أكد الرئيس العماد ميشال سليمان بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد
جوزاف عون: «أن الوقت حان لإعادة التفكير في موقف لبنان تجاه الحياد
الإيجابي»، مشدّدا على ضرورة «إجراء الانتخابات النيابية في موعدها».
كلام الرئيس سليمان جاء بعد زيارته رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر
بعبدا أمس، حيث عرض معه الأوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات الراهنة
محلياً وإقليمياً.
وقال سليمان بعد اللقاء: «في زحمة الاستحقاقات الإقليمية والدولية، لا
بد لي أن استطلع أجواء فخامة الرئيس ومسار الوضع في لبنان، وطبعا ان أؤكد
دعم خطواته وخطوات رئيس الحكومة لإعادة بناء الدولة وبسط سيادتها وسلطتها
على كل الأراضي اللبنانية. جهودهما في هذا المجال أثمرت، وستعطي ثمارها
تدريجيا، وكذلك جهود القوى الأمنية بتوجيهات من فخامة الرئيس والحكومة،
تعطي نتائج مميزة وبارزة. يكفي أن أشير الى مكافحتها دولة الكبتاغون، وهناك
أيضا دولة الإرهاب ودولة الفوضى الشرعية. طبعا إسرائيل تعرقل خطوات الدولة
اللبنانية في نواح مختلفة، وخصوصا عندما تقوم بالقصف بدون أسباب منطقية،
كما تدميرها بالأمس الآليات التي ستشارك في إعادة الإعمار، وعندما لا تنسحب
من الأماكن التي تحتلها».
أضاف: من جهة ثانية هنّأت فخامة الرئيس بالزيارة المرتقبة للحبر
الأعظم إلى لبنان، وهي إشارة مهمة للبنان كونها الزيارة الأولى التي يقوم
بها خارج الفاتيكان، بدون مناسبة معينة، وهذا أمر جيد ويعطي دفعا للأوضاع،
وسيتمكن قداسته من الاطّلاع بنفسه على الحياة اللبنانية المشتركة والعيش
المشترك.
وأشار الى اننا «نسير اليوم في مسار التحضير للانتخابات، وهي على
الأبواب، ويجب أن تحصل ولا يجب تأجيلها لأي سبب قانوني كان. فالانتخابات هي
حرية المقترع بالانتخاب، وكل شيء قابل للتعديل. من المعروف انه في أوروبا،
حصلت محاولات للاقتراع من خارج الدول، وتغيّرت تدريجيا. لذلك يجب أن نصرّ
على تنفيذ هذا الاستحقاق في موعده وبدون تردد».
وتابع الرئيس سليمان: «ألم يحن الوقت بعد لإعادة قراءة موقف لبنان؟
السلام لن يحلّ غداً، بل سيطول وصوله، ولكن هناك الهدوء ووقف اطلاق النار
ووقف الأعمال العسكرية، لماذا لا نعيد التفكير بتحييد لبنان الذي أقرّ في
إعلان بعبدا؟ لماذا لا نعيد التفكير بنداء غبطة البطريرك الراعي حول الحياد
الإيجابي؟ ما هو العائق بعد كل ما حصل؟ لا يجب أن تكون لدينا عقدة نقص في
موضوع الحياد. هذا الحياد هو حياد عسكري، وحياد عن المحاور العسكرية. أما
دعمنا للقضية الفلسطينية فهو مستمر، وقد قدّم لبنان لهذه القضية أكثر من أي
دولة أخرى. أعتقد انه من المناسب الآن إعادة درس الموضوع، وإعادة قراءة
اتفاق الهدنة، لأن ذلك أيضا يساعدنا».
وردّاً على سؤال، أجاب سليمان: «يجب أن نكون واقعيين ونعرف ماذا فعلنا
وماذا حصدنا، لبنان تراجع. عندما كان الإسرائيلي يقول انه سيعيد لبنان الى
العصر الحجري، كنا نضحك، ولكن اليوم حتى الجرافات قصفوها، ويريدون انتزاع
كل شيء منا. إسرائيل تدمّر مقومات بناء الدولة. المطلوب أن نتفق على الحل،
الذي اتفقنا عليه أصلا هنا في قصر بعبدا، كل المسؤولين اللبنانيين اتفقوا
على تحييد لبنان، ولا أعرف لماذا نقضوا ذلك فيما بعد. يجب أن يعيدوا قراءة
هذا الأمر. لا يريدون تسليم السلاح، ولكن هذا الأمر سيسير على السكة».
وأكد انه: «يجب أن نعرف على الأقل كيف نحمي أنفسنا من الانعكاسات
السلبية للظروف المحيطة بنا. إذا تمكّنا أيضا من الاستفادة من الأمور
الإيجابية، فهذا أمر جيد. ولكن على الأقل علينا أن نحمي ساحتنا، وكما قال
فخامة الرئيس، لا يجب أن يفكر أحد ان لبنان هو تعويض عن غزة. لا، يجب أن
نحمي ساحتنا، وهذا لا يحصل إلّا عبر تفاهم اللبنانيين على لبنان أولاً».
وختم الرئيس سليمان بالقول: «أهمية زيارة البابا تندرج في باب حرص
قداسته على لبنان، ليقول للجميع ان لبنان يمثل أشياء كثيرة، من خلال
الرسالة التي يقدمها. وفي النهاية لبنان سيكون محور اهتمام».