل ولكنني لم احصل على جواب. وبعد ثلاث سنوات يقول السيد حسن ان ايران مستعدة لكي تسلح الجيش اللبناني، ولكنني شخصيا لم اتبلغ اي شيء. في المقابل مقاطعة التسلح الايراني كبيرة والاميركيون واظبوا على تسليح الجيش بحوالي مئة مليون دولار سنويا منذ كنت قائدا للجيش، لكن بعد التشريعات تعذرت الامور، والمصلحة اللبنانية تقضي مع انني لا اتكلم بدل الحكومة فهي تقرر ذلك، المصلحة لا تتناسب حاليا مع التسليح من ايران وخصوصا انه لا يعرف حجم وكيفية هذا التسلح".
أضاف: "لماذا لا تطرح المواضيع الخلافية في مجلس الوزراء؟ أنا لم أعتقد يوما أن الدول متفقة على حماية أمن لبنان. اللبنانيون متفاهمون لحماية أمنهم ولإبقاء الساحة اللبنانية ساحة حوار. وان تورط اللبنانيين بالتبعية للخارج قد يستعمل سلاحا من فريق ضد آخر في وطنه إذا طلب منه ذلك. ليس صحيحا أن الإستقرار الذي ينعم به لبنان اليوم لأن السعودية أو إيران أو الولايات المتحدة تريد هذا الإستقرار والهدوء، بل نحن اللبنانيين نريد هذا الهدوء. أنا أخشى التبعية والذهاب بعيدا بالإستتباع للخارج. الطائف أوقف اقتتال الآخرين على أرضنا ولكني أخشى اقتتال اللبنانيين".
وتابع: "المطلوب حوار معمق بين اللبنانيين لوضع خطة طريق تنقذ لبنان من كل التحديات التي تواجهه، تبدأ بتحييد لبنان والحياد بحاجة إلى إرادة وطنية لتحقيقه".
وردا على سؤال عن البيان الوزاري، قال الرئيس سليمان: "أنتظر وقف الانهيار وأتوقع تطورا قريبا. لنقرأ البيان الصحافي للامم المتحدة بالامس، فقد تحدث عن اربعة امور لا نقوم بها هي: تحييد لبنان، اعلان بعبدا، الاستراتيجية الدفاعية، والفساد والاصلاح، هذه الامور كلها لم تطبق. المستثمر لا يعود إلى لبنان الا بعد توجه يعطى اليه، فمستثمرو الخليج الخليج من يقول لهم الآن الوجهة هي لبنان. وكذلك مستثمرو اوروربا، لا يعودون في ظل مخاطر عديدة تتعلق بعدم سيادة الدولة على أراضيها. لنعترف بأن ما للدولة للدولة وما لقيصر لقيصر، وأنا أبشر بالخير طالما هناك حكومة وهناك لبنانيون ومبادرات فلن نذهب الى الهاوية".
وعن السياسة الخارجية، قال: "إنها غير ناجحة بدليل ان القمة الاقتصادية لم تنجح مع ان سيدر نجح، السياسة الخارجية غير سليمة والديبلوماسية الخارجية خاطئة، ولا اعلم لماذا فأنا لست في السلطة".
أضاف: "الاصلاح يبدأ بوضع توضيح دستوري لكيفية انتخاب الرئيس اما بتفسير مجلس النواب واما بتعديل دستوري يقول إذا لم يتم النصاب على جلستين او ثلاثة يحل مجلس النواب ويبقى رئيس الجمهورية شهرا اذا اقتضى الامر حتى يتم انتخاب مجلس جديد كما تفعل كل الدول. ثانيا، في مجلس الوزراء اذا لم يقدم الرئيس المكلف تشكيلته خلال شهرين يعاد التكليف، إذا قدمها ورفضها الرئيس فهناك مشكلة، واذا رفض الرئيس وعطل له التكليف فيردها له الرئيس مع ملاحظات، وهذا طرح جدي، ثم يعطى شهرا اضافيا واذا عاد وتقدم بها ولم يوقع الرئيس عندها تحال الى المجلس النيابي لنثل الثقة بأغلبية مطلقة مع ملاحظات الرئيس ويفتي فيها المجلس النيابي. واذا جرى التصويت مرتين ولم تتألف مع رئيس الحكومة نفسه ويحل المجلس النيابي".
وتابع: "أي تعديل دستوري يجب ان يستند الى قاعدة توزع المسؤوليات وليس تناتش او تنازع الصلاحيات، نحن علينا ان نقوم بتعديلات تخضع لتوازن السلطات المنصوص عنه في الطائف، أي ايجاد مخرج متبع يحتكم الى المجلس النيابي ولكن ليس بأكثرية عادية بل بأكثرية مطلقة، يعني نصف عدد المجلس زائد واحد".
وعن كيفية معالجة أزمة الصحافة ووقف صدور الصحف الورقية، قال: "اقفال الصحف مرتبط بالوضع الاقتصادي السيىء، والمؤكد ان هناك مناخا عالميا يغير اساليب الحياة كلها ومنها الصحافة، والوضع الاقتصادي عندما ينتعش سينعكس على كل القطاعات ككل".
- http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/391914/