05 تشرين الأول 2013
كلمة السيدة سليمان في حفل اطلاق حملة الوقاية من سرطان الثدي للعام 2013
  • 72-كلمة السيدة سليمان في حفل اطلاق حملة الوقاية من سرطان الثدي للعام 2013

أيها الحضور الكريم،
نلتقي اليوم في افتتاح حملة التوعية على  مكافحة سرطان الثدي، ونحن أكثر تفاؤلاً وثقة بالنتائج المرجوة التي حققتها حملات السنوات الماضية، حيث ازداد اقبال النساء، وخصوصاً اللواتي يتجاوزن سن الأربعين، على إجراء الفحص الشعاعي للثدي، الذي ينطوي على قيمة وقائية فعالة بالنسبة إلى الاكتشاف المبكر لأيِّ ورم خبيث محتمل، والذي هو الطريق الأسلم لاعتماد افضل الخيارات العلاجية، وتحقيق نسب عالية من الشفاء. أتوجَّه بداية بالشكر الى  وزارة الصحة العامة التي تطلق حملة هذه السنة بالتعاون مع مركز علاج سرطان الثدي في معهد نايف باسيل للسرطان في الجامعة الأميركية، والجمعية اللبنانية لسرطان الثدي، لتعزيز التوعية في هذا المجال، وتشجيع النساء على إجراء الفحوصات اللازمة للكشف المبكر، والاضاءة على التقدُّم الذي تحرزه الأبحاث والعلاجات. وتمدنا الشهادات المؤثرة للسيدات اللواتي واجهن سرطان الثدي في أجسادهن، وكافحن للانتصار عليه بالعزم على مواصلة مسيرة التوعية والمواجهة. فهذا المرض الذي يعتبر من أكثر السرطانات شيوعاً بين النساء، هو قبل كل شيء مرض قابل للانهزام، ونسب الشفاء منه عالية جداً في حال الاكتشاف المبكر، وتوافر الدعم الصحي والمعنوي المناسب والكافي.  ولا بد هنا من الإشارة إلى العناصر المتكاملة التي تهدف حملات التوعية إلى تحقيقها، بدءاً من نشر الثقافة اللازمة وخصوصاً لدى شريحة النساء الأكثر تهميشاً في لبنان، وهذه عملية تتطلب تضافر جهود كل القطاعات المعنية للوصول إلى هؤلاء النساء في قراهم، ومنازلهم، وأماكن عملهم، لتحقيق المرجو منها. وتلي هذه الخطوة الحيوية، ضرورة تسهيل تحقيق الكشف المبكر عن المرض، عبر الفحص الذاتي الذي تجريه المرأة، والصور الشعاعية، ومن ثم تأمين العلاجات بدون أن تكون الإمكانات المادية عائقاً أو هماً يثقل كاهل المريضات.
أدعو من جهتي كل نساء لبنان، وخصوصاً اللواتي لدى عائلاتهن سجل في الإصابة بسرطان الثدي، إلى تحمل مسؤولية صحتهن، وأخذ مبادرات التوعية والوقاية على محمد الجدِّ، واتباع نمط سليم في الغذاء والحياة،  لأن صحتهن من صحة المجتمع والوطن. ويلعب الإعلام في هذا الخصوص دوراً مهماً، وهو الذي واكب الحملات الوطنية للوقاية من سرطان الثدي منذ بدايتها، ويستحقُّ الشكر على الدعم الايجابي الذي يقدِّمه، في مجال التوعية. ويطلعنا تكرار الحملات السنوي، على مدى الجدية التي تتعامل بها وزارة الصحة العامة مع مرض سرطان الثدي، والتسهيلات التي تواظب على تقديمها، بهدف الحدِّ من انتشاره. ولا بدَّ لي أن أوجِّه تحية تقدير إلى معالي وزير الصحة العامة وطاقم العمل، على حملهم هذه الشعلة بإصرار ونجاح. إن الاحتفال الذي سنشهده في ختام هذا الحفل، بالانتصار على سرطان الثدي، والذي يحمل نكهة زهرية، هو علامة حيَّة على أن جهود المعنيين، وإرادة المرضى، والوعي المتزايد، يعززون غلبة الجرأة على الخوف، والحياة على الموت، والصحة على المرض.
فكل يوم في حياتنا هو بداية جديدة، وفرصة للاحتفال بالصحة والأمل.
وشكراً لكم.
​  
تابع الرئيس على
© 2024 ميشال سليمان جميع الحقوق محفوظة