30 كانون الأول 2015
سليمان: لتحييد لبنان عن المتاجرة في زمن التسويات
أبدى الرئيس العماد ميشال سليمان خلال اتصال اجراه مع قائد الجيش العماد جان قهوجي للتعزية بالجندي الشهيد علي بسام قاسم زين، ارتياحه لجهوزية الجيش اللبناني الدائمة سواء على الحدود في مواجهة اسرائيل والارهاب ام في الداخل للحفاظ على الامن وملاحقة المطلوبين، مثمناً العملية النوعية التي نفذتها وحدات الجيش بالأمس للقبض على عصابات القتل وتصنيع الكبتاغون، متمنياً للجرحى من العسكريين الشفاء العاجل، املاً ان تستكمل الخطة الامنية بالايقاع نفسه.
وشدد سليمان خلال استقباله وزير العمل سجعان القزي، النائبين غازي العريضي وكاظم الخير والنائب السابق الدكتور فارس سعيد على ضرورة التمسك بمبدأ تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية وتحييده عن المتاجرة في زمن التسويات، وهذا ما يتطلب عدم الخجل بالمطالبة الدائمة بتطبيق "إعلان بعبدا" وضرورة العودة إلى مضمونه لضمان حماية لبنان.
وثمّن الرئيس سليمان دخول الهبة السعودية الاستثنائية لتسليح الجيش حيز التنفيذ عبر جدولة مواعيد تسلّم الاسلحة من الدولة الفرنسية بالرغم من كل التشويش الذي رافق مرحلة الجدولة.

وتمنى سليمان ان تحمل السنة الجديدة الخير لجميع اللبنانيين أملاً ان تكون البداية من مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، كونه الأقدر على إعادة الامل ببقاء لبنان وطن الرسالة، وليس ساحة مستباحة لتصفية حسابات الخارج.
قزي

وقال الوزير سجعان قزي بعد اللقاء: الزيارة الى فخامة الرئيس كانت للمعايدة خاصة ان فخامته يلعب دورا وطنيا ونحن واياه في علاقة واضحة كحزب كتائب من خلال اللقاء التشاوري ومن خلال تأييدنا العميق لاعلان بعبدا الذي يجسّد روحية الميثاق الوطني وجوهر الوجود اللبناني، وشمل الحديث كل القضايا المطروحة حاليا.

سئل: في ظل تعثر التسوية الرئاسية هناك كلام عن ضرورة تفعيل عمل الحكومي في هذه المرحلة؟
اجاب: بداية لا يوجد تسوية رئاسية، لان التسوية يجب ان تكون بين فريقين وهذا امر لم يحصل، كان هناك مبادرة مباركة حاول القيام بها دولة الرئيس سعد الحريري، وهذه المبادرة اليوم "عم تعيّد مثلنا"، ونحن من هذه المبادرة التي نعتبرها كانت ضرورية لاطلاق دينامية جديدة لانتخاب رئيس جمهورية، يجب اخذها كدينامية ونتفق على مرشح للجمهورية اللبنانية، ونحن كحزب كتائب لسنا بحاجة لاستئجار اي مرشح آخر، عندنا مرشح اسمه فخامة الرئيس الشيخ امين الجميل ونحن متمسكون به مرشحا للرئاسة ونعتبر ان الرئيس الجميل هو الرجل المناسب لهذه المرحلة بالذات، رجل لديه الخبرة والمعرفة والروح الميثاقية والسياسة المنفتحة والمعتدلة، وهو على علاقات بكل الاطراف داخليا وعربيا واقليميا ودوليا وقادر على التواصل وعلى فهم المتغيرات الاقليمية الكبرى التي هي بمستوى تقرير مصير الشعوب والدول، وما لم يعد الرئيس الجميل موقفا بترشيحه نحن نؤيد وندعم ونتمسك بهذا الترشيح مع انفتاحنا على كل الاتصالات مع كل الآخرين.

سئل: هل موقف حزب الله الداعم للعماد عون انهى المبادرة الرئاسية؟
اجاب: انا لا اريد ان احكم على بدايات ونهايات المبادرات، نحن نقدر موقف حزب الله الداعم للجنرال عون وهذا يعني ان من واجب الحليف ان يؤيد حليفه وليس اي طرف آخر، ولكن استمرار الترشيح دون انتخاب هو تعطيل للانتخاب ولا بد من خلق ديناميكية جديدة.

سئل: هل من مخرج رئاسي مطروح؟
اجاب: اتساءل ما اذا كان الموعد السياسي لانتخاب رئيس جمهورية قد آن، الموعد الدستوري اصبح وراءنا، ولكن يبدو ان الموعد السياسي لم يأت بعد لان هناك اطرافا يريدون تأخير انتخابات رئاسة الجمهورية لارتباطات في المنطقة ويريدون ان يبقى لبنان والرئاسة بالذات ورقة مفاوضة ومقايضة مع ما يحدث من مشاريع تسوية ان في سوريا او العراق او اليمن او المنطقة بشكل عام، ولا ننسى ان هناك انتخابات تشريعية في ايران في 26 شباط المقبل وايران تنتظر ان ترفع العقوبات عنها قبل موعد الانتخابات لينتصر الفريق الحاكم الذي فاوض على الاتفاق النووي مع الدول الخمسة زائدا واحدا.

سئل: من الواضح ان اتفاق الزبداني تم برعاية دولية ولبنان لا يستطيع رفض هذه الارادة الدولية في المساهمة بتنفيذ هذا القرار ما هو تعليقكم؟
اجاب: ليس للبنان ان يرفض هذا الاتفاق او ذاك، ولكن على الحكومة اللبنانية ان تناقش هذا الموضوع، رغم اننا نحن كوزراء لدينا الثقة الكاملة بدولة الرئيس تمام سلام وهو لم يتجاوز ولا مرة المصلحة الوطنية ولكن نحن كمسؤولين لا بد ان نكون بالصورة لا نقول بالاسرار، لان ليس من واجبنا ان نطلع على اسرار امنية ولكن بالصورة لكي لا نكون الوزراء المخدوعين، وبالنتيجة هذا الاتفاق اذا ذهبنا اليه في العمق يبدو ان الامم المتحدة، لان الاتفاق حصل بتفاوض تركي من جهة وايراني وحزب الله من جهة اخرى برعاية اممية، وهذا يعني ان لبنان اعترف بدور حزب الله في سوريا وان الامم المتحدة مع الاسف اعترفت بدور ايران في سوريا وهذا امر نحن يجب ان نتحفّظ عليه كي لا يحصل بنا غدا ما يحصل في سوريا اليوم وقد حصل بنا بالامس اثناء الحرب اللبنانية.
العريضي

وقال النائب غازي العريضي بعد اللقاء: من الواجب بالدرجة الاولى سؤال خاطر فخامة الرئيس سليمان والمعايدة بالوقت ذاته، وقدمت ايضا الى فخامته كتابي الاخير "ادارة الخراب" وتوقفنا عند ما يجري من خراب مبرمج في المنطقة بقيادة الولايات النتحدة الاميركية وتسلط الانظمة وقصر نظر عدد كبير من الحكام الذين انزلقوا الى هذا الخراب في ما يقومون به كي لا نبقى اسرى نظرية المؤامرة دائما، صحيح ان المؤامرة موجودة لكن علينا استخدام عقلنا بشكل دائم كي لا نذهب اليها وكي لا تحقق اغراضها.

أضاف: توقفنا ايضا عند الخراب المستمر في الدولة اللبنانية على مستوى تعطيل المؤسسات والواقع الاليم الذي نعيشه، علما اننا نرى ثمة بنية اساسية للمؤسسات في لبنان سواء كانت المؤسسات الامنية التي قامت بانجازات كبيرة ومعروفة وشكلت حماية للبنان عندما نسقت مع بعضها البعض وعندما استفادت من الخبرة الكبيرة وايضا من الثقة التي تحظى بها والتنسيق مع مؤسسات امنية دولية كبرى، اثبتت هذه المؤسسات الامنية اللبنانية انها على مستوى المواجهة، استطعنا تمرير المرحلة بأصعب الظروف وبأقل الاثمان حتى الان، لكن لسنا في وضع طبيعي لا على المستوى السياسي ولا على المستوى المالي ولا على المستوى الاقتصادي، وكلما استمرت الامور في هذا الاتجاه كلما كان الثمن اكبر في المراحل المقبلة، لذلك كنا من الاساس من اصحاب نظرية التسوية في لبنان على مستوى الرئاسة واعادة تفعيل عمل المؤسسات.

وتابع: نحن نتمنى ان يتعاطى الجميع بعقلانية وحكمة وبعد نظر وبتقدير دقيق وحسن تقدير لما يجري في المنطقة ولتداعيات وارتدادات ما يجري في المنطقة على الواقع اللبناني لنحمي لبنان، حدودا ووحدة بمعنى لبنان الكبير ووحدة المؤسسات وتفعيل عملها فنذهب الى انتخاب رئيس للجمهورية بعيدا عن الاحقاد والمزايدات والخفة في التعاطي، وبعد ذلك ننتطلق في عملية اعادة تفعيل المؤسسات انطلاقا من الحكومة وصولا الى الانتخابات والمجلس النيابي الجديد.
في انتظار ذلك لا بد من تفعيل عمل الحكومة، واعتقد ان كل الجهود منصبة الان على هذا الهدف وعلى هذا الاتجاه الى ان يأتي وقت انتخاب الرئيس الذي نأمل ان يكون قريبا جدا.
الخير

وقال النائب كاظم الخير بعد اللقاء: زيارتي الى فخامة الرئيس سليمان اليوم هي للمعايدة بمناسبة الاعياد وكان هناك تداول بالامور السياسية والمحلية والاقليمية وتوافق على اهمية الخروج من حالة الشغور في الملف الرئاسي لما له من مخاطر على لبنان واللبنانيين، كما تداولنا بأمور اخرى تتصل بالوضع الاقليمي وتأثيراته على لبنان، ونتمنى ان تكون السنة القادمة سنة خير على اللبنانيين وسنة استقرار وسنة انتخاب رئيس للجمهورية وهي الخطوة الاساسية ومفتاح الحلول لكل الازمات التي نعيشها وتنعكس فراغا على كل المؤسسات.

سئل: يبدو ان مبادرة الرئيس سعد الحريري قد تم فرملتها بعد تمسك حزب الله بحليفه العماد ميشال عون مرشحا لرئاسة الجمهورية؟
اجاب: بداية لم يطرح مبادرة بعد من قبل الرئيس سعد الحريري، ولكن ما طرح هو افكار للتداول حركت الملف الرئاسي، والمطلوب نتيجة هذه الافكار النزول الى مجلس النواب وقيام النواب بواجبهم الدستوري امام ناخبيهم وامام الشعب اللبناني عبر انتخاب رئيس للجمهورية وهذه الافكار التي طرحت ما زالت في بحث وتشاور بين كل الافرقاء وهذا امر ايجابي كونه حرك هذا الملف الراكد منذ فترة طويلة نتيجة التعطيل من قبل فريق واحد الذي يمشي على مبدأ انا او لا احد لذلك المطلوب اليوم استكمال هذه المشاورات بعد الاعياد لنستطيع الوصول الى نتيجة، هذه الافكار والمشاورات التي يجريها الرئيس الحريري لم تنته ولا زالت مستمرة وبعد الاعياد ستنطلق بشكل اكبر.

سئل: الا ترى ان اعلان حزب الله من بكركي تمسكه بالعماد ميشال عون سيؤدي الى تعطيل او فرملة هذه المبادرة؟
اجاب: التمسك بمبدأ العماد ميشال عون او لا احد هو تعطيل لهذا الملف، بالاضافة الى ما نراه اليوم، اذ ان مصالح حزب الله بعيدة كل البعد عن مصلحة اللبنانيين ولبنان ان كان بالموضوع الاقتصادي وسمعنا السيد حسن نصرالله يتحدث عن عدم التزام المصارف اللبنانية بالقرارات الدولية وبالبنك الدولي، وان كان بالموضوع الرئاسي وغيرها من الامور، المطلوب اليوم العودة الى مصلحة اللبنانيين والعودة الى لبنان وحل المشاكل بالحوار وما زال الحوار قائم وهناك جلسات قريبة نتمنى ان نستطيع التوصل الى تفاهم حول هذه الملفات بعيدا من المصالح الاقليمية المتناقضة مع مصالح لبنان واللبنانيين.
سعيد

وقال منسق الامانة العامة لقوى 14 اذار النائب السابق فارس سعيد بعد اللقاء: الزيارة كانت لواجب اجتماعي اولا، وطبعا كانت مناسبة لجولة افق سياسية واسعة على ما يحصل، وتطرقنا الى احداث المنطقة وانعكاساتها على لبنان وبشكل خاص دخول سوريا في المرحلة الانتقالية التي مرت بها وتلك التي ستبدأ في الشهر الاول من العام 2016 والتي هي مرحلة من ثلاث نقاط وبالتاليكيف يمكن مواكبة هذه المرحلة من قبل دولة في لبنان قادرة على ابقاء الاستقرار في لبنان رغم التقلبات التي ستحصل في سوريا والتي تحصل كل يوم، وطبعا فخامة الرئيس صاحب خبرة طويلة ومن الشخصايات اللبنانية والوطنية الذي لديه باع طويل في الحفاظ على الاستقرار في لبنان، وكانت مناسبة للتداول بكل هذه النقاط.

سئل: في ظل تعثر المبادرة الرئاسية ما هي البدائل مع مطلع العام الجديد؟
اجاب: انا لا اعرف ان كانت المبادرة الرئاسية متعثرة ام غير متعثرة، وبالحقيقة لم اتطرق كثيرا مع فخامة الرئيس حول هذه النقطة، هم فخامة الرئيس هو البقاء على استقرار لبنان، وهذا الاستقرار يمر حكما باستكمال بناء دولته، واستكمال بناء الدولة يمر حكما بضرورة انتخاب رئيس جمهورية جديد، اسم رئيس الجمهورية خاضع للعبة الداخلية وانشاء الله يتبلور من الان والى وقت معين. 

تابع الرئيس على
© 2024 ميشال سليمان جميع الحقوق محفوظة