سليمان لـ"المرصد": الجيش قادر وحده وهو أكثر ديموقراطية من السياسيين
يجزم الرئيس العماد ميشال سليمان بأن الجيش سينتصر على الإرهاب في أي معركة يخوضها ومنها جرود رأس بعلبك والقاع، وهو يرى أنه "كان على الجيش أن يخوض هو الحرب في جرود عرسال بعد اتخاذ القرار السياسي بذلك"، ويعتبر سليمان "أن ثمة تردداً حصل على صعيد اتخاذ القرار السياسي وكان يجب أن يرافق هذا القرار الإبلاغ إلى "حزب الله" أن الجيش قادر على تنفيذ العملية". وقال:"أنا ثقتي كبيرة بقدرة الجيش على القيام بالعمليتين أي جرود عرسال وجرود رأس بعلبك والقاع".
وأضاف: "الجيش قادر بمفرده على القيام بالمهمتين ولديه التجهيزات الكاملة، ثم هو جزء من التحالف الدولي القادر من أماكن بعيدة التدخل والمشاركة في المعركة، فضلاً أن في إمكانه أيضاً طلب التدخل الروسي الذي يغطي معظم الأجواء السورية للمساندة، إضافة إلى التنسيق العسكري القائم أصلاً، وخصوصاً على هذه الأرض اللبنانية والسورية المتداخلة والتي من المؤكد أن المعركة ستطاولها لأنها بقعة ينتشر فيها تنظيم "داعش" الإرهابي العدو المشترك للدولتين، فضلاً عن التنسيق على المستوى العسكري في مسافات متقاطعة للمدفعية لضمان تحقيق الاهداف.
وعن القذائف التي استهدفت عدداً من المواقع في اليومين الأخيرين ومصدرها "داعش"، اعتبر أنها دليل على الضعضعة التي يعيشها هذا التنظيم بعد الضربات التي تعرض لها في كل مكان، محاولاً الإشارة إلى أنه لا يزال موجوداً.
ورأى أن "الحزب" استفاد من عمليته العسكرية في جرود عرسال لخلق جو مناسب لاعتراف العالم به"، ولاحظ أنه عرف كيف يحول دون ظهور معارضة واضحة لمعركته من خلال اعتباره "أن حليف صديقك هو حليفك" من الرئيس ميشال عون إلى الرئيس سعد الحريري إلى الدكتور سمير جعجع. وأضاف أن "الحزب" حليف في الحكومة ومشارك في الحكم.
ودعا الرئيس سليمان إلى وضع الإستراتيجية الدفاعية وإقرارها، وقال أن موضوع الإستراتيجية الدفاعية وضع للمناقشة في الحوار الذي ترأسه الرئيس نبيه بري، وأنا عندما وضعت المشروع على طاولة الحوار "اختفى" ولم يعودوا يسلمون بها ، وأنا أقول أن العماد عون كان الأول في وضع مشروع للإستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار.
ونفى أن يكون مشروع الإستراتيجية الدفاعية يستهدف "حزب الله" كذلك نفى أن يكون يعني عدم تقدير للدور الذي قام به الحزب ضد إسرائيل . وأضاف:"إن الإستراتيجية باتت اليوم أكثر من إقليمية وهي تخطت سلاح "حزب الله"ومقاومة إسرائيل، لتصبح ذات بعد إقليمي. ولذلك فإن التطورات الإقليمية والدولية تقتضي وضع الإستراتيجية الدفاعية وتحديد وقت لتنفيذها، والإتفاق مع "حزب الله"على هذا التوقيت وحصر السلاح في يد الدولة إذا كنا فعلاً نريد دولة". وأمل سليمان في إحياء الهبة السعودية للجيش في أقرب وقت.
وفي رأي القائد السابق أن الجيش "أكثر ديموقراطية من السياسيين"، و أن للقرار السياسي عنده أولوية على القرار العسكري، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعلم ذلك في معاهدها وتكرس أن لا حق للقائد في رفض القرار السياسي.
وتحدث عن بعض الحوادث التي حصلت خلال قيادته الجيش فأشار إلى خطورة معركة الضنية التي استشهد فيها المقدم ميلاد النداف مشيراً إلى أنها كانت محاولة بداية لإشعال الحرب في المنطقة قبل أن يبدأ ما سمي "الربيع العربي" الدموي، إضافة محاولة ثانية لاشعال الحرب من خلال ظهور "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد، وقد تعامل الجيش مع المعركتين بصلابة وأحبط محاولات المجموعات الإرهابية إطلاق الشرارة من لبنان. وعزا ذلك إلى أن القوى المسلحة تمكنت من كوكبة جميع اللبنانيين حول الجيش.
وعن اتهامه بعدم تنفيذ القرار السياسي بقمع المتظاهرين في شباط 2005 قال: "كان همي في تظاهرة 27 شباط 2005 عدم الإعتداء على الجيش وحماية مجلس النواب خلال جلسته التي استقال فيها الرئيس عمر كرامي بعد كلمة النائبة بهية الحريري. كذلك كان همي إقامة حاجز بين المتظاهرين من 8 و14 آذار في الوقت نفسه، وكانت أوامري صارمة بمنع تخطي أي من الحاجزين اللذين أقامهما الجيش ولو بالرصاص.
وأثنى الرئيس سليمان على موقف الوزير سليمان فرنجية في تلك المناسبة. وأكد أن الجيش هو أيضاً حامي الحريات خلال التظاهرات التي يكفلها الدستور.
وعن حوادث 7 أيار قال "أن الأمر يختلف هنا فالناس متداخلون في كل الأحياء وحتى في الأبنية كانت ثمة اتجاهات سياسية ومذاهب عدة. وليسوا في موقعين متقابلين يسهل الفصل بينهم، وكانت قوى الأمن الداخلي مكلفة ضبط الأمن والجيش يدعمها على عكس معركة البارد حيث كان العدو معروفا ومواقعه معروفة. وتمكن الجيش من حسمها ببطولة".
وهل خالجه آنذاك (7 ايار) خوف من انقسام الجيش؟ أجاب: "نعم لأن الحرب كانت أهلية، والتشنج على أشده. ولكننا تجاوزنا هذا القطوع، والحمد لله".