30 تشرين الأول 2012
السيدة وفاء سليمان لـ"النهار": الكوتا فرصة لتثبت المرأة ذاتها
​كتبت روزيت فاضل: تتطلع السيدة وفاء سليمان إلى إطلاق مشروعها الإنساني الاجتماعي "يدنا" خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. هذا المشروع الذي ستتابعه سليمان بعد خروجها من قصر بعبدا يهدف إلى الكشف المبكر ووقاية المرأة في مجتمعنا وعلاجها من أمراض القلب والشرايين. يوفر الطابقان المخصصان للمشروع في منطقة بعبدا الفحوص والمتابعة للفئة المستهدفة من المشروع، وهي المرأة المهمشة في مجتمعنا. سليمان ترى أن الظروف لم تسمح في توزير إمرأة في الحكومة الحالية لأنها تألفت في ظروف صعبة. لكن الرئيس ميشال سليمان حريص وفقاً لها على توزير نساء في الحكومة وهو أقل ما يمكن تحقيقه.
السيدة الأولى تحدثت الى "النهار" في قصر بعبدا عن الحاضر والمستقبل... *كيف تصفين نمط حياة اللبنانية الأولى وما الذي تغير في حياتك بعد الإنتقال إلى قصر بعبدا؟
إزداد إهتمامي في الشأن العام والاجتماعي الإنساني، وحتى في الشأن السياسي، وهو يتم اليوم على حساب حياتي العائلية والخاصة. لا دور لزوجة رئيس الجمهورية في السياسة، لكننا نتشارك الهم السياسي ونتبادل الآراء في أمور عدة.   *هل كان لمهنة التعليم ولانتسابك إلى دار المعلمين دوراً في صقل شخصيتك التي تتسم بالإنضباطية والتنظيم والدقة في التعامل مع الآخرين؟
تتسم شخصيتي منذ الطفولة بالإنتظام والدقة على العمل والحرص على متابعة مراحل تنفيذه. ولا شك في أن عملي في التعليم الرسمي ساهم في تعزيز طرائق التواصل مع الآخرين والتفاعل معهم.   *برأيك هل تحتاج الجمعيات النسائية إلى رص صفوفها للدفع بقضايا المرأة إلى الأمام؟ وهل تملكين رؤية أو خطة عملية لتفعيل ذلك؟
أرى أن الجمعيات النسائية تعمل معاً وبمشاركة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، في تفعيل قضايا مشتركة، ومنها إقرار الكوتا في مشروع قانون الإنتخاب الجديد، فضلاً عن مطالبتها بإعطاء الجنسية للأولاد من أم لبنانية متزوجة من أجنبي.   *ما هي أبرز إنجازات الهيئة الوطنية لشؤون المرأة؟ وما هي الإجراءات العملية التي يمكن إتخاذها لتخطي الروتين الذي يبطىء سير عملها؟
لقد تم تحديث الإستراتيجية الوطنية للمرأة، وهي بدأت فعلياً من 2011 وتستمر إلى 2021. وقد حققنا من هذه الخطة الوطنية مشاريع عدة منها مشروع "نجاح" بالتعاون مع فرنسبنك، والذي يوفر قروضاً متوسطة لمشاريع تمكين المرأة والسماح للوالدة بفتح حساب إئتماني لإبنها والتأكد من إلتزام معظم المصارف تطبيقه. كما نجحنا في حملة "وين بعدنا" بتعديل ثلاثة قوانين من أصل 14 مشروع تعديل قانون ومرسوم ذات أثر إقتصادي سلبي على المرأة. عدلنا قوانين للمساواة بين الجنسين في رسم الإنتقال وفي ضريبة الدخل وفي قانون الدفاع الوطني. كما عملنا على إصدار مرسوم يساوي إجازة الأمومة بين الأجيرة والموظفة.
أما في ما خص الروتين الإداري، فقد عملنا على مأسسة الهيئة ووضع هيكلية تنظيمية لها لتحديد المسؤوليات وتدريب الكوادر إدارياً ومعلوماتياً والإستعانة بالقدرات الناقصة لإكمال مشاريعنا.
*كيف تعملين على دعم إقتراح الكوتا النسائية، لاسيما وأن الكثيرين يدركون مدى إصرارك على أن يرفق فصل خاص في مسودة قانون الإنتخابات التي ارسلت إلى مجلس النواب تلحظ نسبة الـ10 %؟
في الحقيقة، لا يمكن أن نبدأ إلا من خلال الكوتا. لا أوافق بعض الأصوات التي وصفتها بمذلة، لأن الكوتا هي فرصة لتثبت المرأة ذاتها.   *تسهر الهيئة الوطنية لشؤون المرأة برئاستك على إقرار مشروع قانون منح المرأة الجنسية لأولادها في حال تزوجت من غير لبناني. أين أنت اليوم من دفع هذا الموضوع المحق إلى الأمام والذي يرى البعض بأنه غير عادل بالنسبة إلى اللبنانيين جميعهم؟
لقد أعد كل من الوزيرين السابقين زياد بارود وبهيج طبارة بمشاركة الهيئة والسيدة لينا أبو حبيب والقاضي جون قزي دراسة معمقة لتعديل القانون والسماح من خلاله للأولاد من أم لبنانية وأب أجنبي في الحصول على الجنسية . وقد أرسلنا الدراسة إلى اللجنة الوزارية المعنية في الموضوع والتي يرأسها نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل ولم نلق أي جواب عليها حتى الآن.   *كيف صقلت التجربة مسؤولياتك وماذا تعلمت خلال ممارسة مهماتك كلبنانية أولى؟
ان متابعة مراحل تنفيذ أي مشروع وتوزيع المسؤوليات على فريق العمل هو أمر مهم. لكن توقعات الناس تكبر كثيراً كلما ازدادت مسؤوليات الشخص كثيراً.
أنا مستعدة للقاء كل من لديه مشكلة في القصر. ما عليه إلا أن يطلب موعداً للقائي وأتابع مشكلته.   *ما هو المشروع الإنساني الاجتماعي الذي ستطلقينه بعد إنتهاء مهماتك كسيدة قصر بعبدا؟ من هي الفئة المستهدفة من هذا المشروع ولماذا؟
هو مشروع "يدنا" كما ذكرت. إخترت هذا المرض لأن الدراسات الطبية العالمية كشفت ان نسبة الوفيات عند النساء من مرض القلب والشرايين هي اعلى بكثير من عدد الوفيات عند النساء من مرض سرطان الثدي. كما نعمل أيضاً على إدراج لبنان في السجل العالمي لزرع النخاع الشوكي لنعطي من خلاله فرصاً للحياة.   *ما هو موقفك من إمكان ترشيح كل من نجلك شربل وصهرك السيد وسام بارودي في الإنتخابات النيابية المقبلة؟
لا أتدخل في قرارات عائلتي. أعطيهم النصائح واترك لهم حرية الخيار. يدرك إبني وصهري تماماً قيمنا المشتركة التي "ما في مجال فيها للمال السياسي ولا للخدمات على حساب الكفاءة وحقوق الناس".   *ماذا عن جبيل وأهلها؟
أنا مولودة في عمشيت وهي بلدة مجاورة لجبيل. أعتز بجبيل وبأبنائها الذين كانوا رواد العولمة قبل ثورة المعلوماتية.   *هل تأملين في أن يدخل البرلمان وجوه نسائية جديدة وماذا تنصحين السيدات الطامحات لحقيبة وزارية أو منصب نيابي؟
وضع المرأة معيب في لبنان إذا ما قارناه مع البلدان العربية. علينا العمل لإقرار الكوتا وتبني إستراتيجيات إدارية واجتماعية وثقافية لتهيئة المرأة لتبوؤ مراكز وزارية وإدارية مهمة.
 
تابع الرئيس على
© 2024 ميشال سليمان جميع الحقوق محفوظة