21 نيسان 2017
سليمان خلال رعايته ندوة عن كتاب المفتي الشعار: لا للأرثوذوكسي ولا للتأهيلي ونعم للنسبية
  • Tripoli speeech

اقيمت ندوة فكرية حول كتاب "المفتي الشيخ مالك الشعار رجل الاعتدال والحوار" الذي أعده الإعلامي عبد القادر الأسمر، بدعوة من جمعية مكارم الأخلاق الاسلامية ومؤسسة سابا زريق، على مسرح قاعة سميح مولوي في جمعية المكارم في طرابلس، برعاية الرئيس العماد ميشال سليمان وحضوره الى ممثل رئيس الحكومة سعد الحريري الوزير معين المرعبي، الرئيس نجيب ميقاتي، وزير العمل محمد كبارة والنواب: سمير الجسر، احمد فتفت، قاسم عبد العزيز وخضر حبيب، ممثل النائب محمد الصفدي احمد الصفدي، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، الوزيرة السابقة اليس شبطيني، الوزير السابق خالد قباني، النائب السابق مصطفى علوش، مستشار الرئيس ميشال سليمان بشاره خيرالله، المطارنة جورج بو جودة وافرام كرياكوس وادوار ضاهر.

كما حضر العميد فؤاد مرعب ممثلا قائد الجيش العماد جوزيف عون، المقدم علي الايوبي ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الرائد باسم طوط ممثلا المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا، قائد سرية درك طرابلس العقيد عبد الناصر غمراوي والعميد شامل روكز الى حشد من الشخصيات الشمالية والطرابلسية واركان دائرة اوقاف طرابلس ورجال دين.

درباس
بداية تلاوة من القرآن الكريم، وبعد كلمة ترحيب من وسام صيادي، القى الوزير السابق رشيد درباس كلمة استهلها بتوجيه تحية الى كل من الراحلين رشيد جمالي وسمير فرنجية، وتناول بعد ذلك قيم المفتي الشعار "الذي يخاطب المسلمين في أمور العبادات والشريعة، ويخاطب أهله أجمعين، بصفاته كلها.. مفتيا.. وراعيا.. وحبرا.. وصديقا.. وفردا من أفراد العائلة. دارته رواق تخطر فيه العمائم والقلانس، ومنبره تآخي القداديس والصلوات، وهو الضيف الدائم على المقامات المسيحية، من حديقة الديمان إلى مقام بكركي، ومن البلمند إلى الربوة... وهو الطرابلسي القح، الذي ما التقيت مرة بنخبة من النخب عرفت أنني من رعاياه، إلا وحملتني إليه أحر السلام وخالص الإعجاب بخطابه ورصانته وسماحته وبشاشة السلوك.
واذ رحب بالرئيس ميشال سليمان، الرجل الحكيم والصديق الكريم، الذي كان يعول على مواقف سماحته وأهلنا خلال أحداث نهر البارد المجرمة، وكان دائم الاتصال به طيلة أحداث طرابلس حيث استطاعا بمساندة حازمة من المرجعيات الحكومية والشعبية، وضع حد لدورات الهمجية التي استباحت المدينة... فكانت المصالحة المعروفة التي عقدت في منزله، وكان ما كان، بعد ذلك، مما أذكره، ولا أريد أن أذكر به".

وتوقف درباس عند الكتاب، "كثمرة إعداد عبد القادر الأسمر الإعلامي المحترف، الممتلىء النفس بالشغف، فكأنه فنان يرسم لوحة، أو موسيقي وفي لإلف الأوتار، يسكب على حبره نقاء سريرته، فيسقيه الحبر مرارة. كسرت قلبه المأساة، فتطوع جنديا أو مسعفا لبلسمة مأساة بلده وجراحها، وها هو اليوم يهدينا، في أربعمئة صفحة ما لا يحسب بالأيام أو الصفحات، بل بالدلالات الثرية التي دبجها، ابن بجدتها، وحفيد طرابلس وشاعرها، الدكتور سابا زريق، رئيس الهيئة الإدارية لمؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية".

وتابع قائلا: "في مرة، هتف لي وقال: سنزور غدا غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم في مقره في البلمند، فشكرته على اختياري رفيقا له. وكان لقاء حميم استمتعنا فيه بالمطارحات الفكرية والوطنية وتمتعنا بفصحى المثلث الرحمات الذي كان يلفظ القاف العميقة كأنها صادرة من غور تاريخه وإيمانه، وكان يتحدث عن الجامعة التي أنشأها، حديث هيام وعشق، ويعلن أن طرق الجنة تعبد بنور العلم. وهل ينسى اللبنانيون يوم أخذنا الدكتور مالك إلى مطرانية السامي الاحترام المطران جورج أبو جودة، النائب روبير فاضل، وأخي النقيب بسام داية، وأنا، لنتشارك هناك مع سيادة المطران في حديث تلفزيوني مع الإعلامية بولا يعقوبيان، تميز بالصراحة، وتجنب المواربة، فقلنا الأشياء كما هي، بلا تنميق ولا تلفيق. وبمجرد أن أظهرتنا الشاشة، وقد سطعت فينا العمامة والقلنسوة، عرفنا الناس... "فقل أعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس، من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس، من الجنة والناس." 
اضاف درباس: "هذا هو المثل الذي يحتفي به أهله، وعلى رأسهم صاحب الفخامة وسيادة المطران أفرام السامي الاحترام، وحفيد الشيخ محمد الجسر، وحفيد سابا زريق، فمن يجرؤ بعد هذا الشمل الملموم من الأهل، أن يتحدث عن قانون لقيط يسمى تأهيليا، وهو، في جوهره والنتائج، لا علاقة له بالتأهيل، بل بتسهيل الأعمال المنافية للحشمة السياسية. فكيف يكون لنا بعد هذا من عزاء وقد وصلنا إلى زمن تنزع فيه العين من الوجه، ويعزل اللسان عن الشفتين واللهاة، وينقسم المواطنون صنفين: صنف ينتخب مرة، وآخر ينتخب مرتين؟ فمن أي صنف هو هذا القانون؟ ومن أي فكر بليد الوطنية أتانا؟
وكيف يكون لنا من عزاء ونحن نشهد في موجة التسويات من يسكت على هذه الجريمة، التي هي في حقيقتها تفكيك لهندسة الدولة والمواطنة؟ وأكتفي في هذا الصدد، بأن أشير إلى التقرير الذي نشرته الأسكوا والذي يصنف إسرائيل دولة فصل عنصري، لأن رعاياها صنفان: صاحب جنسية وصاحب مواطنة، حتى لو كان الأخير لا يحمل الهوية الاسرائيلية.
عبثا يحاولون تجزئة مفردات الدم، لأن الدم القبطي الذي سال في الكنيستين، هو دم كل منا، كما هو دم السني والعلوي والشيعي والأشوري. إنه الدم العربي الذي سفح لصالح اسرائيل، وإنها الدول التي كانت قوية وقد تناثرت شظاياها، تماما كما تمنى بن غوريون في مذكراته. وأنتهز هذه الفرصة لأعلن على الملأ احتجاجي الذي لا هوادة فيه، وامتناعي عن الاقتراع في ظل قانون، تنتخب فيه الطغمة المقترعين، الذين عليهم أن يبقوا لها تابعين إلى أبد الآبدين، ودهر الداهرين. وأعود إلى صاحب المناسبة، معتذرا عن استرسال خارجها، وإن كنت لا إخاله إلا مثنيا على ما قلت باعتبار تلك الهرطقة الشريرة نقيض مبادئه ومسيرته وممارساته في الدين والدنيا.. ففي مشهد من مسرحية "يوليوس قيصر" لشكسبير، كان قيصر يستعرض قائمة الشخصيات المرشحة لخيانته، فلم يتوقف كثيرا عندما مر ببصره فوق اسم بروتس، ربيبه وحبيبه، فظهره آمن من غيلة صديقه الحبيب، قبل أن يعرف أنه قاتله. ثم وقعت عيناه على كاسيوس، فهتف لنفسه قائلا: "إن كان علي أن أحذر أحدا، فليكن كاسيوس. حذار من كاسيوس، فإنه لا يحب الموسيقى"، والموسيقى صفاء النفوس، حذار من كاسيوس، إنه يكره القراءة، والقراءة نور العقول. وأنا أعلم أن صاحب السماحة يحب الموسيقى، وأن جزءا من حياته، موشح من موشحات وابتهالات نشأ عليها، وصفت روحه ونفسه في ظل عذوبتها. وأعلم أيضا، جدا، أن كل من يدعو إلى التأهيل، هو من أهل كاسيوس، وأنه لا يحب الموسيقى، ولا القراءة".

زريق

ثم كانت كلمة الدكتور سابا قيصر زريق، فاشار الى انه "اليوم يلد كتابا حول سماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك عبد الكريم الشعار. ويلقي الاستاذ الاسمر، وهو الذي واكب سماحته منذ عام 2008، على شخصية مفتينا الكريم ضوءا ساطعا، من خلال نشر خطبه ومقالاته واطلالاته الاعلامية، منكبا على ابراز خصائله الحميدة التي تحسس بها، وما زال يتحسس (ولعمر طويل إن شاء الله)، المجتمع الشمالي عموما ومجتمع الفيحاء خصوصا".

ولفت متابعا الى ان "سماحته نهل من النبع الازهري الشريف صافي الفقه والعلم وتمرس في تلقين مواد التربية الاسلامية والفكر الاسلامي واصول الفقه وعلوم القرآن واصول الحديث وتفسير آيات الاحكام. وترأس ادارة المحكمة الشرعية في طرابلس وشارك في مؤتمرات في الخليج العربي وآسيا ودول اوروبية مختلفة والولايات المتحدة الاميركية وحاضر من على منابر دولية. وهو المسلم بالعقيدة والممارسة ورجل الحوار والاعتدال فهو لم يتوان يوما عن صب الماء على النار التي اتقد جمرها في مدينتنا، بينما كان آخرون يتلهون بصب الزيت عليها. تابع وواكب وسهر وعمل للمصالحة. وكثف تواصله مع اصحاب القرار، الرسميين وغير الرسميين، لقطع دابر الفتنة العمياء. وكما ينبذ سماحته المذهبية، فهو كذلك يمقت الطائفية. فبنظره الثاقب اسلاميا، يرى ان مبادئ الاسلام والمسيحية وجدت لتخدم الانسان والاوطان. كما انه رجل الوطنية والعروبي الاصيل".

سلام
ثم القى رئيس تحرير اللواء صلاح سلام كلمة اكد فيها ان "المفتي الشعار ليس مفتيا وعالم دين وحسب، وانه مرجعية إسلامية باسقة وضعت علمها في خدمة الإنسان، وهو مفتي الوحدة الوطنية الذي لا يترك مناسبة لرص الصف وتوحيد الكلمة، وتعزيز التلاقي بين جناحي الوطن الواحد. وأنا شخصيا لا أذكر أنني حضرت في دارة سماحته العامرة أية مناسبة لم يكن فيها مطارنة الفيحاء مشاركين شخصيا. كما انه صاحب العمامة الكبيرة الذي لم يتردد في القيام بدور الإطفائي أكثر من مرة لإخماد نار الفتنة التي أقلقت مدينة العلم والعلماء في تلك الفترة السوداء، وبادر إلى جمع الخصوم في دارته بحضور كبار القوم من أهل السياسة والمسؤولين، لإنهاء حرب داحس والغبراء بين التبانة وجبل محسن".

وقال: "ماذا أقول لكم عن الداعية الإسلامي المميز، الذي يدعو ليل نهار إلى نبذ الخلافات والحزازات بين أبناء الصف الواحد، والطائفة الواحدة، والعمل معا على خدمة هذه المدينة المظلومة وأهلها الصابرين، ومعالجة مواقع الحرمان، وإطلاق ورشة المشاريع الإنمائية، التي طال انتظارها لأنها تؤجل من حكومة إلى أخرى، ومن عهد إلى عهد.
وماذا أقول لكم عن هذه الشخصية الوطنية التي جمعت في عروقها بين دماء أهم رسالتين سماويتين، وحملت مصابيح الرحمة والتسامح والعدالة جنبا إلى جنب مع مشاعل المحبة والغفران، مختصرة دروب الحوار الطويلة بين الديانات والحضارات.
وماذا أقول أيضا عن مرجعية روحية ديناميكية، لم تبهرها الأضواء، واعتبرت المنصب تكليفا لا تشريفا، فحافظت على تواضعها وتواصلها مع الناس، واجتهدت في تأمين الدعم والرعاية لإخوانها الأئمة والعلماء، رغم صعوبة الظروف، وتقطع السبل مع الأشقاء".

وتناول سلام جانبا آخر من شخصية المفتي الشعار "المرجع الكبير، وما يتمتع به من ثقافة موسوعية، فهو ليس مفتيا وعالم دين وحسب، بل هو رجل علم وفكر يحيط بثقافته الواسعة تاريخ الحضارات التي عاشتها الفيحاء على مر التاريخ، ويستخلص الدروس والعبر بعفوية وسهولة تدخل العقول والقلوب".

مداخلات - المطران كرياكوس
ثم سجلت مداخلات عدة اولها للمطران افرام كرياكوس، الذي قال: "اني ارى في شخصية سماحة المفتي الشعار شخصية وطنية وفي نبرة خطاباته محاولة وجهادا متواصلا ونزعة لصنع انسان جديد، يتخطى النزعات السياسية للسلطات والمصالح الشخصية والعامة، ويجمع بين القيم الدينية المشتركة وهو يركز في كثير من الاحيان على هذه النقطة المركزية ان هناك بين الديانات الالهية قيما مشتركة يجب ان نكتشفها وان نعيشها وهي التي تجمعنا بخاصة في هذا الشرق، هذا لتثبيت تعايش وطني يكون مثالا يحتذى به في لبنان وفي المنطقة وفي العالم ايضا، لمن يريد ان يتطلع الى ابعد من انانيته وتمسكه بفرادة طائفته وحزبه وقوميته شيء من الله الذي يوحد بين البشر ويمطر خيرا على كل الناس بدون تفرقة او تمييز جامعا المتفرقين الى واحد، ويحاول سماحته ان يشق السبيل المشترك بين الوحي القرآني والوحي المسيحي، ليصل الى الانسان الواحد، وهذا ما يذكره في كثير من الاحيان، ذلك عن طريق رؤية وممارسة للرحمة الالهية والمحبة المشتركة".

اضاف: "اعرف ان ليس من انسان كامل الا الله وحده، ولكن يفرح الواحد ان يرى انسانا مثقفا عالما مؤمنا يسعى الى الكمال ويعمل في هذه الطريق ويجاهد مهما كانت العثرات.
وانا هنا لاشهد بان هناك بعد في بلدنا اشخاصا يسعون الى الخير العام عائشين برحمة الرب وبركاته، هذا هو النموذج الذي يحتذى به، والذي يبني الاوطان الحقيقية ويبعث بالرجاء في مدينتنا طرابلس في وطننا الحبيب لبنان وفي العالم اجمع".

الجسر

والقى النائب الجسر مداخلة قال فيها: "يسعدني أن البي دعوة جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية بطرابلس ومؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية لحضور الندوة الفكرية حول كتاب "المفتي الشيخ مالك الشعار رجل الإعتدال والحوار" وأن يكون لي شرف المداخلة على ضفاف الندوة. فأنا مكارمي الهوى والإنتساب، وكان لي شرف الخدمة فيها لسنوات، في بعض منها كنت نائبا لرئيسها معالي الوزير الأستاذ عمر مسقاوي رجل الثبات والفكر الثاقب، الذي مهما تعلمت منه وعلى يديه تبقى خلفه فكرا وتأدبا... هذا الرجل الذي حمى المكارم ومؤسساتها في كل زمن الحرب ورعاها في زمن الحرب والسلم حتى أثمرت ما أثمرت، وهو الرجل الذي لم يخش في الله لومة لائم يوم اشتد الخطب في المدينة وتناثر الناس بين متستر إبتعد عن الشر وبين مفارق للمدينة ينتظر إعادة المدينة لأهلها وبين مغلوب على أمره يدعو الله الذي لم يخيب لأحد رجاء... رجل خدم مدينته في كل المواقع، ومواقع الحكم حتما، بما لا ينكره عليه ذو ضمير..."

اضاف: "وأنا لي أيضا سهم في مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية إستعرته من أخي سابا، سهم ود حافظنا عليه سويا تكريسا لمحبة وتواد وأخوة، زرعها جدي الشيخ محمد مع جده الشاعر الكبير، كان يعكس حال المدينة وأهلها في توادهم وتراحمهم، وحرص المرحوم والدي أن يرعاها بتواصل مع الشاعر في حياته ومع أسرته من بعده حتى إتصلت الينا... مؤسسة حرص الأستاذ سابا من خلالها أن يوصل ما شبه للبعض أنه إنقطع وأن يحفظ للمدينة هويتها الجامعة لكل أبنائها الذين شاركوا في صنع مجدها. ويسعدني أكثر أن المناسبة جامعة، وكيف لا، فهي حول جانب من شخصية صاحب السماحة الشيخ مالك الشعار مفتي طرابلس والشمال في إعتداله وإقتداره في الحوار... وهو الجامع أبدا للمدينة ولأهلها ولقادتها ومفكريها ولأهل الخير فيها وبخاصة للعائلات الروحية فيها بما يصون الأوطان ويرضي الرحمن".

وتابع الجسر قائلا: "ومن حسن طالعي أني بقيت، وبناء لطلبي طبعا، على ضفاف الندوة أنعم بمداخلة قصيرة لا يقاس فيها الكلام الى مضمون الكتاب الذي أعده الإعلامي عبد القادر الأسمر، هذا المناضل الصابر، أطال الله بعمره، برجاحته المعهودة وبأدبه المعروف وبطيبته التي أضفاها على الكتاب في تقديمه، وبين دفتيه بأقسامه الإثني عشر، من دون تكلف ولا رياء عاكسا فصلا مهما من بعض حياة وجهاد صاحب السماحة...ومن حسن طالعي أيضا ومن خلال موقعي على ضفاف الندوة فإن كلمتي لن تقاس على كلام المنتدين: معالي الصديق النقيب رشيد درباس والدكتور سابا زريق والأستاذ صلاح سلام... فأما بالنسبة الى صاحب المعالي النقيب، فتوجسي من القياس كان لمعرفتي بأن الله سبحانه وتعالى أنعم عليه بالبيان وأفاض عليه ببلاغة تجعل حسن البيان أشد تأثيرا لدرجة، يسعد به كل من أحبه الرشيد أو يشقى به كل من غضب عليه الرشيد .. لكن في حب صاحب السماحة كان الرشيد صاحب المعالي دائما وأبدا شهدا يقطر عسلا لا ينضب. وأما بالنسبة الى الدكتور سابا زريق فلما يتمتع به من الإتزان والجدية والمنهجية بما قل من يجاريه فيه أحد بما عبر عنه في مقدمة الكتاب، إضافة لما له من الود والإحترام مما أسلفت به من كلام. وأما بالنسبة الى الصديق الصدوق الأستاذ صلاح سلام وهو إبن العائلة الكريمة، ومن مدرسة "اللواء" التي حافظت على رسالتها في الجرأة مع الإعتدال والبعد عن سياسة المحاور".

اضاف: "ومن حسن حظه وحسن حظنا أن له من إسمه نصيب من صلاح وسلام، ترجمه في مسيرة حياته من خلال العمل على توحيد الصف والكلمة على مختلف المستويات المحلية والوطنية والإقليمية. ومن على ضفاف الندوة...ولأن الكتاب لم يقرب من صاحب السماحة الإنسان ولأن المنتدين قد أفاضوا حول ما تضمنه الكتاب، فإني آثرت أن أكشف عن خمس خصال في صاحب السماحة هي زينة للإنسان، أي إنسان، فكيف لمن زاده الله بسطة في العلم والجسم وفقهه في الدين".

وقال النائب الجسر: "قلة هم الناس الذين إذا إنغمسوا في العمل العام أو إنكبوا على علم يوفون أهلهم حقهم... لكن صاحب السماحة هو من خير الناس لأهله تأسيا بالحديث الشريف "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" ... فهو لا يخرج من دون أهله لأي مكان ولو كان السفر الى بيروت... وهو ربى عائلة على التقوى والصلاح والعلم يشهد لهم جميع الناس بذلك.
والخير في الأهل هو مقدمة للخير في الناس والوطن، إذ من لا خير فيه لأهله لا يرجى الخير منه لوطنه ولناسه. وهو رمز للكرم، جواد... تضرب به الأمثال... كريم إذا أعطى، كريم إذا أولم، كريم إذا أهدى، كريم في مسعاه، كريم في مسامحته، كريم في رحمته، كريم في جاهه يبذله لخدمة الناس وأهل بلده، بعيد كل البعد عن الكرم بالوعود لأنه يعرف أن الكرم بالوعود هو أتفه أنواع الكرم وأقلها عناء وكلفة. ومن كرمه في مسعاه أنه سعى دائما لدى أهل الجود والكرم في حله وترحاله من خلال إقامته في دولة الإمارات العربية المتحدة ومن خلال الثقة التي أحاطت به في كل مكان للتبرع للجمعيات وللأفراد في طرابلس، وكان دائما للمستشفى الإسلامي الخيري نصيب من ذلك وكما كان يخبرني والدي رحمه الله. والكرم يلزمه جرأة ولا يقوى على الكرم إلا جريء لا يخشى مع كرمه فقرا أو زوال نعمة. وجرأته، إمتدت الى ممارسته اليومية فهو على نبله وتهذيبه وتلطفه يصدح بالحق دون خوف ودون مواربة أو مزايدة وبما يحقق الغاية من دون تجريح، وأعرف أن جرأته على أدبها لم توفره المتاعب ومن نعم الله عليه ميزة الوفاء عنده، وهي نوع من الشكر لأهل الفضل ولله عز وجل لا يعرفها الا ذوو الفضل وهو لا يترك مناسبة الا ويجاهر بالثناء على ذوي الفضل، سواء كان فضلهم في السياسة أو الإجتماع أو في مال ينفقونه على مؤسسات أو معالم يتركونها من بعدهم أو على علم أو على حاجة ...فهو يرى في الوفاء تحدثا بنعم الله وحثا للناس على المكرمات.
ومن جميل خصاله المبادرة، فهو يبادر في الدعوة الى كل خير كما يبادر في الدعوة الى عقد المجالس الوطنية، وهو يبادر بالكلام الطيب مضفيا بذلك على المجالس أنسا ولطفا تصفى به النيات وتشغف له الآذان وتسعد به القلوب... مؤطرا للمجلس آدابه ورقيه وعمقه وذوقه... يتبعه بسحر البيان مما أفاض الله عليه من علم ومعرفة".

وختم الجسر: "صاحب السماحة، تاريخك ونضالك وأعمالك وعلمك ومبادراتك لا تختصر بكتاب ... وكتاب اليوم شعلة أضاءت عناوين مسيرتك التي نتمناها لك طويلة مديدة مع وافر الصحة والعافية في ظلال رضى الرحمن. والسلام عليكم".

سليمان

وفي مداخلته قال الرئيس سليمان: "يوم طلب إلي رعاية هذه الندوة لم اتردد في الموافقة لأنها تعقد من أجل التفكير في الاعتدال والحوار، ولما تبحرت في المضامين والصفحات، وجدتني في المواقف والآراء الداعمة لانتخابي وتلك المثنية على خطاب قسمي والداعية الى تأييد منهجي في الحكم والمشيدة بمصداقيتي. كما لم يغب عن صفحات الكتاب، تحيتي الى المفتي الشجاع "الشيخ مالك الشعار" وترحيبه بزياراتي المتضامنة الى طرابلس المنكوبة بجولات العنف والاقتتال ووقوفي الى جانبها، هي التي وقفت الى جانب الجيش وافشلت ليس فقط رهان المغرضين على انها ستوفر ممرا للارهابيين الى البحر، بل أن صمودها حمى جونيه من هدير الدواعش، طبعا وغير جونيه.
كما انني أعتز بمواقفه المتغنية بروابط الصداقة المتينة بينه وبين الطرابلسيين مع الجيش ومعي عندما كنت قائدا له، وللحقيقة اقول ان هذه العلاقة مع اللبنانيين بكل طوائفهم ساعدت الجيش على اجهاض "الربيع الدموي" الذي كان مخططا له ان يبدأ من بيروت عام 2005 من خلال دفع المؤسسة العسكرية الى التصدي بالقوة للمظاهرات التي انطلقت مطالبة بالحقيقة على اثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما اعقبها من اغتيال شخصيات وطنية اخرى ومنها الوزير الشهيد محمد شطح. كما انني لا اتردد في المجاهرة ان هذه الروابط هي ايضا ساعدت الجيش في احباط محاولة اطلاق الدولة الاسلامية انطلاقا من الشمال- نهر البارد عام 2007، والاسلام براء منها".

اضاف: "ولان الدولة هي خياره أيد مفتي الحوار "ثوابت اعلان بعبدا" ثمرة الحوار الوطني الذي صادق عليه الجميع ليتنصل منه لاحقا الذين لم يقتنعوا بعد بإعتماد خيار "الدولة فقط"، وهذا ظهر جليا من خلال جولة الاعلاميين على الحدود الجنوبية يوم أمس، بعد جولات سبقتها مثل سرايا العباس واستعراض القصير.
ولو قدر لعبد القادر الأسمر، معد الكتاب، الذي تربطني به معرفة قديمة تعود إلى فترة قيادتي للجيش، وهو الذي لم يبخل في تقديم فلذة كبده ماجد على مذبح الشهادة حفاظا على تراب الجنوب وتراب الوطن.. لو قدر له، تقديم ما ورد من آراء ومواقف من دون ذكر اسم صاحبها، صاحب السماحة ابن الفيحاء معشر الزيتون، لظننتها آرائي ومواقفي، لا بل تبنيتها، انا اللبناني الجبيلي العمشيتي الماروني، سواء بصفتي العسكرية او بتلك الدستورية أم بصفتي المدنية الحالية، مواطن يرفض ان تعلو راية على علم بلاده او ترفرف اخرى لا ترمز إلى دماء الشهداء وبياض الثلج على قمم الصفاء والسلام، وأرز الخلود والصمود والعراقة".

وتابع: "وضع ميشال شيحا ثلاثة "مبادىء - قواعد" لحياة لبنان العامة وأكد انه "ليس بلد الرأس الواحد ولا بلد الانقلابات، بل هو بلد من واجب التقاليد ان تصونه من العنف".. "علينا دائما ان نفضل تطورا عميقا، ولو بطيئا، على الثورة".. "علينا ان نواجه حركة اللاتوازن الوطني بمؤسسات ثابتة قادرة على مواجهة التحديات، آخذة بالاعتبار وعي موقع لبنان الجغرافي ووعي طبيعة المجموعات المختلفة التي تشكل الشعب اللبناني. ولن تقوم في لبنان قوانين عفوية او عادية، قابلة للحياة، ما لم تأخذ بالاعتبار هذه الحقائق العميقة.. "نحن سلالة جبليين وبحارة"، "وفينيقيا هي البحر قبل كل شيء". هذا البحر "المتوسطي" الذي هو غير بقية البحار. فلقد "غير غاية الماء في التاريخ، لقد كانت عائقا فأصبحت معه ممرا. وكانت حدودا بين الدول فأصبحت معه وسيلة اتصال. فليس من بحر في العالم ربط بين الشعوب التي تشاطئه مثل المتوسط. تلك هي دعوة المتوسط، وهي دعوة لبنان أيضا: ان يكون بلدا لا حدود له، منفتحا على العالم وعلى الانسان، يأوي المقموعين والمضطهدين، ويشكل صلة وصل بين الشعوب. ودعوته التاريخية ان يكون عالما صغيرا. فهو بلد ذو روح متوسطية.
لكن درب الجلجلة التي فرضتها علينا ظروف شتى وعوامل متداخلة واحداث كثيرة متشابكة، منفردة حينا ومتصلة أحيانا، منها الدولي ومنها الاقليمي ومنها المحلي المنخرط عن غير حق في الاقليم، جعلت من الخائفين بيننا على صورة لبنان الحقيقية، رسل حوار ورموز اعتدال، سعيا لمواجهة امواج عاتية، تحمل معها بذور التفرقة وعقائد التطرف المتمددة كالنار في هشيم محيطنا الملتهب، والتي تهدد امننا الاجتماعي ومشتركاتها الكثيرة، فيما لو، ساهمنا عن قصد أو من دون ادراك او انتباه، في حفر انفاق التخلف في حين وجب علينا بناء سدود المعرفة وليس جدران العزل والفصل بين الطوائف، أو دفعنا الى تكريس التفرقة بدلا من رذل القوقعة والدفع قدما الى مزيد من اللحمة الوطنية لمواجهة عدويين اساسيين متحدين او منفردين، عنيت إسرائيل والارهاب.
إسرائيل الحالمة ابدا والساعية دوما لتفتيت محيطها الى تجمعات عنصرية على صورتها ومثالها، تبرر وجودها وتعمل على حماية امنها من خلال تهديد امن الدول، والارهاب الذي يحاول دوما ضرب لبنان، فينجح حينا ويفشل احيانا، هو نفسه الذي يضرب المصريين أقباطا ومسلمين، وهو الذي لم يميز سوريا عن لندن، ولا ليبيا عن باريس ولا العراق عن ميونخ، ولا اسطنبول عن نيس او عن بروكسيل ومدريد وموسكو، هو نفسه الذي تصدينا له في جرود الشمال عام 2000 والضنية براء منه وفي نهر البارد عام 2007 عندما احبط الجيش اللبناني حلم الامارة، بدعم غير محدود من اللبنانيين عموما وأبناء الشمال على وجه الخصوص".

وتابع سليمان: "في خضم الوضع المضطرب من حولنا والمتخبط سياسيا في الداخل، لا بد لنا جميعا من العودة الى وثيقة الوفاق الوطني (الطائف) صاحبة الفضل الاساسي في ارساء الاستقرار الأمني رغم الفراغ الدستوري في رأس السلطة لمدة سنتين ونصف، حيث لم تسجل حادثة واحدة ذات طابع طائفي، ما يثبت ما ورد في مقدمة الدستور إن "لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه" ويدحض ما توهم به البعض ان هذا الوطن هو خطأ جغرافي أو غلطة تاريخية أو كذبة ميثاقية، بل يؤكد ان لبنان هو وطن الرسالة كما وصفه البابا القديس يوحنا بولس الثاني، وهو النموذج الفريد المثالي لنظام العولمة الذي يغزو الكرة الارضية بنتيجة التقدم العلمي وتعاظم الثورة الرقمية. هذا الوطن العربي الهوية والانتماء والذي اثبت أنه "أصغر من ان يفدرل وأكبر من أن يستتبع".
ومن أجل الحفاظ على موجبات العقد الاجتماعي المذكور، علينا استكمال تطبيق الدستور وتحصينه بما يكفل الالتزام به لعقود طويلة دون الحاجة الى مؤتمرات تأسيسية عند كل مفصل. والبداية تكمن في الخروج الفوري من التجاذبات السياسية التي تحيط بقانون الانتخابات الموعود واعتماد القانون الوطني على قياس رجالات الوطن المعتدلين مثل سماحة المفتي مالك الشعار".

وقال: "القانون المرتجى ليس ارثوذكسيا ولا مختلطا مزدوج المعايير، سواء في الترشح او في الانتخاب، ولا في اي شكل من الأشكال هذا الذي يعتمد على التأهيل المذهبي او الطائفي، بل القانون الذي يعزز اسس المواطنة، " ولا يتناقض مع صيغة العيش المشترك" التي تنص عليها مقدمة الدستور. كما اجد أنه من المناسب اقرار مشروع القانون النسبي في دوائر صغيرة الذي أحلته الى مجلس النواب عام 2012 أو في الحد الاقصى توسيع الدوائر الى حدود المحافظات كما نص الدستور بعد اعادة ترسيمها.
انه القانون المنشود الذي يقارب مستقبل الاجيال ويعزز الاستقرار التشريعي، يجب ان يستكمل تباعا بإنشاء مجلس الشيوخ وإقرار اللامركزية الادارية الموسعة والاستراتيجية الوطنية للدفاع عن لبنان تحصر قرار الحرب بالدولة وبأمر منها فقط يتم استعمال السلاح، وتحييد لبنان عن صراعات المحاور كما جاء في اعلان بعبدا، مع العلم ان هذه المواضيع كافة رفعت فيها مشاريع واقتراحات تتطلب المناقشة والاقرار.
علينا الاسراع في انجاز ما تقدم لتحصين ساحتنا الداخلية لمواجهة الانعكاسات السلبية لخطط التقسيم التي تحاك للمنطقة ومعالجة موضوع النازحين السوريين ومواكبة اعادة اعمار سوريا وتعبيد طريق الحرير التي لن تمر إلا من طرابلس".

وختاما، توجه الرئيس سليمان بالشكر الجزيل للكاتب وجمعية مكارم الاخلاق ومؤسسة سابا زريق الثقافية والمفتي الشعار الذي اتاحت لنا شخصيته المميزة ان نجتمع هنا على المواطنة والاعتدال والخير والحوار.

المفتي الشعار

اما المداخلة الاخيرة، القاها المكرم الشعار الذي قال: "اسمحوا لي ان اقول كلمة واحدة، اخواني ما اجمل الدنيا بكم، لا تقبح الدنيا وفيها انتم، هذه المشاعر وهذه الاراء وهذه الاضاءات، وهذا الاحتفال وهذا العرس الذي في الشكل يتناول المتحدث اليكم وفي حقيقة الامر يتوجه الى طرابلس باهلها ورجالها وسيداتها، هذا هو مناخ المدينة، هذه هي ثقافة المدينة ولست طارئا عليها على الاطلاق، انما وفقت لان انقل الى الاخرين ضمير اهل بلدي وامل الا يخيب ظنهم بي، ما قد قيل يسوده الحب، والعاطفة وحرارة التكريم، وكل الذي سمعتموه انما يدل على سجايا المتحدثين، اما ان يتلطف فخامة الرئيس ميشال سليمان وان يقول بعدما تفحص في الكتاب لولا ان الاسم عليه لظن انه هو صاحب الكلام او انه يتبنى كل ما فيه، فلقد اعطيتنا كثيرا يا صاحب الفخامة، الف شكر لك".

اضاف: "للحق وامام الله اقول، كل الذي تحقق في تسع سنوات كان بدعم من اهل بلدي، وفي مقدمتهم فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان، هو الذي منحني لقب المفتي الشجع امام حفل كبير في عشاء في قصر بعبدا، ما طلبته يوما الا وترك تحديد الموعد للمتحدث اليكم، الف شكر اليك هذا فضل منك. والفضل الكبير اذكره لصاحبي الدولة ولاصحاب المعالي الوزراء والسادة نواب المدينة الشيخ سعد رفيق الحريري ودولة الرئيس نجيب ميقاتي، وكل ابناء المدينة والنواب والوزراء كانوا في خدمة المدينة عبر ما اولوني من ثقة ومحبة ودعم لا حد له على الاطلاق. ليس امامي من الفرص ان احدثكم عن مشاركة كل واحد منهم، حقيقة الامر ان الذي حدث في طرابلس كان جهدا مشتركا وجهدا متواصلا بين الذي يتحدث اليكم وبين قادة المدينة الدينيين اصحاب السيادة المطارنة على مدار الساعة ما اتصلت بواحد منهم الا وكانه قائد جيش على اهبة الاستعداد. هذه المدينة غنية بمرجعياتها الدينية وبدون استثناء ثم بمرجعياتها السياسية ولم احمل ضميري قيد انملة على الاطلاق، كنت دائما في اتصال وتعاون فطرابلس يخطىء من يعتقد ان واحدا بنفسه يستطيع ان يفعل كل ذلك، هذ الجهد هذا الدعم هذه الروح الوطنية هذا الحرص على امن البلد وتاريخه وثقافته، هو الذي جعل المدينة تستعيد عافيتها وتاريخها وتستعيد نبض الحياة فيها. انا عاجز عن الشكر، اي كلام استطيع ان افيكم حقكم بعد هذه الدرر، كل واحد منكم ينبض قلبه بالحياة الوطنية والقيم والاخلاق فضلا عن الكلمة وحسن البيان.
دعائي الى الله ان يحفظ لبنان وان يحفظ طرابلس وان يحفظ البلاد والعباد وعاش لبنان".

وفي الختام، قلدت جمعية المكارم الاعلامي عبد القادر الاسمر درعا تذكارية كما قلدت مؤسسة سابا زريق درعا مشابهة للاسمر.
تابع الرئيس على
© 2024 ميشال سليمان جميع الحقوق محفوظة